يتشابه الخوف والقلق حيث إن كلاهما يؤثر على أفكار الإنسان وسلوكياته بحيث قد يدفعانه لفعل أو عدم فعل أحد الأمور بسبب هذه المشاعر السلبية، وقد يكون الخوف والقلق عند الإنسان غير مرتبطين بأسباب نفسية مثل اضطرابات القلق بأنواعها، إذ قد يكون الخوف والقلق ناتج عن عوامل نفسية أو عضوية غير مرتبطة باضطرابات القلق، مثل:
المشاكل العضوية
قد تؤثر بعض الأمراض العضوية على كيمياء المخ أو على الحالة النفسية للمريض مما يسبب له الخوف والقلق بصورة تمنعه من النوم ليلاً أو ممارسة الأنشطة اليومية نهاراً، ومن هذه المشاكل ما يلي:
الإصابة بمرض السكري: حيث أن في بداية الإصابة بمرض السكري تتأثر الحالة النفسية للمريض مما يسبب له بعض الخوف والقلق من مرض السكري الذي بات يجب عليه أن يتعايش معه، وأحياناً بعد فترة من التعايش مع المرض يبدأ المريض بالشعور بالخوف والقلق نتيجة الأعراض والحالات التي تصاحب مرض السكري.
مشاكل الجهاز التنفسي: الإصابة بمرض من أمراض الجهاز التنفسي أو الشعور بضيق في التنفس من الأشياء التي قد تجعل البعض يشعر بالضيق والخوف والقلق الشديدين، حيث أن ذلك يرتبط في عقل المريض بالموت أو الوفاة وهو ما قد يمنعه من النوم ليلاً بسبب خوفه الشديد من أن تتسبب مشاكل الجهاز التنفسي في إنهاء حياته.
الإصابة بأمراض القلب: أمراض القلب من الأمراض المهددة للحياة، وبالتالي فإن بمجرد علم المريض بإصابته بأحد أمراض القلب أو حتى بدون علمه ومجرد إحساسه بأي ألم أو اضطراب في الصدر ناحية القلب فإن ذلك يسبب له الخوف والقلق على صحته وحياته.
العوامل المحيطة
قد تسبب العديد من العوامل المحيطة بالإنسان شعوره بالقلق والخوف دون وعي منه بالسبب، إذ تتراكم هذه العوامل في عقله الباطن وتجعله يشعر باضطراب دون إدراك لسبب هذا الخوف أو القلق.
فمثلاً وفاة شخص من معارفه أو أقاربه قد يسبب لديه شعور بالخوف من الموت بما قد يمنعه من النوم ليلاً حتى وإن كان لا يفكر في هذه الأفكار بصورة واعية، فإن هذا الخوف قد يكون موجود في عقله الباطن دون وعي منه.
كذلك فإن الضغوط في العمل أو المدرسة أو الجامعة قد تجعل الإنسان يشعر بالخوف والقلق الشديد من الفشل، حيث قد يؤثر ذلك على حالته النفسية بدرجة كبيرة ويجعله يشعر بالقلق والخوف نتيجة الضغوطات النفسية التي يتعرض لها.
كيمياء المخ
تتحكم كيمياء المخ في المزاج بدرجة كبيرة، لذلك قد تتسبب بعض أنواع المخدرات في إحساس الشخص بالسعادة بدون سبب أو الشعور بالقلق والخوف بدون سبب.
فيما يخص المخدرات فإنه من الشائع أيضاً أن تؤثر أعراض الانسحاب على الشخص وتجعله يشعر بالخوف والقلق، إذ يؤثر الإدمان على كيمياء المخ وعند التوقف عن تعاطي المخدر تحدث أعراض الانسحاب التي تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للشخص نتيجة هذه التغيرات.
بعض الأمراض العضوية مثل أمراض الغدة الدرقية قد تؤثر على الحالة النفسية للشخص حيث يؤثر فرط أو نقص إنتاج هرموناتها على كيمياء المخ.
اضطرابات القلق
الوسواس القهري: اضطراب الوسواس القهري هو احد الاضطرابات التي تسبب القلق الشديد من أمر معين كما تسبب وساوس متكررة للشخص وأفكار سلبية قد لا يستطيع السيطرة عليها.
الفوبيا: هو ما يعرف بالفوبيا وهو خوف مرضي من موقف أو شيء معين، فقد بعاني البعض من الخوف المرضي من أحد الحيوانات أو التواجد في الأماكن الضيقة أو المرتفعة.
اضطراب العرض المرضي: هو نوع من اضطرابات القلق بشأن الصحة، حيث يتوهم المرض إصابته بأحد أعراض مرض معين مما يسبب له الخوف والقلق وقد يؤدي إلى مشاكل صحية فعلاً.
اضطراب الهلع: يحدث اضطراب الهلع على صورة نوبات من الخوف الشديد لأسباب بسيطة أو بدون سبب على الإطلاق في أوقات غير متوقعة.
الرهاب الاجتماعي: وهو الخوف من تعرض الشخص للأحكام من الأشخاص الآخرين، فقد يشعر المريض بالقلق من أن يتحدث عنه الناس بشكل سيء أو أن يتكون لديهم انطباع خاطئ عنه، فيكون حرصه الشديد على عدم حدوث ذلك هو السبب الأكبر لحدوثه حيث يشعر بالارتباك والتوتر مما يؤثر على تصرفاته ويجعله يشعر بالإحراج مما يؤدي به إلى العزلة والخوف من التعامل مع المجتمع.
اضطراب القلق من الانفصال: يحدث هذا الاضطراب نتيجة خوف الشخص من فقدان شخص معين أو بسبب بعده عنه لظروف ما، حيث يجعله ذلك يشعر بضيق شديد ويؤثر على حالته النفسية بصورة كبيرة.
اضطراب ما بعد الصدمة: يحدث ذلك نتيجة تعرض الشخص لصدمة نفسية شديدة في موقف ما، على سبيل المثال معايشة كارثة طبيعية مثل زلزال أو إعصار ومشاهدة مناظر قاسية ومؤلمة نفسياً قد تجعل الشخص يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تؤثر المشاهد التي رآها على حالته النفسية بدرجة كبيرة.
العوامل الوراثية
تؤثر العوامل الوراثية على الحالة النفسية للشخص بدرجة كبيرة، حيث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة ببعض أنواع اضطرابات القلق يزداد لديهم احتمال الإصابة.
أعراض مرافقة للخوف والقلق بدون سبب
هناك مجموعة من الأعراض مرتبطة بالقلق قد تظهر على بعض المرضى مثل:
صداع الرأس.
التوتر المبالغ فيه والعصبية.
الإحساس بغصة شديدة في الحلق.
فقدان القدرة على التركيز.
الارتباك.
قلة الصبر.
الإعياء والتعب.
ضيق النفس.
العرق بغزارة.
توتر العضلات.
آلام المعدة والبطن.
الإسهال المائي.
اضطراب النوم.
دواعي استشارة الطبيب عند الإصابة بنوبة الذعر
عند مواجهة أي من الأعراض الدالة على حدوث نوبة الذعر لا بد من طلب الحصول على المساعدة الطبية على الفور، فعلى الرغم من أن القلق والخوف المفاجئ أمرًا غير خطير ولكنه مزعج للغاية والتعامل معه من قِبل المريض بمفرده قد يكون صعبًا، كما أن هناك أعراض مشابهة لنوبات الذعر تنتج عن مشكلات صحية خطيرة مثل النوبة القلبية لذا لا بد من الحصول على تقييم مقدم الرعاية الطبية.
مضاعفات القلق
إن القلق والخوف لا يعدان بمثابة شعور فقط، حيث إنهما من العوامل المساهمة في زيادة خطر التعرض للأمراض الخطيرة والصعبة، لذا لا بد من علاجهما، فمن المضاعفات الشائعة عنهما ما يلي:
صرير الأسنان.
المعاناة من الاكتئاب.
اللجوء إلى استخدام العلاجات المسببة للإدمان.
بعض الاضطرابات الهضمية.
الصداع الشديد.
الإصابة ببعض مشكلات الرهاب كمغادرة المنزل.
تجنب المشاركة في المواقف الاجتماعية.
مواجهة المشكلات في بيئة العمل أو المدرسة.
حدوث الأزمة المالية.
تشخيص القلق
يمكن تشخيص السبب وراء الإصابة بالقلق والخوف المفاجئ وفقًا لبعض المعايير كالآتي:
الإحساس بالتخوف يوميًا ولمدة تبلغ 6 أشهر على الأقل.
صعوبة مواجهة مشاعر القلق.
الإصابة بنوبة من القلق مع بعض الأعراض المزعجة كتوتر العضلات واضطراب النوم والعصبية.
الشعور بضائقة حادة مع نوبة القلق قد تعيق المجري الطبيعي للحياة.
القلق غير الناتج عن أي مشكلات طبية صحية مثل استعمال المواد المؤدية للإدمان.
علاج الخوف والقلق والاكتئاب
إلى جانب العلاجات والأدوية التي يصفها الطبيب النفسي لعلاج الاكتئاب والخوف والقلق يجب أن يقوم الإنسان ببعض الخطوات التي تساعد على التقليل من هذه المشاعر مثل:
كسر الروتين
تكرار الأنشطة ذاتها بصورة يومية قد يسبب الاكتئاب، ولذلك فإن تغيير الروتين اليومي قد يساعد في تقليل الشعور بالاكتئاب.
حاول أن تغير في الروتين اليومي قدر الإمكان، فمثلاً تغيير نوع الطعام وتجربة أطعمة جديدة قد يساعد على تسين الحالة النفسية ويقلل الشعور بالاكتئاب.
الخروج من المنزل لممارسة أنشطة مختلفة يومياً يساعد أيضاً على علاج الاكتئاب، فالعزلة أو عدم وجود إثارة في حياة الشخص قد تكون أحد أسباب إصابته بالاكتئاب، لذلك يجب أن تحاول قدر الإمكان ممارسة أنشطة مختلفة خارج المنزل سواء كانت أنشطة فردية أو جماعية.
حافظ في روتينك اليومي الجديد على ممارسة الأنشطة التي تسعر بالسعادة عند ممارستها، وعندما تشعر بالملل منها بعد فترة يمكنك استبدالها بأنشطة أخرى.
النوم بصورة جيدة
حافظ على ساعات نوم محددة وكافية من 6-8 ساعات يومياً.
إذا وجدت صعوبة في النوم يمكنك استشارة الطبيب لوصف بعض الأدوية أو الأعشاب المساعدة على النوم في وقت أسرع.
النوم بالدرجة الكافية يساعد في استقرار الحالة المزاجية للإنسان ويقلل من الإصابة بالاكتئاب ولذلك يجب أن تحرص على النوم بصورة جيدة.
الأكل الصحي
بعض الأشخاص في حالة الإصابة بالاكتئاب يتناولون الطعام بكميات كبيرة حيث يعدل ذلك من حالتهم المزاجية قليلاً، إذا كنت من هذا النوع يجب أن تحرص على تناول طعام صحي مثل الخضروات والفواكه.
بعض الأشخاص قد يفقدون الشهية بدرجة كبيرة عند الإصابة بالاكتئاب، إذا كنت من هذا النوع يجب استشارة الطبيب لوصف بعض المكملات الغذائية وفواتح الشهية حتى لا يؤثر سوء التغذية على صحة الجسم الجسية والعقلية.
التفاعل مع الأصدقاء
العزلة الاجتماعية قد تكون أحد أسباب الإصابة بالاكتئاب، لذلك حاول الخروج من المنزل والتفاعل مع الأشخاص من حولك قدر الإمكان وخصوصاً الأصدقاء والأهل لحرصهم الأكيد على سعادتك.
التحدث إلى أحد الأصدقاء المقربين عن حالتك النفسية قد يفيد في تحسين مزاجك، حيث أن مساعدة الأهل والأصدقاء في العلاج من أهم أسباب نجاح العلاج فقد يحتاج الشخص للعون في مواجهة الاكتئاب، والأهل و الأصدقاء المقربون هم أفضل من قد يقدم العون في ذلك.