ابحث عن أي موضوع يهمك
يبحث الكثير من المسلمين عن صيغة دعاء سجود التلاوة وهو عبارة عن سجدةٍ واحدةٍ يقوم المسلم بتأديتها إن قرأ أو استمع للقرآن الكريم، ومرَّت به آيةٌ تتضمن سجدة، وذلك سواء بالصلاة أوخارجها، وفي مخزن سوف نذكر صيغ سجود التلاوة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثبت عن النبي الله صلى الله عليه وسلم اثنين من الصيغ الواردة في دعاء سجود التلاوة، والتي سنذكرها فيما يلي:
سجود التلاوة هو ذلك السجود الذي يقوم المسلم بسجوده حين قراءة آية بها سجدة سواء كان بالصلاة أو خارجها، وعُرف بذلك بسبب أنه سجودٌ يختص فقط بتلاوة القرآن الكريم، وقد شُرع أدائه حين الوصول لموضع السجدة خلال تلاوة أو سماع القرآن اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع الفقهاء حول مشروعية سجود التلاوة وقد استدلوا في ذلك بما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما حيث قال (كانَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة، فيها السجدة فيسجد ونسجد، حتَّى ما يَجِدُ أحدنا موْضع جبهته).
أقرأ أيضًا: دعاء النبي عند قدوم رمضان 1445
سجود التلاوة سنة لدى جمهور الفقهاء باستثاء الأحناف لأنه واجب لديهم، وفيما يلي بيان تفصيلٌ لأقوالهم:
جمهور الفقهاء من الحنابلة والشافعية والمالكية
قالوا في حكم سجود التلاوة أنه سنةٌ لكل من القارئ والمستمع، حيث استدلوا عن ذلك الحكم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويْلَهُ، وفي رواية أبي كُرَيْب: يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فليَ النار. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).
أما الحنابلة فقد استدلوا بدليل ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما (إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء)، وقال المالكية بذلك أيضاً لقوله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ)، كما استدلوا بما استدل الشافعية والحنابلة به من أحاديثٍ نبوية مثل حديث أبي هريرة وحديث ابن عمر رضي الله عنهما.
الحنفية
ذهبوا لوجوبه لوجود الأمر الوارد بالسجود ببعض آيات السجود، وبسبب وجود الذمّ حول عدم السجود ببعضها الآخر، وكلًا منهما يقتضي وجوب الحكم.
أقرأ أيضًا: هل الدعاء وقت الكسوف مستجاب
يرى جمهور الفقهاء أن عدد آيات السجود يبلغ أربع عشرة آية، في حين يرى المالكية أنها تقدر بإحدى عشرة آية، وقد اختلفوا ببعض مواضع السجود الخاصة بالتلاوة كما وأجمعوا منها على عشرة، والتي أتت على النحو التالي:
في حين أن الأربعة آيات التالية اعتمدها الجمهور ولكن لم يعتبرها فقهاء المالكية من بين مواضع السجود، وهي في العلق، والانشقاق، والنجم وثانية الحج، ووافقهم الحنفية بعدم اعتداد ثانية الحج:
بينما آية السجدة التي وردت بسورة ص فاعتبرها الحنابلة والشافعية سجدة شكر وليست سجدة تلاوة، وهي الواردة في قول الله تعالى في سورة ص الآية 24 (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)، في حين اعتبرها الحنفية والمالكية سجدة تلاوة.
شاهد أيضًا: هل من اسباب الهداية الدعاء
ورد العديد من أسباب سجود التلاوة لدى جمهور الفقهاء، حيث قد اتفق الجمهور حول سببين لسجود التلاوة، وهو ما يلي ذكره:
إن آيات سجود التلاوة تنقسم بالقرآن الكريم لنوعان وهما:
إن مرّ المسلم بأحد الآياتٍ التي بها سجود تلاوة وأراد السجود فيجب عليه التكبير والسجود تماماً مثل سجوده الصلاة على السبعة أعضاء، ويقول “سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي”، “سبحان ربي الأعلى”، ثم يدعو بالدعاء المشهور التالي “اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي لله الذي خلقه، وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته”، والدعاء بـ”اللهم اكتب لي بها أجراً، وضع عني بها وزراً، واجعلها لي عندك ذخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود”، ثم القيام من غير تكبّير إن لم يكن بالصلاة مثلما تقدم، وبغير تسلّيم.
ويتضح فضل سجود التلاوة بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قَرَأَ ابنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطانُ يَبْكِي، يقولُ: يا ويْلَهُ، وفي رِوايَةِ أبِي كُرَيْبٍ: يا ويْلِي، أُمِرَ ابنُ آدَمَ بالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الجَنَّةُ، وأُمِرْتُ بالسُّجُودِ فأبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ. وفي رواية: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).
ويجوز قول المسلم بسجود التلاوة ما يُقال بسجود الصلاة كالدعاء بـ “سبحان ربي الأعلى”، لكن يوجد دعاء مخصص لسجدة التلاوة وهو ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشةَ رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بسجود القرآن الكريم (سجدَ وجهي للَّذي خلقَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ، بحولِهِ وقوَّتِهِ فتبارَكَ اللَّهُ أحسنُ الخالقينَ).
للمرأة أن تسجد كما للرجل أن يسجد من غير وضوء، ولها السجود كذلك مكشوفة الرأس.