ابحث عن أي موضوع يهمك
هناك الكثير من الأفعال والسلوكيات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بفعلها مع زوجاته والتي يغفل عنها الكثير من الناس حيث أنه كان عليه الصلاة والسلام عاطفيًا معهن وكان يحسن إليهن ويدخل السرور على قلوبهن، وكان السير مع زوجاته من الأمور التي كان يفعلها، فعل بالفعل السير مع الزوجة ليلا من السنة أم لا ؟ هذا ما سنتاوله في هذا المقال عبر موقعكم مخزن.
يُسَمح للرجل بمرافقة زوجته في الليل، إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم، القدوة العليا لنا، يسير مع عائشة رضي الله عنها في الظلام وفي حديث نقلته عائشة، قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يسير معي ويتحدث عندما كان بالليل” وهنا يقدم النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعامل مع زوجاته، وتنظيم العلاقات الأسرية فقد كان أفضل زوج وأسرة مثالية وكرم الله نبيه بالخلق الحسن والجمال، وكان رفيقًا ومرشدًا لزوجاته يمزح معهن في الفرح والحزن، ويشاركهن في الأعمال المنزلية يستمع لشكاواهن ولا يجرح مشاعرهن، ولم يرتكب أي ظلم أو عنف وكان رحيمًا ولطيفًا مع زوجاته، وكرمهم بكل محبة واحترام، ولم يسعى للبحث عن الأخطاء بل كان من أرحم الناس، وأكرمهم في تعامله مع زوجاته وباقي النساء.
عند النظر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، نجد أنه كان رسول الإنسانية الذي قدّر المرأة وأولى اهتمامها ورعايتها ومحبتها وقد قدّم لنا أروع الأمثلة في تعامله مع زوجاته، منها:
إن التنزه مع الزوجة بمراعاة الضوابط الشرعية يكون جائز، ولكنه ليس حقًا مطلقًا من حقوق المرأة على زوجها بل يعد من حسن عشرة الزوج تجاه زوجته أن لا يمنعها من التنزه ويأتي ذلك ضمن الأمور المرغوبة لتعزيز جو المودة وتوفير فرصة للترويح المشرع ومع ذلك يشير الإسلام إلى أن الأفضل للمرأة هو أن تقضي أكبر جزء من وقتها في منزلها، حيث يعتبر ذلك أكثر نقاءً وأمانًا لها.
الشريعة الإسلامية تشجع على أن تظل المرأة في بيتها، باعتباره مكان آمن وطاهر لها وقرار المرأة بالبقاء في منزلها يعتبر وسيلة للحفاظ على الأخلاق والوقاية من أي مظاهر افتتان أو انحراف يتفق العلماء على هذا الأمر، ويجب على المرأة التزام بيتها، ما لم يكن لديها ضرورة شرعية تدفعها للخروج، كما في حالات الحج والعمرة أو زيارة الوالدين المرضى.
إذا كان لزوجته مصلحة شرعية مشروعة تستدعي الخروج، فيمكن للمرأة أداء ذلك، ولكن ينبغي عليها الالتزام بالآداب الشرعية، مثل ارتداء الحجاب وفي حال توفر الظروف التي تمكن المرأة من تلبية احتياجاتها دون الحاجة إلى الخروج كثيرًا، يعتبر الاحتفاظ بها في بيتها خيارًا أفضل في الختام، يؤكد أن خروج المرأة لأغراض مباحة مع الالتزام بالضوابط الشرعية جائز، ولكن يُفضل توخي الحذر وعدم الإفراط في ذلك، والله ورسوله أعلم.
في الجانب العاطفي من حياة النبي صلى الله عليه وسلم يجد المسلم الذي يتأمل في سيرة الرسول وسيرته الطيبة أنه كان يحترم ويقدر زوجاته بشكل استثنائي، وكان يمنحهن اهتمامًا كبيرًا بعض اللحظات الزاهية التي يبرز فيها تصرف النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته تشمل:
لا يحق للزوجة الخروج من بيتها دون إذن زوجها، وله أن يمنعها من الخروج بدافع الخوف عليها من أي شيئ، ويعتبر خروج المرأة وهي متبرجة من بيتها محظورًا في جميع الظروف، بينما يكون جائزًا إذا كانت متحجبة ومحافظة على ستر جسدها وملابسها مطابقة للشريعة الإسلامية ومع ذلك، من الأفضل على المرأة عدم زيادة الخروج إلا في حالات الضرورة وههناك آراء متناقضة حول إلزامية هذا الأمر فيما يتعلق بأمهات المؤمنين، حيث قيل إنه واجب فقط عليهن، في حين قال آخرون إنه يأتي كتوجيه وليس كواجب.
استنادًا إلى تفاسير الشيخ ابن عثيمين فهو يقول أن الآية القرآنية التي تدعو إلى “وقرن في بيوتكن” تؤكد على أهمية عدم تبرج النساء وعدم زيادة الخروج بطريقة تثير الفتنة ومع ذلك يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن منع النساء من دخول المساجد وبيوتهن، وأن النساء كن يخرجن في عهده للأسواق، مع تحديد أنهن يجب ألا يخرجن بمظهر مثير أو بزينة لافتة، والله تعالى أعلى وأعلم.