تقرير عن قرية الدارين التاريخية يتضمن مختلف المعلومات الإثرائية والمفيدة عنها، حيث إن هذه القرية أصبحت في الآونة الأخيرة من أكثر الأماكن السياحية شهرة في الطائف، فعبر موقع مخزن سوف نتحدث عنها باستفاضة من خلال توضيع موقعها وحاراتها وشكل أهلها وحياتهم وكل ما يلزم.
إن قرية الدارين هي عبارة عن قرية أثرية توجد في محافظة ميسان تحديدًا جنوبي مدينة الطائف في منطقة مكة المكرمة، حيث إنها تقع على بعد تقريبًا 130 كم عن الطائف، ومن أهم المعلومات عنها أيضًا ما يلي:
تبلغ المساحة الإجمالية للقرية نحو 16.249.03 متر مربع، إذ إنها تضم قلعة وحصون أثرية عديدة مثل حصن العجمة والذي يُصنف كأكبر الحصون في بلاد ثقيف.
ويعود تاريخ هذه القرية إلى نحو 950 عام، إذ تم بنائها في بلاد ثقيف بوادي ترعة جنوبي محافظة الطائفة ولقد أصبحت أكبر قرى موجودة في هذه البلاد بل وأكثر كثافة سكانية.
ومن الجدير بالذكر أنها تتسم بتاريخها العمراني العريق والذي يتجلى في الحصون والقلاع والكتابات القديمة والجبال الجميلة والمزارع الموجودة فيها.
حيث إنه يوجد فيها قلاع وحصون مبنية بواسطة الأحجار والأخشاب وتقع معظمها في وادي ترعة بجنوب الطائف.
وهناك كتابات فيها تدل على قدمها، فلقد وصفها السالمي قائلًا “من كبريات قرى ثقيف”، وأكد على أنه يتبعها قرى صغيرة نسبيًا حولها، وعلى أنها تعد حاضرة بلاد ثقيف لكونها تقع بين سراة بجيلة وكذلك سراة شبابة.
أما عن مكونات القرية فهي تتضمن:
المسجد.
المشهد.
الملعب.
البيوت السكنية.
البئر الخاصة بسقيا القرية.
جزيرة دارين
يوجد في قرية دارين جزيرة يُطلق عليها اسم جزيرة دارين أيضًا حيث إنها تقع على ضفاف الخليج العربي شرقي المملكة العربية السعودية، وتشتهر بالآتي:
تعد جزيرة دارين بمثابة جزء لا يتجزأ من جزيرة تاروت التي تقع في محافظة القطيف، حيث إنها من أشهر الجزر الموجودة في مياه الخليج العربي.
وهي تتسم بوجود العديد من المباني الأثرية القديمة ذات التصميم المعماري الرائع فيها مثل:
ميناء دارين القديم والذي يمثل أقد ميناء بحري في العالم.
بقايا الحصن التركي.
قصر دارين التاريخي.
قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني.
ولقد كانت هذه الجزيرة في القدم في العهد العثماني مركزًا كبيرًا لجمع اللؤلؤ والتجارة، إذ من الممكن للزائر أن يرى السفن الشراعية والمراكب الشراعية القديمة التقليدية على سواحلها.
ومن الجدير بالذكر أنه في السابق كانت الجزيرة محط استقبال العديد من البضائع كالتوابل الهندسية والمسك والعطور والمنسوجات والبخور والسيوف والأحجار الكريمة والخشب الفاخر والعلاج.
ولكن في الوقت الحالي أصبحت الحياة على الجزيرة بسيطة، حيث يمارس الناس فيها هواية الصيد وزراعة التمور.
كما أنه يسكنون في بيوت صغيرة بيضاء مخصصة للصيادين، فضلًا عن ذلك فإنه يوجد عدد قليل من المتاجر تنتشر في مختلف أنحاء جزيرة دارين.
فإن زائر المدينة يُمكنه الاستمتاع بتاريخها العريق من خلال قرية دارين وجزيرتها والاستمتاع بالحياة البحرية الرائعة والمختلفة في مياه الخليج العربي.
تاريخ جزيرة دارين
يُطلق في الأصل على جزيرة دارين اسم “داري”، حيث إن هذا الاسم جاء في معظم البلدان.
ولقد صرحت أعمال البحث الأثري عن أن تاريخ هذه الجزيرة يمتد إلى العصور القديمة.
فعقب القيام بأعمال التنقيب في منطقة دارية التي تقع على تلة قديمة يوجد عليها قلعة عبد الوهاب الفيحاني الأثرية وذلك سنة 1401 هـ اكتشف المختصون مجموعة من العملات الفضية في الجزء الجنوبي الشرقي تعود لما قبل العهد الإسلامي في المنطقة.
حيث إن هذه العملات كانت تشبه بشكل كبير الدراهم الساسانية القديمة.
وبالنسبة للعهد الإسلامي في الجزيرة فلقد بدأ عقب قيام المسلمين بقطع قيادة العلاء الحضرمي مياه الخليج.
إذ وصلوا إلى ميناء دارين والذي كانت حينها تغطيه المياه والرمال التي كانت تغمر حوافر الجمال، وهو ما جعل هذه الجزيرة تعد بمثابة منطقة أثرية قديمة وبارزة لدى قسم المتحف والآثار.
أهل قرية الدارين
لقد ذاع صيت أهل قرية الدارين وذلك لاحترامهم لتاريخ الأجداد ولاعتزازهم بموروثاتهم التاريخية والثقافية، إذ إن هذا الأمر تجلى في استمرارهم في إحياء الاحتفالات الخاصة بذلك، ففي كل عام يتم تنظيم حفل سنوي دوري من أجل تقديم أهل الدارين بفاعلية لتاريخ الأجداد وذلك من خلال تجديد الموروث الشعبي في كل من الأطعمة الشعبية والأفراح، فإن هذا يأتي ضمن حرصهم واهتمامهم بقوة الوحدة الشعبية إلى جانب زيادة التواصل بين الأفراد وكما تم وراثته من كرم الأجداد.
حارات قرية الدراين
تؤدي الحارات التي توجد في قرية الدارين إلى شعور الزائر بأنه يخوض مغامرة جديدة بينها، حيث إنها تمثل متاهة رائعة مزودة بالمباني الأثرية القديمة والتي يدل ترابطها على ترابط أهل الدارين وكأنهم أسرة واحدة، فهذه الحارات تكون كالآتي:
حارة الصلباء، وعدد بيوتها 5.
حارة الخواضين، وعدد بيوتها 5.
حارة ال خليفه، وعدد بيوتها 7.
حارة الجبعه، وعدد بيوتها 4.
حارة الربعاء، وعدد بيوتها 7.
حارة ال يعلى، وعدد بيوتها 5.
السياحة في دارين
هناك العديد من المعالم السياحية التي تتجلى في قرية دارين أو جزيرة دارين، فمن أبرزها ما يلي:
قلعة دارين
تقع القلعة على تل ركامي يوجد في منتصف الساحل الجنوبي المقوس لدى بلدة دارين، حيث إن هذا التل يمثل أعلى نقطة موجودة على الشريط الساحلي الخاصة بالمدينة.
أما عن تاريخها، فلقد اختلف الباحثون بشأن إذ اعتقد البعض أن تاريخ بناء هذه القلعة يعود إلى أكثر من 500 عام تقريبًا سنة 927 هـ واستندوا في ذلك على ما رواه الوالي العثماني أحمد مدحت باشا عند زيارته بصفة عامة لمنطقة القطيف سنة 1288 هـ.
والبعض الآخر يعتقدون بأن تاريخها يعود لما لا يتجاوز عن 100 عام فقط.
إذ يُعتقد بأنه تم بنائها على يد تاجر اللؤلؤ المعروف محمد عبد الوهاب الفيحاني سنة 1303 هـ، وذلك عندما هاجر من قطر إلى جزيرة دارين واستقر فيها، فلقد نُسبت القلعة له لهذا السبب وسُميت قلعة عبد الوهاب الفيحاني.
ومن الجدير بالذكر أن القلعة بُنيت من الحجارة البحرية والطين، وهي لا تحتوي على حدائق أو مناطق مزروعة.
كما أنه تم بنائها بعيدًا عن المنازل المجاورة لها، وتوصف بأنها ذات تصميم مربع الشكل، في حين أن البعض أشاروا إلى أنها شبه مستطيلة.
ويطل الجزء الجنوبي منها على البحر ويتسم بكونه سليم البناء، بينما الجزء الشمال فلقد تهدم منذ فترة زمنية طويلة ولم يتبقى منه سوى بعض الخطوط الرفيعة والتي تبين أساسات الجدران.
كورنيش دارين
يحيط كورنيش دارين بشواطئ الجزيرة من الجهة الجنوبية وكذلك الشرقية والتي تتسم بإطلالتها المميزة على مياه الخليج العربي.
حيث من الممكن رؤية مصافي النفط التي توجد في منطقة رأس تنورة منها إلى جانب رؤية المصافي الموجودة في ميناء الملك عبد العزيز بالدمام، فضلًا عن رؤية حركة سفن الصيد لدى ميناء دارين.
ولقد تم تزويد الكورنيش في الآونة الأخيرة ولخدمة الزائرين بالعديد من الخدمات الترفيهية.
ميناء دارين
يمتد رصيف ميناء دارين حوالي 1 كيلومتر داخل مياه الخليج العربي.
حيث إنه يتجمع فيه تقريبًا 100 مركب مخصص لصيد الأسماك والتي بصورة منتظمة تعتمد على الانطلاق من الميناء.
معالم أخرى
حصن العجمة: تم بناء هذا الحصن سنة 570 هـ وهو يعد من أقدم الأماكن في قرية دارين.
المسجد الأثري: يحيط بهذا المسجد العديد من المساكن المبنية على الطريقة الحديقة، وهو يقع في منتصف القرية، ولقد تم ترميمه في فترات سابقة للحفاظ عليه إذ يُقدر عمره من أكثر من 400 سنة تقريبًا.
