يُفضل بعض الأشخاص عند حلول شهر رمضان أن يقوموا بتطيب ثيابهم ووجوهم لجعل رائحتهم ذكية في هذا الشهر المبارك، ولكن في الآونة الأخيرة تم إثارة الجدل حول دهن العود والشك في تسببه في إبطال الصيام، فهل دهن العود يفطر أم لا، فهذا ما سنوضحه فيما يلي:
يجوز دهن العود من قِبل الصائم فإنه لا يفطر.
فلا حرج في تطبيق العود أثناء الصيام على الجسم أو الثياب أو تطبيق الورد والطّيب.
ولكن ينبغي عدم استنشاقه أو جعله قريبًا من الأنف أو الفم.
أما عن شم رائحة الدهن فإنه لا بأس فيها أيضًا.
هل العطر إذا دخل الحلق يفطر
إن الروائح الذكية لا تفطر بشكل شائع، ولكن الحكم يختلف بالنسبة للمسك الأسود وذلك للأمور الآتية:
يعامل المسك الأسود مثل البخور، وذلك لأن الإنسان يتبخر به ولا يستخدمه كمجرد رائحة.
فلقد اختلف الفقهاء في حكم استخدام البخور في الصيام، حيث قال البعض إن استنشاقه ووصول جزء منه إلى الحلق يفطر في حين أن البعض الآخر قالوا لا يفطر.
فالأحوط هو البعد عن المسك الأسود والبخور أثناء الصيام لا سيما إن تم الشعور بطعمهم في الحلق.
لأنه إن تعمد الصائم استنشاق روائح هذه المواد فسوف يفسد صيامه بسبب دخول الرائحة إلى الحلق والمخ والدماغ بسهولة.
هل المسك يبطل الصيام
لا بأس في وضع الرجل أو المرأة للمسك أو مزيل العرق أثناء الصيام على الثوب أو حتى على البدن، فهذه الأشياء لا جرم فيها، حيث إن المفطر هو الشيء الذي كان فيه جرم بل ووصل بسهولة إلى الجوف.
مبطلات الصيام
بعد أن تعرفنا إلى حكم دهن العود عند الصيام، فلا بد وأن نتطرق في مبطلات الصيام والتي اتفق عليها العلماء لتجنب ما يمكن تجنبه:
الأكل والشرب عمدًا
تعمد تناول الأكل والشرب من مبطلات الصيام، حيث يأثم الفرد على ذلك، ويتطلب من القضاء والكفارة.
فمن شروط الصيام أن يتم الإمساك إلى بقية اليوم.
أما بالنسبة لمن يأكل أو يشرب سهوًا فإن صيامه لا يبطل ولا يوجب عليه القضاء أو الكفارة كما جاء في الحديث الشريف:
عن أبو هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- “مَن أكَلَ ناسِيًا وهو صائِمٌ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فإنَّما أطْعَمَهُ اللَّهُ وسَقاهُ”.
دخول الأشياء إلى الجوف من منفذ مفتوح
أشار علماء اللغة إلى أن الجوف هو الشيء الواسع حيث إنه يمثل بطن الإنسان.
في حين أن علماء الاصطلاح أشاروا إلى أن الجوف هو كل فارغ من الممكن أن يمتليء ويستفاد منه.
ولكن أئمة المذاهب الأربعة اعتبروا الجوف هو المعدة، وجمهور أهل العلم اعتبروه الدماغ.
فمع تعدد الأقاويل قال كل من الشافعية والحنابلة والمالكية أن مجمل الحلق يكون من الجوف.
كما قالوا إن دخول أي شيء أثناء الصيام في الجوف يؤدي إلى فساد الصيام، واستدلوا على ذلك بالحديث الشريف الآتي:
عن ابن عباس – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “الفِطرُ ممَّا دخل، وليس ممَّا خرَجَ”.
الجماع
اتفق العلماء أن ممارسة الجنس في نهار رمضان من الأمور التي تُبطل الصيام.