ارتفاع إنزيمات القلب عادة ما يشير إلى وجود تلف في عضلة القلب، أحد الأمثلة الشائعة على هذه الحالة هو نوبة قلبية (الذبحة الصدرية)، ففي حالة نوبة القلب، يتسرب إنزيمات مثل الكرياتين كيناز (CK) والتروبونين (Troponin) من خلايا العضلة القلبية المتضررة إلى الدم، ونظراً لكون هذا المرض منتشر بين العديد من الأشخاص ففي موقع مخزن سوف نتطرق لنعرض لكم مدى خطورته وأبرز المعلومات التي تتعلق به.
نعم، ارتفاع انزيمات القلب قد يكون علامة على وجود مشكلة في القلب أو في العضلات المحيطة به، هذه الانزيمات تشمل الكرياتين كيناز (CK) والكرياتين كيناز-ميو (CK-MB) والتروبونين (Troponin) والأسيطرة (AST) واللاكتات ديهيدروجيناز (LDH)، ويمكن أن ترتفع هذه الانزيمات في حالات مثل:
نوبة قلبية (أزمة قلبية): يحدث ارتفاع حاد في مستويات هذه الانزيمات عند وقوع تلف في عضلة القلب نتيجة انسداد شريان تروي القلب، هذا يعد أمرًا خطيرًا يحتاج إلى رعاية طبية فورية.
التهاب القلب: قد يتسبب التهاب القلب في تسرب هذه الانزيمات من الخلايا القلبية المتضررة إلى مجرى الدم.
جراحة القلب أو إجراءات طبية: بعض الإجراءات الجراحية على القلب أو الأوعية الدموية قد تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في مستويات هذه الانزيمات.
تمارين شديدة: تمارين الجهد الشديد قد تسبب ارتفاعا مؤقتا في مستويات هذه الانزيمات.
صدمات عضلية: بعض الصدمات العضلية أو الإصابات الشديدة للعضلات قد تتسبب في ارتفاع مستويات هذه الانزيمات.
أمراض أخرى: بعض الأمراض التي تؤثر على العضلات مثل التهاب العضلات (التهاب العضلة الورمية) يمكن أن تسبب ارتفاعًا في هذه الانزيمات.
ما سبب ارتفاع الانزيمات في الدم؟
ارتفاع الإنزيمات في الدم يمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب مختلفة، حيث أن هذه الإنزيمات تعكس الأنشطة البيولوجية في الخلايا والأنسجة، وارتفاع مستوياتها قد يشير إلى وجود تلف أو تغيرات في هذه الخلايا والأنسجة، ومن بين الأسباب الشائعة للارتفاع في الدم ما يلي:
أمراض القلب والأوعية الدموية:
ارتفاع مستويات إنزيمات القلب مثل CK و CK-MB والتروبونين يمكن أن يكون نتيجة لأمراض القلب مثل النوبات القلبية أو أمراض صمام القلب.
ارتفاع مستويات الأسيطرة (AST) والألانين أمينوترانسفيراز (ALT) يمكن أن يشير إلى تلف في خلايا الكبد نتيجة انسداد في الأوعية الصفراوية أو التهاب الكبد.
أمراض الكبد:
التهاب الكبد (التهاب الكبد الوبائي والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي) قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات AST وALT والفوسفاتاز القلوي.
أمراض العضلات:
تلف العضلات أو التهابها يمكن أن يسبب ارتفاع مستويات CK و LDH.
التهابات والإصابات:
التهابات شديدة في الجسم مثل التهاب البنكرياس قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات إنزيمات البنكرياس.
الإصابات الشديدة بالجراحة أو الكسور قد تسبب ارتفاعًا في مستويات الإنزيمات.
اضطرابات في الغدة الدرقية:
فرط نشاط الغدة الدرقية (ارتفاع مستوى هرمونات الغدة الدرقية) يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات AST وALT.
الأمراض العضلية الوراثية:
بعض الأمراض الوراثية تسبب تغييرات في إنزيمات العضلات والأنسجة.
التعرض للسموم والأدوية:
بعض الأدوية والسموم يمكن أن تؤثر على وظيفة الكبد والعضلات وبالتالي تسبب ارتفاع الإنزيمات.
أعراض ارتفاع إنزيمات القلب
ارتفاع إنزيمات القلب يمكن أن يكون علامة على وجود مشكلة في القلب أو في العضلات المحيطة به، على الرغم من أن هذه الأعراض قد تكون غير محددة وتختلف من شخص لآخر، إلا أنها قد تشمل ما يلي:
ألم أو ضغط في الصدر: يمكن أن يكون الألم في الصدر شديدًا أو ضاغطًا، وقد يستمر لفترة طويلة أو يأتي ويذهب، قد يُشعر الشخص بضيق في التنفس أثناء تلك الفترة.
ألم في الذراعين أو الفكين أو الظهر: قد ينتقل الألم من منطقة الصدر إلى الذراعين أو الفكين أو الظهر، يُمكن أن يكون هذا الألم مستمرًا أو متقطعًا.
غثيان وقيء: قد تُصاحب الأعراض الهضمية مثل الغثيان والقيء ارتفاع إنزيمات القلب.
التعب والإجهاد: قد يؤدي إلى شعور بالتعب الشديد والإجهاد حتى في حالات بسيطة من النشاط.
عدم الراحة العامة: قد يشعر الشخص بعدم الارتياح العام أو القلق دون سبب واضح.
دوار وصداع: بعض الأشخاص قد يشعرون بالدوار أو الصداع نتيجة ارتفاع إنزيمات القلب.
تعرض للعرق البارد: قد يصاحب هذا الارتفاع تعرُّقاً باردًا أو لزجًا.
تشويش في النظر: قد يصاحب بعض الأشخاص مصابي هذا المرض تشويشًا في النظر.
علاج ارتفاع إنزيمات القلب
علاج هذا المرض يعتمد على السبب الأساسي للارتفاع وحالة المريض، إذا كان هذا الارتفاع ناجمًا عن مشكلة قلبية مثل النوبة القلبية، فإن العلاج سيكون مختلف عن تلك الحالات التي تتسبب في ارتفاع الإنزيمات دون وجود مشكلة قلبية، وعلى العموم إليكم بعض الخيارات التي قد ينظر فيها الأطباء عند معالجة هذا المرض:
فحص دقيق وتقييم: يبدأ العلاج بفحص دقيق للحالة الصحية وتقييم الأعراض والتاريخ الطبي للمريض، يمكن أن يتضمن ذلك إجراء فحوص الدم لتحديد مستويات الأنزيمات والتأكد من السبب الرئيسي للارتفاع.
علاج مشكلة القلب: إذا كان ارتفاع الأنزيمات ناتجًا عن مشكلة قلبية مثل النوبة القلبية، فإن الهدف الأساسي سيكون علاج تلك المشكلة، قد يشمل ذلك استخدام الأدوية المناسبة لتحسين تدفق الدم إلى عضلة القلب وتقليل التلف.
الراحة والمراقبة: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري البقاء في المستشفى لمراقبة حالة المريض وضمان استقراره واستجابته للعلاج.
الأدوية: اعتمادًا على السبب والحالة، قد توصف الأدوية للتحكم في الأعراض وتخفيف الألم وتقليل الضغط على القلب.
إجراءات جراحية: في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة إلى إجراءات جراحية مثل إجراء القسطرة القلبية لفتح الشرايين المتضررة أو إجراءات جراحية أخرى.
تغييرات في نمط الحياة: يمكن أن تلعب تغييرات في نمط الحياة دورًا هامًا في تحسين صحة القلب. منها: التغذية الصحية، الحفاظ على وزن صحي، ممارسة النشاط البدني بانتظام، وتجنب التدخين.
معدل إنزيمات القلب الطبيعي
مستوى أنزيمات القلب يمكن أن يختلف من شخص لآخر وفقًا للعديد من العوامل، مثل العمر والجنس والحالة الصحية العامة، عادةً ما يتم قياس تلك الإنزيمات القلب باستخدام فحوص الدم، وفيما يلي نعرض لكم بعض الإنزيمات الشائعة ومتوسط مستوياتها في الدم:
التروبونين (Troponin):
التروبونين هو الإنزيم الذي يُعتبر عادةً الأكثر دقة في تشخيص تلف عضلة القلب.
المستوى الطبيعي للتروبونين يكون عادةً أقل من 0.03 نانوغرام/ميليلتر.
CK-MB (كرياتين كيناز-ميو):
CK-MB هو إنزيم يرتفع عادةً عند وجود تلف في عضلة القلب.
المستوى الطبيعي لـ CK-MB في الدم يكون عادةً أقل من 5 وحدات دولية لكل ليتر.
AST (أسيطرة) و ALT (ألانين أمينوترانسفيراز):
AST و ALT هما إنزيمين مرتبطين بوظائف الكبد ولكنهما أيضًا يمكن أن يرتفعا في حالات مشاكل قلبية.
المستوى الطبيعي لـ AST في الدم يكون عادةً أقل من 40 وحدة دولية لكل ليتر، ولـ ALT يكون أقل من 45 وحدة دولية لكل ليتر.
هل الخوف يرفع إنزيمات القلب
نعم، الخوف والتوتر الشديد يمكن أن يؤديان إلى ارتفاع مؤقت في مستويات أنزيمات القلب، حيث يعتبر الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) منظمًا مهمًا للوظائف القلبية والوعائية، وهو مرتبط بالاستجابة للتوتر والخوف، فعند تعرض الشخص لحالات التوتر النفسي الشديد، قد يحدث تفاعل واضطراب في الجهاز العصبي الذي يؤدي إلى زيادة في إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين، وهذا الارتفاع في الهرمونات المرتبطة بالتوتر يمكن أن يؤدي إلى زيادة نشاط القلب وزيادة توتر الأوعية الدموية.
