الألوان الباردة أكثر استخداماً في طلاء وزخرفة المنازل الشعبية المرصعة
من الأسئلة التي تتكرر باستمرار في مادة التربية الفنية سؤال تصويب العبارة التالية:
الألوان الباردة أكثر استخداماً في طلاء وزخرفة المنازل الشعبية المرصعة.
إجابة هذه العبارة تكون أنها عبارة خاطئة.
استخدام الألوان الباردة لا يكون في زخرفة المنازل الشعبية لأن هذه الألوان توحي بالسلام والهدوء النفسي، وتستخدم في طلاء البيوت لأصحاب الطبقات العادية أو متوسطة الثراء والمستوى الاجتماعي، لذلك يكون تصويب العبارة هو استخدام الألوان الحارة بدلًا منها لأجل ذلك الغرض.
عناصر الزخرفة بالمنازل الشعبية
تختلف عناصر الزخرفة بالفن السعودي فيما يخص المنازل الشعبية، وتتنوع بشكل كبير معبرة عن تراث عريق من الفن الشعبي حيث:
البيوت النجدية على سبيل المثال تتمتع بقدر كبير من اظهار التراث وذلك في زخرفة الأبواب والنوافذ مثل وجود الأشكال الهندسية إلى جانب إدخال سعف النخل وعناقيد العنب لتختصر كل المعاني الفنية لتاريخ الدولة بعيدًا عن أي تعقيد.
تعتمد زخرفة البيوت الشعبية بالمملكة على المزج بين الطبيعة والبيئة والتاريخ الحافل بالقصص والأساطير العظيمة، ويعبر عن البيئة في هذه الزخارف باستخدام خشب الأثل لقوته ومتانته العالية بالإضافة لكوة الأبواب التي تميز هذه البيوت.
ينظر للفن الزخرفي للبيوت بالمملكة على أنه ليس مجرد فن إنساني بل سرد كامل لتسلسل الأحداث وتطور تاريخ الأمة نفسها.
ما هي الألوان الباردة
الألوان الباردة هي ألوان أقل زهوًا ويقال عنها باردة لأنها تميل للعتمة وتكون داكنة ولها كثير من الصفات والاستخدامات حيث أنها:
تكون مستوحاة من الطبيعة وألوانها، كمثل الفضاء الواسع وارتباطه بدرجات الأزرق المختلفة أو الطبيعة الخضراء بتدرجاتها أو مزيجًا بين اللونين الأخضر والأزرق.
تعبر هذه الألوان عن حالة من الهدوء والسلام النفسي والتوحد مع الذات، وتستخدم في كثير من الأحيان لخلق جو من الصفاء ونقاء الذهن.
يمكن أن نجد هذه الألوان في المناظر الطبيعية الخلابة غير المثيرة للأعصاب، كالبحر مثلًَا بألوانه المختلفة وتدرجاته أو في السماء أو حتى في بعض الكائنات الحية داكنة اللون.
تستخدم الأماكن الطبية هذه الألوان بغزارة لتعمل على التخفيف عن المرضى والحد من دخولهم في حالات نفسية سيئة بسبب المرض والجو العام للمستشفيات ومثيلاتها، فتختار ألوان كالأزرق المخضر وغيره من الألوان الباردة لتلطيف الأجواء.
تترتب هذه الألوان كالتالي: الأخضر المعتدل والمحدد، يليه الأخضر المائل للزرقه، ثم البنفسجي المزرق وأخيرًا البنفسجي المعتدل.
الألوان الدافئة واستخداماتها
تختلف تسميتها قليلًا ولكنها بالأخير تحمل نفس المعنى، فالبعض يطلق عليها الألوان الحارة والبعض الأخر يطلق عليها الألوان الساخنة وقد تسمى كذلك بالألوان النارية وأهم سماتها:
تعتبر هذه الألوان مستمدة من النار بدرجاتها المختلفة، ويصفها البعض بأنها ألوان حية لأنه عن طريقها يمكن وصف كثير من المشاعر بعكس الألوان الباردة التي تعكس حالة واحدة وهي الهدوء.
عددها تقريبًا تسع ألوان وقد يشتق منها ألوان عديدة، والألوان الدافئة هي على الترتيب في الدائرة اللونية كالتالي: البنفسجي المحمر يتبعه الأحمر ثم البرتقالي المائل للحمرة ثم البرتقالي الصريح يليه البرتقالي المصفر ثم الأصفر والأخضر المصفر.
تستخدم هذه الألوان في التعبير عن المشاعر المختلفة كالغضب والحقد والفرح والانطلاق والبهجة، فلكل لون منها دلالته والتي تتغير إذا مال نحو لون آخر في سلسلة الألوان الدافئة لتعبر عن مشاعر أخرى.
تستخدم هذه الألوان كعنصر أساسي في الزخرفة الشعبية والطلاء الشعبي لأنها تعبر عن الانطلاق والحيوية والنشاط الأمور التي ترتبط بشكل كبير بمشاعر وطبيعة الفن الشعبي والتعبير عنه.
استمد الفنان المسلم عناصره الزخرفية من الطبيعة من خلال
كذلك من الأسئلة المتداولة في منهج التربية الفنية للطلبة سؤالهم عن الفن الاسلامي والعناصر المستخدمة فيه حيث:
في صورة سؤال اكمل تأتي العبارة التالية: استمد الفنان المسلم عناصره الزخرفية من الطبيعة من خلال… .
وتكون الإجابة الصحيحة لهذا السؤال هي من الزهور والنباتات.
يمكن رؤية عناصر الزخرفة الطبيعية في الفن الاسلامي بوضوح من خلال تأملنا لبناء المساجد وتزيين قبابها وجدرانها، بالإضافة لروعة الزخارف على الكتب ومجلداتها.
رغم اختيار الفنان المسلم لعناصر الطبيعة إلا أنه عمل على الابتكار والإضافة إليها وابتعد عن التكرار والمحاكاة الجافة لها، لذلك يعتبر الفن الإسلامي من أهم وأعظم الفنون التعبيرية.
علاقة الألوان بالحالة النفسية للإنسان
للألوان تأثير كبير على تغير الحالة النفسية للإنسان أو ثباتها، وذلك تبعًا لدراسات نفسية مثبتة بالتجربة، حيث أن الألوان المختلفة تعطي إيحاء بالآتي:
بعض الألوان يسبب الشعور بالنشاط والعمل، بعضها يسبب الإزعاج عند رؤيتها، ومنها ما يوحي بالهدوء والراحة والانسجام.
رغم وجود مدلولات محددة لكل لون، إلا أن بعض الأشخاص قد تكون ألوانهم المفضلة هي ألوان مزعجة في أساسها.
اختلاف الأذواق فيما يتعلق بالألوان يرجع لاختلاف الشخصيات، فقد يعبر لون كالأصفر مثلًا عن الانطلاق والحيوية والنشاط، وقد يكره بعض الناس رؤيته لأنه يعبر عن الضوضاء والازدحام وهم بطبيعتهم يميلوا للوحدة والهدوء.
من الدراسات المثبتة عند التدريس مثلًا أن الكتابة بألوان كالأحمر والأصفر تسبب ازعاجًا وعدم تركيز للطلبة، على عكس الأسود والأزرق مثلًا اللذين يجذبان الانتباه ويسببان شعورًا بالجدية والالتزام.
في علم النفس يتم وصف الشخصيات أحيانًا بالألوان كالشخصية الدموية والصفراوية وغيرها للتعبير عن خصائص شخصية ما ويستخدم في ذلك ألوان الأحمر والأصفر والأزرق وغيرهم.
الألوان الباردة مميزة في الطلاء لأنها توحي بالاتساع، فيتم استخدامها في المساحات الصغيرة لتعطي إيحاء بالاتساع، على عكس الألوان الحارة التي توحي بالازدحام وقربها من الرائي لذلك لا يفضل استخدامها في الطلاء إلا على سبيل تضييق المساحات شديدة الاتساع.