الزمالة علاقة تنقطع ببعد المكان أم أنها غير ذلك هو سؤال يرواد الكثير من الزملاء في العمل أو الطلاب في المدرسة والجامعة، كما ويتم طرح ذلك السؤال في المناهج الدراسية، مما جعل الرغبة في التعرف على إجابته تزداد خاصةً لارتباطها برغبة البعض في استمرار علاقة الزمالة حتى وإن ترك أحد طرفي تلك العلاقة المكان الذي نشأت به زمالتهم كأن يغير أحدهم العمل أو يذهب إلى مدرسة أخرى، وسوف نجيبكم عما إذا كانت الزمالة تنقطع ببعد المكان في مخزن أم لا.
حقاً تنقطع الزمالة حين يبعد المكان وكلما كان البعد أطول وأبعد كان الانقطاع أكثر وأكبر، وقد يكون ذلك هو طبع البشر، وبشكل خاص في العصر الحالي وفي ظل الظروف الاجتماعية الراهنة، وهو ما يفسر المثل الشعبي الشهير الذي يقول (البعيد عن العين بعيد عن القلب).
ولكن وبالرغم من ذلك الانقطاع يظل الإنسان محتفظاً بالاحترام والتقدير بعد العشرة الطيبة التي كانت تجمع بينهم، حيث إن المرء بغير العلاقات الطبية لا يتمكن من العيش لأنه ما من أحد يقدر على تلبية احتياجاته ومتطلباته الخاصة بدون وجود أشخاص تحيط به.
وهناك العديد من المصطلحات الدالة على الصداقة ولكل منها معنى مختلف عن الآخر، ومنها كلمة الزمالة وهي علاقة تجمع بين شخصين في المكان ذاته سواء كان مكتبة، مدرسة، عمل، مستشفى وما إلى نحو ذلك، وتلك العلاقات جميعها يمكن أن تتعرض إلى الانقطاع نتيجة بعضد المكان.
ولكن في بعض الأحوال وإن كانت قليلة قد تستمر تلك الزمالة ولكن ليس على الشكل ذاته الذي كانت عليه، ولكن وفيما يتعلق بمصطلح الصداقة فهو أقوى وأشد كثيراً من علاقة الزمالة حيث يشير إلى علاقة مستمرة تربط بين شخصين يجمعهما المحبة والمودة، والتي لا تتوقف على زمان أو مكان ولكن القرب بينهم يزداد كلما مضى الوقت ومهما فرقت بينهم المسافات، وفي تلك الحالة لا يكون هناك انقطاع إن بعد المكان لأن علاقة الصداقة ليست متوقفة مطلقاً على مكان ولكنها تستمر مع مختلف الظروف وجميع الأحوال.
من معايير اختيار الصديق
هناك العديد من المعايير التي يتوقف عليها اكتساب الأصدقاء الحقيقين والمقربين في كل زمان ومكان، ومن بين تلك المعايير نذكر ما يلي:
أن يكون ذلك الشخص حسن الخلق قريب من الله تعالى، وأن يكون التعامل معه تعامل ديني في الباطن والظاهر.
أن يكون ذلك الشخص دائم الابتسامة بشوش الوجه، حيث إن الشخصية تنعكس عليه وعلى أصدقائه والمتعاملين معه سواء كان ذلك بما يبعثه فيمن حوله بالطاقة الإيجابية أو الطاقة السلبية، وهي أحد أهم الأمور التي يجب على كل إنسان مراعاتها في حياته لأنه كلما صادق المرء شخص إيجابي ازدادت إيجابيته وتفاؤله في الحياة.
يجب أن يكون كلا الصديقين قريبين من بعضهما البعض في الأفكار والشخصيات والعمر، لكي لا يحدث بينهم خلافات كثيرة أو مشكلات خلال المعاملات أو التصرفات، وجميع تلك الأمور تيسر على كلا الطرفين المعاملة فيما بينهم.
يجب أن يكون الحب غير مشروط بمعنى ألا يتوقف على تحقق مصلحة ما، ولكنه حب مطلق غير مقيد.
أن يكون هناك العديد من الخيارات التي يمكن الاختيار من بينها، وهو ما يعني أن يمتلك الصديق خيارات عدة وأن يكون حولخ الكثير من الأشخاص الذين يتعامل معهم، ولكنه يختار في النهاية من يثق أنه هو الشخص الذي يرغب أن يظل صديقاً مقرباً منه إلى آخر العمر.
مشاركتهم للقيم التي تجمع بينهم، وكيفية تنميتها وتطويرها على أفضل نحو.
وضع المعايير المناسبة لاختيار الصديق، وما إذا كان ذلك الصديق يمكنه استكمال الناقص لديه، مثل القوة أو النجاح وما إلى نحو ذلك، وفي تلك الحالة يجب أن يكون كل من الأفكار والحياة متطابقين معاً.
أهم صفات صديق العمر
هناك العديد من الصفات التي ما إن تم إيجادها في الصديق فإنه تدل على إيجاد صديق العمر ومقابلته، وهنا يجب على الشخص المحافظة عليه وتجنب التفريط به أياً كانت الظروف، ومن أهم الصفات التي تدل على إيجاد صديق العمر ما يلي:
أن يخشى الصديق على صديقه من كل أمر قد يقابله في الحياة من فشل أو تعاسة، أو حزن، وأن يبادر بالمساعدة وباستمرار إذا كان صديقه ناجح ومتقدم في دراسته أو عمله وما إلى نحو ذلك.
أن يتقاسم الصديق مع صديقه كل ما يمر به من فرح ونجاخ وسعادة.
أن يكون الصديق صندوق أسرار صديقه، لا يفشي عن أياً منها مهما كانت الظروف والأسباب.
ألا ينتبه أو يقف عند أي موقف قد يكون من شأنه أن يفسد صداقتهم أو يعيق استمراريتها.
من فوائد الصداقة الإيجابية
الصداقة الإيجابية الحقيقة تعد واحدة من أهم مقومات زيادة الروابط الاجتماعية ونجاح العلاقات الإنسانية، حيث إن الصديق الحقيقي هو من يحمل لصديقه المشاعر الصادقة والود والخير، وهو من يصدق مع صديقه القول باللسان والقلب، ونتيجة لتلك العلاقة الوجدانية التي تقوم على الوفاء والتقدير والاحترام والإخلاص التي تخلو من أي ضغينة أو كراهية أو مشاعر خبث ونفاق يكون هناك إيجابيات كثيرة ترجع على كل من الشخص والمجتمع، ولعل من أهم فوائد الصداقة الإيجابية ما يلي:
التخلص من الإحساس بالنسيان والوحدة والوحشة والعزلة، وآلامها، وتلك تعتبر من أبرز المميزات التي يتم الحصول عليها من الصداقة الإيجابية.
تنمية التعاون والمشاركة فيما بين الأصدقاء بجميع التفاصيل في الحياة بأفراحها وهمومها، وهو ما يحسن الشعور بالاطمئنان والفرح والسعادة.
تعزيز قوة التفاهم والتي بناء عليها ينبني الاحترام ويتقبل الصديق الاختلاف والانتقاد وتبادل الرأي مع الصديق، وهو ما يحفز ترابط وتقوية العلاقات، والتقليل من الخلافات والمشاكل فيما بين مختلف أفراد المجتمع.
من أبرز فوائد الصداقة الإيجابية التي تشمل وجود الأصدقاء الحقيقين تقديم النصيحة الصادقة للصديق، مع تقديم الدعم المعنوي والنفسي إليهم في سبيل أن يظلوا بأفضل حال.
أوضحت نتائج دراسات علمية كثيرة أنه من بين فوائد الصداقة الإيجابية تعزيز الثقة بالنفس والمساهمة ببلوغ أعلى المراكز والمناصب وبشكل خاص في الصداقة ما بين الإناث.
تساعد الصداقة الحقيقية بين الصديقين على معرفة أسرار كل منهما لدى نفسه، واكتشاف ما في شخصيته من صفات جديدة، حيث يكون كل منهما مرآة الآخر عبر التحدث فيما بينهما، حوا تحقيق أهدافهما وبلوغ طموحاتهم.
الزمالة علاقة تنقطع ببعد المكان كان ذلك هو ما يدور حوله مقالنا الذي قدمناه لكم في مخزن والذي أوضحنا لكم من خلاله معايير الصداقة الحقيقة والتأكد أنه وإن كانت الزمالة تنقطع بالبعد عن المكان الذي نشأت به تلك الزمالة، إلا أن الصداقة الحقيقة الصادقة من القلب تدوم باختلاف المكان والزمان.