ابحث عن أي موضوع يهمك
من دلائل استحقاق الله للعبادة ما يلي:
“إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ“
(البقرة:164)
“اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ ۖ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”
(الروم:48)
وهذا بالإضافة إلى قول الله تبارك وتعالى في سورة الشورى:
“وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ”
(الشورى:28)
بحسب قول الله تعالى:
” قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ”
(سبأ:22)
فقوله تعالى هنا يشير إلى أن الله عز وجل هو وحده من يملك التصرف في جميع أمور الإنسان الحياتية، وهذا يؤكد على أن الله تبارك وتعالى هو وحده من يستحق العبادة دون أن نقوم بالشرك به أبداً وهذا ما أكدت عليه الآيات الكريمة السابقة.
فالله عز وجل يتمكن من سماع أصوات جميع المخلوقات الحية التي تقوم بدعائه، فهذا الأمر بالتحديد لا يستطيع أحد القيام به سوى الله تعالى عز وجل وهذا ما جاء في ضوء قوله تعالى:
“إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ“
( فاطر:14)
وكذلك قوله تعالى:
“قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ“
(المجادلة:1)
فكل هذا يؤكد بالفعل على قدرة الله وحده لا شريك له في أن يسمع دعاء جميع الأشخاص.
“وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ “
(الأنعام:59)
مثلما ورد في قول الله عز وجل:”قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (آل عمران:26 ) فالله تعالى هو القادر على نفع أي شخص بأي من العلوم الحياتية، وهو كذلك القادر على نصر أي شخص أو أي فئة مهما كانت ذات قوة ضعيفة، وهذا من خلال قوله تعالى:”قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة:249) لذلك فجميع مصائرنا بيد الله تعالى وحده فهو وحده من يستطيع نصرنا وهو وحده من بيده هزيمتنا وهذا دليل قاطع إضافي على مدى استحقاق الله عز وجل لعبادتنا.
العبارة صحيحة فالخلق والتدبير سبب لاستحقاق العبادة، حيث أن الله تبارك وتعالى هو فقط من يستطيع تدبير الكون بأكمله وتدبير العديد من الأمور الخاصة بحياتنا، وكذلك فالله عز وجل هو فقط من بيديه أمور جميع المخلوقات والكائنات الحية وكل هذا يدل على قدرة الله تعالى على تدبير جميع أمورنا.