ابحث عن أي موضوع يهمك
تنقسم وتتنوع أشكال الصدقة الجارية، حيث لا يوجد لها نوع محدد، ولكن كل ما أثره مستمر يعتبر صدقة جارية، ومن أفضل أنواعها:
سقيا الماء يعد من أحب الصدقات الجارية لدى الله تعالى، و قد روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث الشريفة التي توضح مدى أهمية سقيا الماء وثوابها العظيم، وفيما يلي نذكر بعضًا من تلك الأحاديث.
التبرع بحفر البئر باعتباره أحد أنواع الصدقة الجارية أمرٌ عظيم وله ثوابه كبيرٌ جداً بالحياة الدنيا والآخرة، بل إن ثَوابه بالآخرة لهو أعظمُ أجراً، حيث إن حفر بئرٍ من الماء بسبيل الله من شأنه أن يخفف من عطش يوم القيامة، إذ أن من تبرع بماله وعمل على حفره، فإنه ساعد بوصول الماء لمن يحتاج إليه، فيكون له أجر وثواب عن كل كبدٍ رطبة.
ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من بنى مسجدًا -قال بكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة) رواه البخاري ومسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان اِنقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، وذلك الحديث يدل على أن العلم والاِنتفاع به هو صدقة جارية للإنسان حتى عقب موته.
كفالة اليتيم تعد من أفضل الصدقات الجارية لدى الله تعالى، بل وأحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ قال في كفالة اليتيم: (وَأنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا وأَشارَ بالسَّبَّابَةِ والوُسْطَى، وفَرَّجَ بيْنَهُما شيئًا).
لإطعام المساكين والفقراء الكثير من الصفات التي تجعلها تمتاز وتتفوق على غيرها من أنواع الصدقات الجارية وهي:
من فضل الله جل وعلا على عباده سماحه لهم بإخراج صدقة جارية عمن تُوفي لهم، ابتغاء عفو الله تعالى ورحمته ومغفرته للمتوفى، وهي أحد الصدقات التي يكتب بها الأجر والثواب للمسلم بعد موته ويخفف بها الله عنه.
منح الدين الإسلامي للعائلة أهمية بالغة، فجعل الله لكل عبادة يؤتيها المسلم فيها له أجر وثواب كبير، و جعل بالصدقة على الأقارب وبشكل خاص على الأب والأم من الصدقات التي يُكتب بها الأجر والثواب مرتين، أولهما للأقارب والثانية للشخص المتصدق.
إن الصدقة تُبارك الرزق والمال وهو ما قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما نقص مال من صدقة)، لذا يجب على المسلم أن يتصدق دومًا حين المقدرة وعلى قدر استطاعته، إلى جانب أنها تزيد وتبارك الرزق كما قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 261: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
من رحمة الله جل وعلا و عظمته أن جعل بالأخلاق الحميدة صدقة، فأصبحت الكلمة الطيبة صدقة، وفي الأمر بالمعروف صدقة، وبالنهي عن المنكر صدقة، وكذلك بالنّصيحة صدقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة)، حيث لا ينقص من مال العبد إن تصدق بكلمة طيبة أو التصدق بابتسامة في وجه الآخرين.
الصدقة تعرف في اللغة بأنّها: ما يُبذَل في سبيل التقرب إلى الله تعالى، والأصل في تسميتها بذلك الاسم أنّ بَذلها يدل على مدي صِدق نيّة مُعطيها، ويتم إطلاقها بمعناها الشامل على كل من صدقات التطوع والزكاة، فيقال أن الزكاة صدقة، وقد قال تعالى في سورة التوبة الآية 60 (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ).
كما ويُقال فيما يُبذَل تطوُّعاً صدقة، وفيما يتعلق بمعناها في الاصطلاح فإنه: كل ما يُبذَل على وجه التقرُّب إلى الله تعالى بالحياة دون مقابل أو عِوض أو بحيث تصبح مُلكاً لآخذها، ويُطلق اسم (الصدقة) بالأصل والعادة على ما يتم بذله تطوُّعاً، بينما ما يتوجّب بَذله فيسمى بالزكاة، كما وأُطلِق لفظ الصدقة على جميع ما يتم بذله من الهِبات بنيّة الحصول على ثواب الآخرة، ويُطلق جميع ما يبقى ثوابه وأثره عقب الموت بالصدقة الجارية.
وقد يقوم الشخص نفسه بالصدقة الجارية لنفسه؛ إذ أنه يبذلها بحياته حتى يبقى أجرها له بعد مماته، كما وقد تُبذل الصدقة الجارية بواسطة شخص آخر بنيّة أن يهدي ثوابها وأجرها للميت، والأصل في مشروعيّة الصدقة الجارية قول رسول الله عليه الصلاة والسلام (إذا ماتَ الإنسانُ انقَطعَ عنه عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: صَدقةٌ جاريةٌ، وعِلمٌ يُنتَفعُ بِهِ، وولدٌ صالحٌ يدعو لَهُ).