ابحث عن أي موضوع يهمك
اصبحت الدرعيه مقصدا للباديه والحضاره هي عبارة صحيحة أم خاطئة، ذلك ما سوف نجيبكم عنه أعزاءنا قراء موقع مخزن، حيث تعتبر مدينة الدرعية أحد مدن المملكة العربية السعودية القديمة والعامة، وذلك لما تحتله من موقع غاية بالتميز على هضبة نجد، وكانت هل العاصمة للدولة السعودية الأولى، وبها قامت واحدة من أهم دعوات الرجوع إلى طريق الإسلام القويم، وسوف نعرض لكم في فقراتنا التالية الكثير من المعلومات الهامة حول الدرعية.
تقع الدرعية بالقرب من عاصمة المملكة العربية السعودية الحالية الرياض، والتي تعد من المدن السعودية التاريخية القديمة، وكانت عاصمة الدولة السعودية الأولى عام 1745ميلادية، وانطلقت منها الدعوة الأولى والتي سقطت بيد العثمانين في عام 1818ميلادية، ولعل من أبرز ميزاتها ما تحتضنه من الأبنية التراثية والأحياء القديمة العريقة التراثية، ويعتبر أهم أحيائها هو حي البجيري، وبه يتواجد المنزل الذي كان يقيم به الشيخ عبد محمد عبد الوهاب، كما وتتضمن مدينة الدرعية سور برج فيصل، وقصر سعد بن سعود، ولكن لم تصبح الدرعية مقصدًا للحضارة والبادية حيث إن تلك العبارة خاطئة وتكون صائبة حين يتم إكمالها بقول الدرعية مقصدًا للحضارة والبادية نتيجة العلاقة الجيدة مع الكافة.
تقع مدينة الدرعية السعودية على أطراف مدينة الرياض الشمالية الغربية، وتشترك الحدود الداخلية للدرعية من الجهة الشمالية مع محافظة حريملاء، ومن الجهة الغربية والجنوبية مع ضرما، في حين أن حدود الدرعية مع الرياض فإنها تقدم من الناحية الشرقية عبر طريق الملك خالد، ويذكر أن السبب وراء تسميتها بذلك الاسم يعود إلى قبيلة الدروع، حيث استوطنت تلك القبيلة منذ القدم وادي حنيفة، أما نشأة الدرعية فكانت على يد مانع بن ربيعة المريدي، وهو واحد من أقرباء صاحب حجر اليمامة (ابن درع)، فقد قام بتأسيس غصيبة والتي تعتبر واحدة من أقدم الأحياء التاريخية بالدرعية.
وكانت تلك المدينة قد بدأت بالتوسع بسبب ما تحتله من موقع جغرافي متميز بوسط الجزيرة العربية، لتصبح فيما بعد إمارة يتخذها الأمير محمد بن سعود لتنطلق منها الدولة السعودية الأولى، حيث كان يطبق الشريعة الإسلامية وينتهج عقيدتها بناءً على الأصول، في سبيل سعيه نحو توحيد ما يحيط بها من مناطق تحت راية واحدة، وهو ما أتى قبل التحالف مع الشيخ محمد عبد الوهاب، وقد بدأ الأمير محمد بن سعود بالتوجه نحو القبائل البدوية يستهدف جذبها.
وعقب مرور عان واحد توفي الأمير محمد ليستكمل مسيرته من بعده ابنه عبد العزيز، والذي استمر في مهمته لمدة وصلت إلى حوالي سبع وعشرين عامًا، ليتمكن في نهايتها من ضم مدينة الرياض، إلى جانب كل من منطقتي البريمي والإحساء لدولته، وكانت المنطقة قد عانت من العديد من الصعوبات على مر الأزمان، والتي كان نتيجتها انتهاء الدولة السعودية الأولى، ولكن بعهد الدولة السعودية الثانية باتت الدرعية في أشد الاحتياج لإعادة التأسيس والبناء، إذ كان يوجد العديد من المحاولات لإعمارها ثانيةً لبناء نجد جديدة، ولكن الأمر لم يدم كثيرًا، إذ استطاع مشاري بن الإمام سعود الرجوع للدرعية وبايعه أغلب أهل القبائل.
تعتبر مدينة الدرعية أحد الرموز الوطنية السعودية الهامة، ولعل السبب وراء ذلك يعود لارتباطها مع تأسيس وقيام الدولة السعودية الأولى، إذ كانت الدرعية عاصمتها، إلى جانب كونها باتت مقر العلم والحكم عقب مناصرة القائد والأمير محمد بن سعود لدعوة التجديد التي كان يدعوا إليها وينادي بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وذلك قبل اختيار مدينة الرياض من قبل الأمير تركي بن عبد الله لتصبح المقر الجديد لحكمه.
ولكن تاريخ الدرعية لم تكن بدايته فقط منذ اللحظة التي قامت بها الدولة السعودية الأولى، ولكنه يرجع إلى العصور الجاهلية وعصر قبل ظهور الإسلام، حيث دون في التاريخ وفود قبيلة بني حنيفة من أطراف الحجاز وأعالي نجد إليها للإقامة بها.
تحتضن مدينة الدرعية السعودية الكثير من الآثار التاريخية، وسوف نعرض لكم نبذة عن البعض منها فيما يلي:
وقع الحصار على مدينة الدرعية في عام 1233هجرية، الموافق عام 1818ميلادية، والتي تعتبر هي آخر مراحل وجود الصراع العظيم الذي كان محتدم بين الدولة السعودية الأولى، وجيش محمد علي باشا الذي كان يحكم مصر آنذاك، وقد ورد في العديد من القصص التاريخية أن القوات التابعة لجيش إبراهيم بن محمد علي باشا وصلت إلى تلك المدينة والتي كانت تمثل آنذاك العاصمة للدولة السعودية الأولى، وهو ما نتج عنه فرض قوات جيش إبراهيم بن محمد باشا الحصار الساحق والخانق على من كانوا مقيمون بالدرعية، وهو ما كان في شهر جمادي الأولى عام 1233هجرية، الموافق 1818ميلادية.
اصبحت الدرعيه مقصدا للباديه والحضاره كان ذلك هو ما دار حوله مقالنا والذي قدمناه إليكم في مخزن، حيث تمثل مدينة الدرعية أحد أهم المدن والمناطق السعودية منذ القدم وحتى اليوم، نتيجة لما تحتله من موقع جغرافي مميز بوسط الجزيرة العربية، فضلًا عن اتخاذها عاصمة للدولة السعودية الأولى ومقرًا للحكم بها.