إن الكلمات في اللغة العربية إما أن تكون فعل أو تكون اسم، والاسم في اللغة العربية إما يكون جمع أم مفرد، ومن ضمن أسماء اللغة العربية كلمة مخلوقات، فهي جمع، ولكن من أي نوع من أنواع الجمع تكون؟ هذا ما نقوم بالإجابة عنه من خلال مخزن كما سيتجلى لك عزيزي القارئ من خلال النقاط التالية.
إن كلمة مخلوقات جمع تكسير لكلمة مخلوق، والمخلوقات اسم معناه المخلوقات البشريَّة: أبناء آدم، عليه السلام.
والمخلوقات اسم مفرده مخلوق، ويعني كل ما في هذا الكون.
المخلوقات اسم مفعول من الفعل خلق.
ما هو جمع التكسير
كما توصلنا من خلال الفقرة السابقة أن كلمة مخلوقات جمع تكسير لكلمة مخلوق، ولعلنا من خلال السطور القادمة نوضح لك عزيزي القارئ المزيد من المعلومات عن جمع التكسير في اللغة العربية.
إن جمع التكسير هو اسم جمع يدل على ثلاثة أو أكثر.
فيكون التغير في الكلمة المفردة للكلمة الجمع في تلك الحالة بزيادة أو نقص بعض الحروف.
فتكون الزيادة مثلا نحو كلمة أسد، وجمعها آساد.
أما النقص في الأحرف يكون مثلا في كلمة تهمة، وجمعها تهم.
كما يكون التغير أيضا في ضبط الكلمة، ككلمة أسد، وجمعها أُسْد.
والجدير بالذكر أن جمع التكسير سمي بهذا الاسم؛ لأنه يكسر الكلمة ويغير أصلها.
فهناك أنواع أخرى للجمع في اللغة العربية وهو الجمع السالم (المذكر والمؤنث) فنجد أن هذا الجمع يكتفي فقط بزيادة حرفين لنهاية الكلمة المفردة دون التغيير في أصل الكلمة.
ونستدل على جمع التكسير في اللغة العربية مثل: مخلوق (مخلوقات)، كوب (أكواب)، كتاب (كتب).
أما بالنسبة إلى علامات الإعراب لجمع التكسير فتكون هي نفسها للاسم المُفرد: الضمة للرفع والفتحة للنصب والكسرة للجر.
أقسام جمع التكسير
أما عن أقسام جمع التكسير في اللغة العربية، فنجدها تنحصر في جمع القلة، وجمع الكثرة، وصيغة منتهى الجمع، فسنتناول من خلال السطور القادمة أمثلة على كل قسم من أقسام جمع التكسير.
جمع من خمسة أحرف ثالثهم ألف التكسير، وبعد ألف تكسيره حرفان، مثل:
مَفَاعِل: مَسَاجِد،
فَوَاعل: فَوَارس،
فَعَائِل: صفائح،
فَعَالي: الصّحاري،
فَعَالى: عذارى
فَعَالِل: جَمَاجِم
جمع مكون من ستة أحرف، ويكون الحرف الثالث ألف التكسير، وبعد ألف تكسيره ثلاثة أحرف، يكون الحرف الأوسط ساكن، مثل:
مَفَاعِيل: مَحَارِيب،
فواعيل: جَلَامِيد،
ولا شك إذن في أن صيغ منتهى الجموع تكون ممنوعةً من الصرف لعلة واحدة، فتُرفع بالضمة وتُنصب وتُجر بالفتحة.
نصوص عربية وردت فيها مشتقات كلمة مخلوقات
أما عن كلمة مخلوقات فوردت في الكثير من نصوص اللغة العربية سواء بجمعها أو مفردها، وسنتناول من السطور القادمة النصوص العربية التي وردت فيها كلمة مخلوقات ومشتقاتها.
في القرآن الكريم
يقول الله -تبارك وتعالى- في الآية رقم 16 من سورة الرعد: “قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْكَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ”.
قال الله تبارك وتعالى في الآية رقم 14 من سورة المؤمنون: “ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”.
قال الله ىعز وجل في الآية رقم 6 من سورة الزمر: “خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ”.
ويقول الله تعالى في الآية رقم 69 من سورة التوبة: “كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا فَاسْتَمْتَعُواْ بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ أُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الُّدنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”.
في السنة النبوية
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ ، جَعَلَ أَهْلُ مَكَّةَ يَأْتُونَهُ بِصِبْيَانِهِمْ ، فَيَمْسَحُ عَلَى رُءُوسِهِمْ وَيَدْعُو لَهُمْ ، فَجِيءَ بِي إِلَيْهِ وَإِنِّي مُطَيَّبٌ بِالْخَلُوقِ ، وَلَمْ يَمْسَحْ عَلَى رَأْسِي ، وَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّ أُمِّي خَلَّقَتْنِيبِالْخَلُوقِ ، فَلَمْ يَمَسَّنِي مِنْ أَجْلِ الْخَلُوقِ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُكَخَلْقِي ، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً ” ، ثُمَّ دَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ يَدَيْهِ حَتَّى بَلَغَ إِبْطَهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشَيْءٌ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مُنْتَهَى الْحِلْيَةِ).
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ يَخْلُقُكَخَلْقِي ! فَلْيَخْلُقُوا بَعُوضَةً ، أَوْ لِيَخْلُقُوا ذَرَّةً).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُونَ تَسْتَفْتُونَ حَتَّى يَقُولَ أَحَدُكُمْ : هَذَا اللَّهُ خَلَقَالْخَلْقَ ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ؟).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ حِينَ خَلَقَالْخَلْقَ كَتَبَ بِيَدِهِ عَلَى نَفْسِهِ إِنَّ رَحْمَتِي تَغْلِبُ غَضَبِي ” . قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ خَلَقَخَلْقَهُ ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ فِي ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ نُورِهِ مَا شَاءَ فَأَلْقَاهُ عَلَيْهِمْ ، فَأَصَابَ النُّورُ مَنْ شَاءَ أَنْ يُصِيبَهُ ، وَأَخْطَأَ مَنْ شَاءَ ، فَمَنْ أَصَابَهُ النُّورُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ اهْتَدَى ، وَمَنْ أَخْطَأَ يَوْمَئِذٍ ضَلَّ ، فَلِذَلِكَ قُلْتُ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ خَلَقْتُخَلْقًا أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقُلُوبُهُمْ أَمَرُّ مِنَ الصَّبْرِ ، فَبِي حَلَفْتُ لَأُتِيحَنَّهُمْ فِتْنَةً تَدَعُ الْحَلِيمَ مِنْهُمْ حَيْرَانًا ، فَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ ” , قَالَ أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ).
في الشعر
يقول أبو تمام: ولَهُ إِذَا خَلُقَالتَّخَلُّقُ أَو نَبَا ……………….. خُلُقٌ كروضِ الحزنِ أوْ هُوَ أخصبُ
يقول ابن الرمي: وكلُّ جديدٍ لا مَحالة َ مُخلِقٌ ……………….. وباعثُ هذا الخَلْقِللخلقِ وارثُ
قال أبو علاء المعري:وأخلَقَتهُ اللّيالي في تَجَدّدِها، ……………….. والغَدرُ منهنّ في أخلاقِهِخُلُق
قال الفرزدق: تَخَيّرُوا قَبلَ هذا النّاس إذْ خُلقُوا ……………….. مِنَ الخَلائِقِأخْلاقاً مِنَ الكَرَمِ
قال البحتري: غَمْرٌ، متى سَخِطَ الخَلائقَ ساخِطٌ، ……………….. كانَ الخَليقَخَليقَةً أن تُرْتَضَى