ابحث عن أي موضوع يهمك
نعرض لكم في مقالنا عبر مخزن تقرير عن حضارة دلمون والتي تعد واحدة من الحضارات القديمة التي لا تزال آثارها باقية حتى اليوم، وقد نشأت هذه الحضارة في المملكة البحرين مما يجعلها تمثل إرثًا تاريخيًا تفتخر به البحرين، والتي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة وهو ما يجعلها تصنف من بين أقدم حضارات العالم، وسوف نتناول في تقريرنا الكثير من المعلومات عن حضارة دلمون من حيث تاريخها ونشأتها، مُدنها، وأهم مظاهرها الحضارية.
تعتبر حضارة دلمون من أعظم الآثار التاريخية التي امتلكتها مملكة البحرين منذ القدم، حيث إنها تشكل حلقة وصل بين الطرق التجارية الغربية والشرقية القديمة، إلى جانب ما تحتضنه من تاريخ لدولة البحرين يعود إلى ما يزيد تقريبًا عن الخمسة آلاف عام، ومن بين أهم تلك الآثار القبور التلاليه، وقلعة البحرين، والكثير من الجداريات الفنية التي تمتاز بالروعة والجمال، وهناك الكثير من هذه الآثار لا زال محفوظًا ويمكن مشاهدتها بمتحف البحرين.
يعود التاريخ الذي نشأت به حضارة دلمون البحرينية إلى الفترة ما بين عام ألفين وثمانمائة قبل الميلاد حتى عام ثلاثمئة ثلاثة وعشرين قبل الميلاد، وتتكون حضارة دلمون من مجموعة جزر بحرينية، كما تتكون من المنطقة الشرقية لشبه الجزيرة العربية، وكان يعيش أهلها بوسط شبه الجزيرة العربية، ويعود السبب في قيامها إلى الموقع الجغرافي الذي وصف بالموقع الممتاز لما كان يتوفر به من مصادر الماء المختلفة والمتعددة، وما يتوفر بها من مختلف الإمكانيات الطبيعية الأخرى، الأمر الذي جعل اسم حضارة دلمون كثيرًا ما يذكر بين الحضارات القديمة مثل الحضارة الأكادية، البابلية، السومرية، الآشورية، وغيرها.
تعرف حضارة دلمون في الإنجليزية بـ(Dilmun Civilization)، وقد ازدهرت واتسعت أطرافها عام ألفين قبل الميلاد، حيث قامت بإنشاء وتأسيس مملكة مستقلة أُطلق عليها دلمون، ولعل السبب في اختيار ذلك الاسم يعود إلى مصادر الماء الكثيرة والمتنوعة التي ساعدت على تشييد تلك الحضارة، والتي تمحورت بالخليج العربي حول جزيرة البحرين.
ويذكر أن هناك العديد من الأسماء التي تم إطلاقها على دلمون على مر التاريخ، حيث عرفها السومريون وهم أهل جنوب العراق بدلمون، في حين أُطلق عليها (نيدوك كي) من قبل الأكاديّون، وسماها والكنعانيين، والفينيقيين وغيرهم من سكان شواطئ شرق المتوسّط بـ(تايلوس)، وتعرف عند الفرس بالبحرين، وعند المسلمين العرب بأوال.
وكانت حضارة دلمون من أهم المراكز التجارية حول العالم وهو ما ذكرته النصوص الاقتصادية السومرية بنهايات الألفية الرابعة ق.م، إذ كانت تشكل نقطة عبور بين وادي السند وسومر لمختلف أنواع البضائع، وعبرها كان يتم شحن معدن النحاس غيره الكثير من السلع، ومنها الخضروات والتمر، واللؤلؤ، والأحجار الكريمة إلى بابل وسومر، مقابل الحصول على المنتجات الزراعية.
يوجد الكثير من الدلالات والآثار التي تدل على أن حضارة دلمون كانت تمتلك نشاطًا تجاريًا وزراعيًا على أوسع نطاق، والذي ساعد على ذلك ما كانت تمتلكه من ماء عذب وفير، وكان سكان دلمون في تلك الفترة يمارسون عمليات المقايضة في تجارتهم، إذ كانوا يعدون بمثابة الوسيط بين كل من وادي النيل وبلاد الرافدين.
وقد تطورت تجارة دلمون وازدهرت بشكل كبير عقب نجاح الغزاة الأريين في إسقاط حضارة السِند، في حين أن ضعف الموارد التجارية وانقطاعها ترتب عليه ضعف تجارة دلمون، إلى أن تمكن الأريين من استعادة العلاقات التجارية بينهم وبين منطقة الخليج، ومن أشهر المحاصيل الزراعية التي اشتهرت دلمون بإنتاجها التمور بأنواع مختلفة، كما برع أهل دلمون في صيد السمك، حيث كانوا يقومون باستخراج اللؤلؤ، والكثير من أنواع السمك من مياه المحيط.
خلفت حضارة دلمون الكثير من المدن الرائعة والخلابة، والتي عكف أهلها على تطوير العلاقات التجارية بينهم وبين بلاد ما بين النهرين قبل الميلاد بنهايات الألفية الثالثة، وقد توسعت دلمون باتجاه الشمال، لتصبح هي المركز التجاري الأهم في مجال تجارة العقيق والعاج والنحاس، وسوف نوضح فيما يلي التسلسل الزمني لتطور حضارة دلمون:
خلفت حضارة دلمون بعد اختفائها الكثير من المعالم والآثار الحضارية بمملكة البحرين والتي يقع أغلبها وسط الطرق القديمة للتجارة، ومن أهم تلك الآثار نذكر:
مثلها مثل الكثير من الحضارات القديمة التي بعد أن بلغت من التقدم والحضارة مبلغًا عظيمًا، انتهى الأمر بها إلى التدهور والاختفاء، حيث مرت حضارة دلمون بالكثير من العوامل التي نتج عنها أن تدخلت بها العديد من الحضارات الأخرى، ومن أبرز أسباب اختفاء دلمون ما يلي:
إلى هنا نكون قد انتهينا من عرض تقرير عن حضارة دلمون في مخزن، تلك الحضارة القديمة العظيمة التي نشأت في مملكة البحرين منذ آلاف الأعوام والتي حققت ازدهار وتقدم تاريخي جعل اسمها وآثارها ما زالوا مخلدين حتى العصر الحالي.