مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم

بواسطة: نشر في: 11 أكتوبر، 2022
مخزن

الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم

إن الله – عز وجل- خلق لنا الكثير من النعم، حيث إنه من الواجب أن نحمده ونشكره عليه لكونها لا تعد ولا تحصى، فضلًا عن ذلك فهي دلالة على تفضيل الإنسان بصفة عامة على سائر الكائنات الحية، فهناك دليلًا في القرآن الكريم يشير إلى وجوب نسبة النعم إلى الخالق – سبحانه وتعالى- وهو قوله تعالى:

(وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ)

[النحل، 52].

نعم الله على عباده لا يمكن أن تعد، أو تحصى.

يتم طرح سؤال هل نعم الله على عباده لا يمكن أن تعد أو تحصى بشكل متكرر في مادة التربية الدينية حيث إنه من الأسئلة التي تهدف إلى استدراك ومعرفة مدى نعم الخالق- عز وجل- على العباد، فإن إجابة هذا السؤال تكون كالآتي:

  • الإجابة صحيحة.
  • فلقد أنعم الله – سبحانه وتعالى- علينا بالكثير من النعم والتي لا يمكن مطلقًا عدها أو تُعادل بأي طاعة أو عمل.

حكم نسبة النعم لغير الله

إليكم في النقاط التالية حكم نسبة النعم التي لا حصر لها لغير الله – عز وجل-:

  • الحكم ينص على أنه حرام.
  • فنسبة النعم لغير الخالق – سبحانه وتعالى- يعد بمثابة نوع من أنواع الكفر الأصغر.
  • حيث إنه يطلق عليه كفر النعمة، وهو من الأمور التي تساهم في نقص المبدأ الواجب أي التوحيد.
  • والدليل على هذا الحكم قول الله تعالى:

(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ۚ فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)

[فصلت، 50]. 

ما هي نعم الله على الإنسان

سنشير في السطور التالية إلى أبرز النعم التي أنعم الله بها على الإنسان والتي ينبغي عليه أن يشكره عليها على الدوام لكيلا تزول:

معرفة الله تعالى

  • إن أعظم نعمة على الإطلاق هي معرفة الله – سبحانه وتعالى-.
  • حيث إن معرفته تساهم في منح الإنسان وبلا شك الصفة في دينه.
  • فحقيقة العلم والتأكد من وجود الله – تعالى- تجعلنا قادرين على تحمل مشكلات الدنيا ومصاعبها.
  • فنحن نعلم أن الكمال من صفات الخالق – عز وجل- وكذلك العدل، وأن جميع أمور حياتنا تنتهي له.
  • وأنه الرحيم والعادل، وهو ما يطمئن قلوبنا ويريح نفوسنا.
  • ومن الجدير بالذكر أن معرفة الله تتطلب الحب والطاعة وتجنب ارتكاب الذنوب والسعي دائمًا لرضاه.

إرسال الرسل وإنزال الكتب السماوية

  • لقد أرسل الله – عز وجل- الرسل إلى الناس لكي كوسيلة للهداية والإرشاد إلى طريق الإيمان بالإضافة إلى معرفة الله.
  • فلم يجعل لهم أجرًا في الدنيا، وذلك لأنه جعل غايتهم الوحيدة في توصيل العباد بربهم والسير إليه إلى أن يبلغوا جنته.
  • ويُجدر بالإشارة إلى أن الله تعالى أنزل الكتب السماوية مع بعض الرسل للدلالة على أن الإيمان بالله وبرسله هو النجاة من مهالك الدنيا.

خلق الإنسان

  • من نعم الله تعالى على الإنسان أيضًا أنه أوجده من عدم، وهذه النعمة تستحق الشكر بشكل أكثر من غيرها.
  • فلقد قدر الخالق – عز وجل- وأراد خلقه في أحسن وأجمل تقويم، كما جاء في قوله – تعالى-:

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)

[التين، 4].
  • فضلًا عن ذلك فلقد كرمه بالفؤاد والعقل وكذلك الإرادة.
  • وأتم بفضله ورحمته نعمته عليه من خلال خلص السمع له والبصر ومن ثم سخر له الكون وعلمه البيان.
  • ناهيك عن أنه – عز وجل- جعل الإنسان خليفة له في الأرض بهدف تعميرها وأتاه من كل ما سأله من النعم لتكريمه، كما في قوله – تعالى-:

(وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)

[ابراهيم، 34]

خلق السموات والأرض

  • قبل خلق الله – سبحانه وتعالى- للإنسان فإنه هيأ له الكون.
  • حيث خلق السماوات وما فيها وكذلك خلق الأرض.
  • ذلك لكي يستظل بالغيوم في السماء ويعيش على الأرض ويؤدي كل ما يحتاجه.
  • وأمره بأن يحمده على هذه النعمة حيث قال – عز وجل-:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)

[الأنعام، 1].
  • فلو فكرنا بشكل أكثر سوف نجد أن السماوات والأرض بالفعل من النعم المسخرة للبشر.
  • فعلى سبيل المثال ينزل المطر من السماء ليسقي الإنسان والزرع، وتقوم الأرض بإنبات الثمار عند زراعتها، بينما الشمس والقمر فإنهما يتعاقبان ليأتي النهار حيث وقت العمل والجد، والليل حيث الهدوء والراحة.

تسخير الكون للإنسان

  • قال تعالى:

(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ…)

[لقمان، 20]
  • ففي هذه الآية دلالة على أن الله – عز وجل- سخر الكون بأكمله للإنسان.
  • فهو سخر له الأرض والماء والدواب والشجر وغيرها وذلك لراحته ولاستمرار سعيه، فجميعها نعم ينبغي عليه أن يشكره عليها.

طيبات الدنيا

  • هناك أشياء كثيرة في الحياة الدنيا أُبيحت من قِبل الله – سبحانه وتعالى- للإنسان.
  • من أبرز هذه الأشياء هو الطعام والشراب وغيرها.
  • حيث أمره أنه يقوم باستخدامها في سبيل طاعته ومرضاته كما جاء في قوله – عز وجل-:

(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ)

[الأعراف، 32].
  • ففي هذه الآية دعوة واضحة من الله تعالى بأن يتنعم الإنسان بنعم الحياة وألا يقوم برفضها طالما كان يستخدمها بشكل صحيح ولا ينبغي عليه أن يحرم نفسه منها أو يحرم غيره.

واجبك تجاه نعم الله عليك

إن أهم واجب تجاه نعم الله – عز وجل- ينبغي على المسلمين الالتزام به هو شكر الله على هذه النعم من خلال اتباع كل ما أمره بهم وتجنب كل ما حرمه عليهم، حيث إن هذه الوسيلة هي التي تساهم في زيادة النعم بلا شك، كما ينبغي الحفاظ على النعم عبر اتباع النصائح الآتية:

عدم كفران النعم

  • قال تعالى في كتابه العزيز:

(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70))

[الواقعة].
  • فهذه الآية فيها تنبيه وحث على أهمية حمد الله وشكره على النعم.
  • ففي حالة إن لم يتم ذلك قد لا تدوم طويلًا فبلا شك كفران النعم من أبرز عوامل انقطاعها.

استعمال النعم في طاعة الله

  • ينبغي على العبد أن يستعمل النعم فيما هو فيه طاعة لله – عز وجل-.
  • حيث يمكنه أن يفعل ذلك بالإيمان والتقوى فهما أبرز ما يحقق الطاعات وما يؤدي إلى اجتناب المعاصي.
  • فإن تحقق الطاعات سيحصل الإنسان على الخير ويديم الله عليه النعم،كما جاء في قوله تعالى:

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)

[الأعراف، 96].
الدليل على وجوب نسبة النعم لله تعالى من القرآن الكريم

جديد المواضيع