إن متلازمة الألم الناحي المركب هي عبارة عن نوع من أنواع الألم المزمن، حيث إنه في الغالب يصيب الذراع أو الساق، وينشأ بسبب التعرض للإصابة أو للسكتة الدماغية أو للنوبة القلبية أو ربما الجراحة، ولكنه لا يكون متناسبًا في الغالب مع شدة الإصابة الأولية، فهذا المتلازمة من الحالات غير الشائعة، إذ على الرغم من هذه الأسباب فلا يمكن أن يتم فهم أسبابها فهمًا واضحًا.
ولقد أكد الأطباء على أن العلاج لها عندما يبدأ بشكل مبكر فإنه يحقق فعاليته القصوى، ويُمكّن المريض من الوصول بسهولة إلى مرحلة جيدة من التحسن وبعيدة تمامًا عن المضاعفات، ومن الجدير بالذكر أن أنسب طريقة لعلاج متلازمة الألم الناحي المركب تتمثل في تحريك الطرف المصاب والجمع بين العلاجات الطبيعية والنفسية وبعض مسكنات الألم.
أعراض متلازمة الألم الناحي المركب
هناك مجموعة من الأعراض يُمكن من خلال الاستدلال على الإصابة بمتلازمة الألم الإقليمية المعقدة والتي تُعرف أيضًا باسم متلازمة الألم الناحي المركب، حيث إنه من أبرز هذه الأعراض ما يلي:
الأحساس بالألم المستمر والذي قد يكون حارقَا أو نابضًا إما في الساق أو الذراع أو اليد أو القدم.
تورم المكان المؤلم.
الحساسية تجاه كل من اللمس والبرد.
حدوث تغييرات ملحوظة في درجة حرارة الجلد تتراوح بين البرد والعرق.
احتمالية تيبس وتورم المفاصل وتضررها.
تغييرات في لون الطبقة السطحية للجلد تتفاوت بين الأبيض إلى الأزرق أو الأحمر.
رقة نسيج الجلد وقد يصبح لامعًا في المكان المصاب.
اضطراب نمو الشعر والأظافر.
تشنجات في الرعاش والعضلات أي حدوث الضمور.
فقدان قدرة المصاب على تحريك الجزء المصاب.
ملاحظات حول أعراض متلازمة الألم الناحي المركب
من الممكن وبمرور الوقت أن تتغير طبيعة الأعراض كما وقد تختلف من شخص لآخر.
وعادة ما تكون الأعراض الأولية للمتلازمة هي التورم والاحمرار والألم والتغير نسبيًا في درجة الحرارة إلى جانب التحسس المفرط للبرد واللمس.
وقد يصبح الطرف المصاب شاحبًا فيما بعد كما قد تتغير حالة الجلد، علمًا بأنه عند الوصول إلى هذه الحالة تكون الحالة المرضية غير قابلة للشفاء.
ويُجدر بالإشارة إلى أن المرض في بعض الأحيان يُمكنه الانتشار من مصدره إلى أي مكان آخر في الجسم كالطرف المقابل للطرف المصاب.
وينبغي العلم بأن أعراض المتلازمة يُمكن أن تزول من تلقاء نفسها لدى بعض الأشخاص وقد تستمر لدى الأشخاص الآخرين لمدة أشهر أو سنوات.
متى تزور الطبيب؟
الألم الشديد في الطرف المصاب.
صعوبة تحريكه أو لمسه.
أسباب متلازمة الألم الناحي المركب
لا يعد سبب الإصابة بمتلازمة الألم الناحي المركب وكما أسلفنًا ذكرًا مفهومًا بشكل تام، حيث يُعتقد بأن هذه المتلازمة تحدث نتيجة لتعرض الجهاز العصبي المحيطي والجهاز العصبي المركزي لإصابة أو الخلل أو وجود عدم توافق بينهما، أي أنه ففي العادة تنتج متلازمة الألم الناحي المركب عن الصدمة أو الإصابة الجسدية، وهي تنقسم إلى نوعين كالآتي:
النوع الأول: يُطلق عليه اسم الضمور الانعكاسي الودي، وهو ينتج عن الإصابة بمرض ما أو التعرض لإصابة لم تؤدي إلى تعرض أعصاب الطرف المصاب للضرر المباشر، فإن ما يعادل 90% من المصابين بمتلازمة الألم الناحي المركب يصابون بهذا النوع.
النوع الثاني: يُطلق عليه اسم الحُراق، وهو يشبه النوع الأول في الأعراض، ولكنه يحدث بعد إصابة واضحة تمامًا في العصب.
ومن الجدير بالذكر أن أغلب حالات متلازمة الألم الناحي المركب تحدث عقب الإصابة الجسدية الشديدة كالكسور أو إصابات الانسحاق سواء في الساق أو الذراع.
كما أن هناك أنواع أخرى من الإصابات الجسدية الصغيرة والكبيرة التي يمكن أن تتسبب في التعرض لمتلازمة الألم الناحي مثل التواء الكاحل وحالات العدوى والنوبات القلبية والجراحات.
وينبغي العلم بأنه ليس كل من يواجه مثل هذه الإصابات سوف يصاب بمتلازمة الألم الناحي المركب، فالأمر يعتمد على التفاعل الذي يتم بين الأجهزة العصبية المركزية والطرفية إلى جانب ردود الفعل الالتهابية وغير الطبيعية.
مضاعفات متلازمة الألم الناحي المركب
قد يؤدي عدم التشخيص المبكر لمتلازمة الألم الإقليمية المعقدة أو عدم العلاج إلى تفاقم المرض بسهولة والإصابة ببعض المضاعفات مثل:
تشنج العضلات
من الممكن أن تصاب العضلات إثر متلازمة الألم الناحي المركب بزيادة في التوتر.
حيث يترتب على الأمر انقباض أصابع اليدين أو أصابع القدمين ومن ثم تعرضهما إلى الجمود في وضعية ثابتة لا تُمكّن المريض من تحريكهما.
ضمور الأنسجة
من الوارد أن تصبح أنسجة الجسم والتي تضم كل من العضلات والعظام والجلد ضعيفة.
إذ يشعر المصابة بمتلازمة الألم الناحي المركب ونتيجة لإهمال تشخصيها بصعوبة تحريك الساق أو الذراع.
كما وقد يتجنب تحريكهما في الأساس خوفًا من الألم الشديد الناجم عن ذلك.
تشخيص متلازمة الألم الناحي المركب
ليس هناك اختبار واحد يُمكنه تشخيص الإصابة بمتلازمة الألم الناحي المركب أو متلازمة الألم الإقليمية المعقدة بشكل نهائي، ولكن قد تساعد الإجراءات الطبية الآتية على توفير الأدلة المهمة حول المتلازمة:
الفحص البدني: قد يساهم الفحص البدني في تشخيص الحالة وكذلك التاريخ الطبي للمريض.
اختبارات إنتاج العرق: يساعد هذا الاختبار في قياس كمية العرق في الطرف المصاب والآخر، حيث إن النتائج غير المتساوية تدل على الإصابة بمتلازمة الألم الناحي المركب.
فحص العظام: يوضح هذا الفحص تغييرات العظام، إذ إن المادة المشعة المحقونة في وريد المريض تسمح برؤية عظامه بواسطة كاميرا خاصة.
التصوير بالرنين المغناطيسي: يساعد الرنين المغناطيسي على معرفة التغيرات في الأنسجة فالصور التي يتم التقاطها بواسطتها تظهر هذا الأمر وتستبعد الحالات الأخرى.
التصوير بالأشعة السينية: تتضح مظاهر فقدان المعادن في العظام بواسطة الأشعة السينية، حيث يتم إنها تفيد في المراحل المتأخرة من المرض.
علاج متلازمة الألم الناحي المركب
يتم علاج متلازمة الألم الناحي المركب في الغالب عبر الجمع بين مختلف العلاجات المخصصة لهذه الحالة، يحث تتضمن خيارات العلاج ما يلي:
العلاجات الدوائية
مسكنات الألم: مثل الأسبرين ونابروكسين الصوديوم وأيبوبروفين، والأدوية الأفيونية بجرعات منخفضة في حالات الألم الشديد.
مضادات الاكتئاب: مثل أميتريبتيلين.
مضادات التشنج: مثل جابابنتين لعلاج آلام الاعتلال العصبي.
مخدرات الأعصاب الودية: تساعد هذه المخدرات على حجب ألياف الألم في الأعصاب المتضررة لدى بعض المرضى.
كيتامين وريدي: الجرعات المنخفضة من مخدر كيتامين عبر الوريد قد تخفف الألم بشكل ملحوظ.
أدوية خفض ضغط الدم: قد تسيطر هذه الأدوية على الألم مثل كلونيدين وبرازوسين وفينوكسيبنزامين.
الأدوية الستيرويدية: مثل بريدنيزون فهو يحسن من حركة الطرف المصاب.
علاج فقدان كثافة العظام: قد يصف الطبيب دواء أليندورنات أو كالسيتونين للوقاية من فقدان كثافة العظام.
علاجات أخرى
تستخدم العلاجات الأخرى إلى جانب العلاجات الدوائية مثل: