ابحث عن أي موضوع يهمك
تميزت الحضارة اليابانية بخصوصيتها مقارنةً بغيرها من الحضارات الأخرى، وقد كان محاربو اليابان بالعصور الوسطى من الطبقات الهامة بالمجتمع الياياني، وكانوا يُعرفون باسم (الساموراي) ، ومعناها (الخدمة).
يُعتبر الساموراي (samurai) هم الجنود المحاربين باليابان القديمة، ويشير مصطلح الساموراي إلى (البوشي) أو المحاربين الأرستقراطين خلال القرن 12 الميلادي، إذ استطاعوا الإمساك بمقاليد الحكم بالدولة حتى سنة 1868ميلادية.
الجدير بالذكر ما يتمتع به مقاتلي الساموراي بالقدرات والمهارات العسكرية الكبيرة، حيث إنه خلال تواجدهم على رأس الدولة نشروا الكثير من الفنون اليابانية لم تكن معروفة فيما سبق، ولعل من أبرزها؛ مدونة الأخلاق والشرف والانضباط المعروفة باسم بوشيدو، أو عبر المحارب التي باتت مدونة سلوك للكثيرين بالمجتمع الياباني.
والجدير بالإشارة أن محاربي الساموراي كانوا يعتمدون أثناء القتال على استخدام مجموعة من الأسلحة، من بينها الأقواس والرماح والبنادق والسهام، علاوةً على السيف الذي كان يُعتبر هو سلاحهم الرئيسي وهو في الوقت ذاته يرمز لهم.
لم تقتصر ثقافة محاربو الساموراي على الفنون الحربية والقتالية، ولكن مصادر تلك الثقافة تنوعت، حيث تأثرت للغاية بالتعاليم الكونفوشيوسية البوذية والشنتو وما إلى نحو ذلك من الثقافات التي ساهمت في إضفاء معنى رائع على حياة محارب الساموراي.
ويذكر أنه وعلى الرغم من أن الساموراي باعتباره نظام لم يبقى موجود باليابان الحديثة، ولكن تأثير تلك الطبقة من البشر ممن حكمت لوقت طويل ظل واضحًا بالثقافة اليابانية حتى الآن، حيث يُلاحظ أن آثارهم تراثهم لا زالت شاخصة بمختلف أرجاء البلاد، سواء أكانت الحدائق أو القلاع أو مساكنهم، وهي محط اعتزاز وفخر من الشعب الياباني.
ويظهر أن ما تبناه الساموراي من فلسفة طريق المحارب له أثر كبير على اعتزاز اليابانيين وفخرهم بهم، حيث تُشير لمراتب عليا من الشجاعة والشرف والقوة والوفاء حتى الموت ونكران الذات، ومن ثم فإنها مجموعة من القواعد الانضباطية والسلوكية المحترمة والتي باتت نموذجًا مشرف يُحتذى به طيلة الوقت.
إن محاربو الساموراي لم يكونوا مقاتلون متقنين فقط لفنون الحرب والقتال ، ولكنهم كانوا محاربين يتمتعون بدرجة عالية من القراءة والثقافة والكتابة، فواحد من ابرز المبادئ الأساسية لتلك الفئة هي إتقان محارب الساموراي القتال والتعلم على حد سواء، حيث لديهم شعار السيف والقلم باتفاق.
ولذلك كان جنود الساموراي عادةً ما يستمتعون بالكتابة كثيرًا بخط جميل، وبالموسيقى والشعر ودارسة أنواع العلوم المختلفة وبحفلات الشاي، ويظهر أن هذه المبادئ العليا كانت هي السبب وراء تماسك وقوة جيوش الساموراي، والتي ساعدتهم على الإمساك بزمام الأمور بالإضافة إلى السيطرة على الحكومة والبلاد.
وفي عام 1160ميلادية تم تأسيس أول حكومة يقودها الساموراي، ومن ثم أصبح وجود الإمبراطور وجودًا شكليًا، وفقد سيطرته الفعلية، وأثناء تلك الفترة تم توظيف جنود الساموراي في خدمة طبقة النبلاء بهدف حماية ثرواتهم وأموالهم.
إن نفوذ الساموراي شهدت تراجعًا كبيرًا في نهاية القرن التاسع عشر، حينما قامت اليابان بالسماح بدخول القوات الأمريكية للبلاد، إذ تم إعادة السلطة للأسرة الإمبراطورية، وهو ما كان سنة 1868ميلادية حينما أعيد الإمبراطور ميجي لكي يُمسك بزمام الأمور باليابان، وبات الساموراي يسمى شيزوكو وهو ما يعني الساموراي السابق.
ويذكر أن السلطة اليابانية اتخذت حينها بعض الإجراءات التي تهدف للحد من وجود الساموراي، لذا منعتهم من ارتداء زيهم الخاصزبالأماكن العامة، كما تم إلغاء طبقة الساموراي باعتبارها قوة قتالية في مقابل إنشاء جيش ياباني كما هو الحال بالجيوش الغربية.
ومن ثم تم الاستعانة بمجموعة من جنود الساموراي ليصبحوا ضباط منظمين يقودهم الجيش الإمبراطوري الياباني، بينما انضم منهم آخرون ليصبحوا جزء بالحكومة اليابانية، وبالرغم من ذلك بقي الشعب الياباني شديد الفخر بمحاربي الساموري وما يتمتعون به من ثقافة مميزة.
عاش الساموراي باليابان خلال العصور الوسطى، وقد أحدثوا العديد من التغييرات الاجتماعية والفكرية، لدى الشعب الياباني، وحتى الآن بقي تأثيرهم بالتقاليد اليابانية إلى العصر الحالي، ومن أبرز المعلومات عن الساموراي ما يلي ذكره:
والفضيلة، والشجاعة، والقوة البدنية، والولاء، هي الصفات المعروفة عن محاربي الساموراي القدماء باليابان، كما يطلق عليهم لقب بوشي، وكلمة ساموراي تعني باللغة اليابانية “الشخص الذي يضع نفسه بالخدمة”.