ابحث عن أي موضوع يهمك
إن البراكين تعتبر سمة مميزة في قشرة الأرض حيث تقوم بنقل الصخور المنصهرة إلى السطح، وتطلق البراكين الرماد والغازات. على النقيض، الزلازل هي اهتزازات تحدث بسبب الطاقة المحررة من باطن الأرض، ويشترك كل من البراكين والزلازل في تغيير شكل سطح كوكبنا ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سنتناول معلومات هامة حول حفرة الانهدام، مفهومها، ومواقع نشوئها، وكيف ترتبط بحدوث الزلازل والبراكين.
تُعرف حفرة الانهدام بأنها تكون نتيجة لتشكل شقوق أو صدوع ناتجة عن انفصال صفيحتين تكتونيتين عن بعضهما البعض. حيث يتكون صدع يشبه الوديان، ومع توسع القشرة الأرضي، تتكون وديان منخفضة تظهر تشققات في المنطقة. يتدفق الماء من الأنهار والجداول إلى هذه الوديان المنخفضة، ويستمر التدفق مع استمرار اتساع الفجوة بين الصفائح. ونتيجة لهذا التباعد وتدفق الماء، يمكن أن يتكون المحيط. غالبًا ما يكون حدوث حفرة الانهدام مرتبطًا بحدوث الزلازل والبراكين.
تظهر حفرة الانهدام عند الحدود التباعدية، وتحدث هذه الحدود عندما تتحرك صفيحتان تكتونيتان بعيدة عن بعضهما. يؤدي هذا التباعد إلى تكوين صدوع تُعرف أيضًا بحفرة الانهدام. في النهاية، تتحول هذه الحفر إلى وديان متصدعة، تتدفق منها الأنهار، وفيما بعد يتشكل المحيط. الصفائح المتباعدة تتجسد عادةً على شكل تلال وسط المحيط.
حفرة الانهدام هي مصطلح يُستخدم لوصف صدع جيولوجي يمتد على مسافة تزيد عن 6000 كم، يمر بين قارتي آسيا وشرق أفريقيا، امتدادًا من جنوب تركيا في الشمال حتى جنوب كينيا. يمتد هذا الصدع عبر البحر الأحمر ومناطق بلاد الشام وخليج عدن.
تقع أعلى نقطة في هذا الصدع قرب مدينة بعلبك اللبنانية، بينما تقع أدنى نقطة في منطقة البحر الميت في الأردن، والتي تُعتبر أدنى نقطة على سطح الأرض.
تشير المعلومات إلى أن هذا الصدع الضخم تكوَّن قبل حوالي 25 مليون سنة نتيجة لحركة الصفائح التكتونية، حيث تحركت الصفيحة الأفريقية من الغرب والصفيحة العربية من الشرق باتجاه الشمال، مما أدى إلى تكوين حفرة الانهدام أو الصدع الجيولوجي العظيم.
نتيجة تشكل هذا الصدع، تعرضت المناطق المارة به لعدة زلازل، بعضها كان كبيرًا وبعضها كان ضعيفًا، ومن بين الزلازل البارزة التي خلفت دمارًا هائلًا يمكن ذكر:
يعبر هذا الصدع العظيم في دول المنطقة كخندق يمتد عبر أراضٍ متنوعة الارتفاعات حيث تتجاوز أعلى نقطة فيه ارتفاع 1170 مترًا فوق سطح البحر قرب مدينة بعلبك اللبنانية.
أما أدنى نقطة تمر بها الصدع على اليابسة، فتقع في منطقة البحر الميت، حيث ينخفض تحت مستوى سطح البحر بنحو -421 مترًا، مما يجعلها أدنى نقطة على وجه الأرض.
بدأ هذا الشق الطويل في التكون بوضوح قبل حوالي 25 مليون سنة، نتيجةً لحركة الصفائح التكتونية، حيث تتحرك صفيحة “العربية” من الشرق و”الإفريقية” من الغرب، مما يؤدي إلى تحركهما معًا إلى الشمال. ومع ذلك، تتحرك الصفيحة العربية بسرعة أكبر، مما يتسبب في حدوث الصدع الجيولوجي بينهما.
على الرغم من خطورة هذا الصدع في بلاد الشام، حيث يتسبب في حدوث الزلازل، إلا أنه أحدث تأثيرًا إيجابيًا على نشوء ينابيع معدنية حارة على الجانب الشرقي للصدع، خاصة في المناطق الأردنية، حيث تنبع المياه الحارة في مناطق مثل إربد وحمامات ماعين بالقرب من مدينة مأدبا، بالإضافة إلى حمامات عفرا في محافظة الطفيلة.
تعتبر هذه المياه المعدنية الحارة أحد المقومات الرئيسية للسياحة العلاجية في الأردن، نظرًا للفوائد العلاجية الممتازة لهذه المياه التي تصل درجتها إلى أكثر من 50 درجة مئوية. تستخدم هذه المياه في علاج العديد من الحالات، مثل أمراض الروماتيزم المزمنة، وتشنج العضلات، وآلام الظهر، وأمراض الأوعية الدموية والأوردة، والأمراض الجلدية.
كما تلعب دورًا في تنشيط الجسم بشكل عام، وذلك من خلال مكافحة الإرهاق العصبي والنفسي، وتنقية البشرة، بالإضافة إلى علاج الأمراض التنفسية عبر استنشاق البخار المتصاعد من هذه المياه، ويظهر ذلك بشكل خاص لدى المدخنين.
يُعتقد أن حركة الصفائح ترتبط بعدة عوامل، منها حركة قيعان البحار بعيدًا عن الساحل القاري، وينجم ذلك عن تغيرات في طبوغرافيا البحار وكثافة القشرة الأرضية نتيجةً لتقلبات في قوى الجاذبية الأرضية. كما تشمل العوامل الأخرى المساهمة في هذه الحركة المقاومة المائية والشفط تحت مناطق الاندساس.
يُطلق عليه في بعض الأحيان اسم الشق السوري الإفريقي أو حفرة الانهدام السوري الإفريقي، وهو صدع جيولوجي يمتد من غرب آسيا إلى شرق إفريقيا، يبدأ من جنوب تركيا في الشمال، يمر عبر بلاد الشام والبحر الأحمر وخليج عدن، ويمتد حتى زيمبابوي في الجنوب، وفيما يلي سوف نتعرف عليه أكثر: