سنشير في النقاط التالية إلى إجابة سؤال على اي شي يطلق اسم الاخشبان بالتفصيل:
يُطلق اسم الأخشبان على جبلان يقعان في المملكة العربية السعودية تحديدًا في مكة المكرمة وهما جبل قعيقعان وجبل أبو قبيس.
فلقد ورد هذا الاسم في حديث شريف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وهو:
عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها- “إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا”.
فعقب إيذاء كفار قريش لسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- أشد الأذى أرسل الله – عز وجل- جبريل للرسول.
حيث قال جبريل للرسول – صلى الله عليه وسلم- بإن الله يرى أذى قريش وتعذيبهم له، ولو شاء لطبق عليهم جبلين من أعظم الجبال في مكة.
وذلك حتى لا يبقى منهم واحدًا، ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم- لم يرد إلحاق العذاب بقومه على الرغم من كونهم من المشركين.
وذلك لأنه كان يأمل في أن يخرج الله – تعالى- من ذرياتهم من هو مؤمنًا وموحدًا لربه.
حديث الأخشبين
إن حديث الأخشبين هو حديث متفق عليه ولقد أخرجه كل من الإمام مسلم والإمام البخاري في صحيحيهما، ونص الحديث كاملًا كالآتي:
عن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – “أنَّها قالَتْ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ أتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ قالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ ما لَقِيتُ، وكانَ أشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يالِيلَ بنِ عبدِ كُلالٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أرَدْتُ، فانْطَلَقْتُ وأنا مَهْمُومٌ علَى وجْهِي، فَلَمْ أسْتَفِقْ إلَّا وأنا بقَرْنِ الثَّعالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فإذا أنا بسَحابَةٍ قدْ أظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فإذا فيها جِبْرِيلُ، فَنادانِي فقالَ: إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وما رَدُّوا عَلَيْكَ، وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا”.
شرح حديث الأخشبين
تسأل السيدة عائشة – رضي الله عنها- الرسول – صلى الله عليه وسلم- عن ما حدث له بعد يوم أُحد، فأخبرها بأن أشد ما كان عليه من الضرر والأذى يوم طائف.
وذلك عقب موت أعز الناس عليه، فلقد مات عمه أبي طالب وكذلك زوجته خديجة – رضي الله عنهما-.
حيث توجه بعدها إلى أهل الطائف ليدعوهم إلى دخول الإسلام بالإضافة إلى نصرته ونصرة رسالته.
فعندما عرض على كبير أهل الطائف وهو كنانة بن عبد ياليل وغيره من الكبار دخول الإسلام لم يستجيبوا له.
بل عمدوا على إيذاء النبي – صلى الله عليه وسلم- من خلال جعل صغارهم يرمون عليه الحجارة إلى أن سال الدم من قدميه.
فلقد توجه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من شدة الحزن والهم إلى جبل صغير يُطلق عليه قرن الثعالب يقع بين مكة والمدينة ورفع رأسه إلى السماء.
فوجد حينها جبريل – عليه السلام- في غيمة كبيرة تظله في السماء وكان ذلك على غير عادةٍ.
فأخبره بأن الله – سبحانه وتعالى- كلّف ملك الجبال حتى يأمره بما يريد.
فلما كلم ملك الجبال النبي – صلى الله عليه وسلم- عرض عليه أن يهلك القوم الذين أذوه من خلال إطباق جبلين عليهما وهما الأخشبين.
ولكن النبي – صلى الله عليه وسلم- وكما أسلفنا ذكرًا رفض استحقاقهم للعذاب لأنه كان يرجو خروج ذرية منهم مؤمنة وتعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا.
الدروس المستفادة من حديث الأخشبين
عدم التعجل في الدعاء.
ينصر الله – عز وجل- كل من يتولاه في معيته وينصر دينه.
بيان عفو الرسول – صلى الله عليه وسلم- وإيثاره لنصرة الدين وإعلاء رايته على أمور الدنيا.
بيان حرص السيدة عائشة على التعلم إلى جانب سؤال من أعلم منها دون تردد.
موقع جبل الأخشبين
سبق وأسلفنا ذكرًا بأن جبل الأخشبين يقعان في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في مدينة مكة المكرمة، ففيما يلي سوف نتحدث عن الجبلين الذي يتألف منهما وهما جبل قعيقعان وجبل أبي قبيس:
جبل قعيقعان
يطل جبل قعيقعان على مسجد الحرام في مدينة مكة المكرمة وذلك من جهة الشمال والشمال الغربي.
كما أنه يمتد من حارة يُطلق عليها اسم البابالي الشمالية.
ولقد حمل هذا الجبل عدة أسماء نظرًا لإشرافه على عدة أحياء وبسبب إطلالته.
حيث أطلق عليه وفقًا لجهته الأسماء الآتية:
جبل العبادي: في جهته الشمالية الغربية.
جبل السليمانية: في جهته الشرقية المُطلقة على مقبرة المعلاة والحجون.
جبل السودان: في الجهة التي يشرف فيها على دحلة.
جبل القرارة: في الجهة الواقعة بين القرارة والفلق.
جبل هندي: في جهته الجنوبية.
ومن الجدير بالذكر أن أعلى قمة في جبل قعيقعان يصل ارتفاعها تقريبًا عن مستوى سطح البحر نحو 427 متر.
جبل أبي قبيس
يعد جبل أبي قبيس بمثابة أشهر الجبال في مكة المكرمة على الرغم من أنه ليس الأكبر مقارنةً بالجبال الأخرى المطلة على المدينة.
فهو يصبّ شِعبُ بينه وبين الخندمة، إذ إنه يقع في الوسط بين شعب علي وشعب أجياد.
ومن أهم صفاته أنه من الجبال المأهولة بالسكان.
ويعزى السبب وراء تسميته بهذا الاسم إلى الشخص الذي قام ببنائه وهو أبي قبيس.
ويُجدر بالإشارة إلى أنه كان يُسمى بالأمين أيام الجاهلية نظرًا لأن الحجر الأسود كان مودعًا فيه.
كما كان قديمًا يوجد في قمته مسجد يُطلق عليه مسجد بلال وهو لا يُنسب لبلال بن رباح.
واليوم يوجد في جبل أبو قبيس القصر الملكي.
أما عن أعلى قمة في هذا الجبل فإن ارتفاعها عن مستوى سطح البحر يبلغ نحو 372 متر.
سبب تسمية الأخشبان بهذا الاسم
ذُكر في معجم مختار الصحاح بأن كلمة الأخشب تُطلق على الجبل العظيم والذي يتسم بالخشونة، ولكن في معجم القاموس المحيط ذُكر بأن الأخشبان هما جبلان في مدينة مكة المكرمة وهما أبي قبيس والأحمر بالإضافة إلى جبلي منى.
من القائل إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين وما المناسبة
إن الذي قال “إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين” هو ملك الجبال، والمناسبة كالآتي:
قال ملك الجبال هذه العبارة إلى سيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام-.
وذلك عندما شعر الرسول بالحزن الشديد نتيجة لتعرضه للأذى بسبب قومه.
فلقد كلف الله – عز وجل- هذا الملك بهذه المهمة للتخفيف من شعور النبي – صلى الله عليه وسلم-.
ولكنه رفض لإطباق الجبلين عليهم ورجا أن يخرج الله – عز وجل- من أصلابهم من يعبدونه حق العبادة ولا يشركون به شيئًا.
