مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

مستويات المجال الوجداني

بواسطة: نشر في: 19 ديسمبر، 2023
مخزن

مفهوم مساويات المجال الوجداني تعد أحد الجوانب الرئيسية التي ينبغي للمعلم أن يكتسبها ويتعلمها بمهارة، حيث إنها من العوامل التي تساهم في تقديم الدروس بشكل فعّل وتمكين الطلاب من فهم المناهج الدراسية وتنمية شخصياتهم، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نساعدكم في التعرف على ماهية متسويات المجال الوجداني وجميع التفاصيل المتعلقة بهذا الصدد.

مستويات المجال الوجداني

غالبًا ما يعتبر الناس أن التعلم يقتصر على الجوانب العقلية والذهنية عبى الرغم من كون التعلم يتجاوز الأبعاد العقلية ويشمل أيضًا جوانبًا مهمة أخرى، مثل التعلم الجسدي، والسلوكيات، والمواقف الحياتية.، وتكون هذه الفئات المتنوعة من ثلاثة مجالات أساسية في عملية التعلم ويمكن تصنيفها على أنها:

  • المجال المعرفي أو الذهني: وهو المتعلق بالمعرفة والمعلومات والفهم العقلي.
  • المجال الحركي النفسي: ويشمل المهارات الحركية والعملية.
  • المجال الوجداني: وهو الجانب الذي يتعلق بفهم وتحكم العواطف والمشاعر والسلوكيات المتصلة بها.

ما هو المجال الوجداني؟

المجال الوجداني هو أحد هذه المجالات الثلاثة المقترحة من قبل بلوم في الخمسينات من القرن الماضي، ويشير إلى العملية التي يمكن من خلالها للأفراد، سواء كانوا أطفالًا أو بالغين، اكتساب المعرفة والمواقف والمهارات التي تساعدهم على فهم وإدارة العواطف. ويعتبر هذا المجال أساسيًا لفهم الذات وتطوير القدرات الاجتماعية والعاطفية، وتحقيق الأهداف الإيجابية، وتطوير التعاطف والعلاقات الإيجابية، واتخاذ القرارات السليمة. وتتألف المجال الوجداني من خمسة مستويات أساسية سنذكرها فيما يلي.

المستوى الأول: مستوى الاستقبال

مستوى الاستقبال في المجال الوجداني هو أدنى مستويات هذا المجال، حيث يتم توجيه الانتباه لحدث أو نشاط معين. يشمل هذا المستوى الوعي والاطلاع والرغبة في التلقي والانتباه والمراقبة.

يمكن إيضاح هذا المستوى من خلال الأمثلة التالية: الاستماع للآخرين بحسن الاستقبال، والتفاعل مع تعليمات المدرسة، والتركيز والانصياع لكلام المعلم. الأفعال الممكنة في هذا المستوى هي الاعتراف بالفهم، وطرح الأسئلة، ومتابعة التعليمات، والقبول، والاختيار الصحيح، والتعبير عن الاهتمام.

المستوى الثاني: مستوى الاستجابة

مستوى الاستجابة في المجال الوجداني يعني أن الطالب يتجاوز مجرد الانتباه ليصل إلى المشاركة الفعالة. حيث يتضمن هذا المستوى الإذعان في الاستجابة حيث يستجيب الطالب بدون مقاومة أو تذمر، مثل الامتثال للتعليمات والقوانين حتى لو لم يكن مقتنعاً بها، والرغبة في الاستجابة حيث يستجيب الطالب برغبة شخصية دون الحاجة للضغط الخارجي، مثل المشاركة في الأنشطة المدرسية أو مساعدة في تنظيف فصل الدراسة. كما يشمل أيضاً الارتياح للاستجابة حيث يظهر الطالب رضاً واستمتاعًا أثناء الاستجابة، مثل قراءة مواد إضافية عن المنهج الدراسي أو الاستمتاع بالاستماع إلى قصيدة شعرية. الأفعال الممكنة في هذا المستوى هي القيام بالأعمال، والمشاركة الفعالة، واتخاذ القرارات، والمساهمة الإيجابية، والاستجابة بحرية وارتياح.

المستوى الثالث: مستوى التقييم

المستوى الثالث في المجال الوجداني هو المرحلة التي يعبر فيها الفرد عن القيمة التي يُمنحها لشيء معين أو سلوك أو فكرة وفقًا لاعتقاداته الشخصية، ويتضمن هذا المستوى مجموعة من الدرجات:

  1. تقبل القيمة المحددة: حيث يعكس الفرد اعتقاده في بعض الأمور أو المواضيع المختلفة، مثل اعتقاده بأهمية العلوم في الحياة أو تقديره للمساعدة في المجتمع.
  2. تفضيل القيمة المحددة: ويتجاوز هذا المستوى السابق بالسعي نحو درجات أعلى من الثقة والاعتقاد في القيمة والموضوعات المرتبطة بها، مما يعكس التفضيل أو التقدير الأعمق لهذه القيمة.
  3. الالتزام بالقيمة المحددة: وهو أعلى مستوى، حيث يتجلى ولاء الفرد لاعتقاد معين أو فكرة، على سبيل المثال، الدفاع عن مدرسة فكرية معينة أو الانتماء الكامل لقيمة أو فكرة معينة.
  4. الأفعال الممكنة في هذا المستوى تتضمن الابتعاد عن القيم التي لا يوافق عليها، والمناقشة، والتبرير، والدفاع عن القيم المحددة، والتحفظ أو الغيرة حيالها.

المستوى الرابع: مستوى التنظينم

المستوى الرابع من المجال الوجداني يُعرف بالتنظيم، يقوم الفرد بمقارنة القيم المختلفة وينظمها بحيث يحدد العلاقات بينها ويُقرر أيًا منها يُعتبر أكثر أهمية.، حيث يعمل الشخص على حل التناقضات بين هذه القيم، ويشمل هذا المستوى:

  • تصوير مفاهيمي للقيم: حيث يقوم المتعلم بتصوّر وفهم القيم التي يحتاج إلى اكتسابها، ويبدأ في توصيف هذه القيم بشكل لفظي أو في فهم العلاقات بينها وبين القيم التي يملكها بالفعل.
  • ترتيب النظام القيمي: يعبر عن نمط سلوكيات المتعلم عندما تكون نظام قيمه متوازنًا بشكل جيد.
  • الأفعال الممكنة في هذا المستوى تشمل الترتيب، الالتزام بالقيم، الاعتقاد، الاحتجاج، الالتصاق بالقيم، التوازن، الإيمان بالقيم، التفضيل، وإصدار الحكم.

المستوى الخامس: تشكيل الذات

في المستوى الخامس من المجال الوجداني، والمعروف باسم تشكيل الذات، يقوم الفرد بتطوير نظام قيمي يوجه سلوكه وتصبح تلك القيم جزءًا من شخصيته بثبات وتناسق. يتنبأ الشخص بسهولة بسلوكه في مواقف مختلفة. مثال ذلك أن الطالب يلتزم بالحق حتى لو تسبب ذلك في إلحاق الضرر به، ويظل موضوعيًا في مناقشاته.

الأفعال الممكنة في هذا المستوى تشمل اعتماد القيم، التحسين، المقاومة، التمييز، تجنب السلوك غير القيمي، والتغيير.

 أهمية مستويات المجال الوجداني

لمستويات المجال أهمية كبيرة وسنتعرف عليها فيما يلي:

  • أهمية مستويات المجال الوجداني تكمن في مساعدة المعلم على تسهيل فهم المنهج الدراسي للطلاب من خلال التنقل بسلاسة بين المفاهيم. كما تساعد المستويات في اختيار الطرق التعليمية الملائمة وتنظيم الوقت استناداً إلى أهمية النتائج التعليمية.
  • تُسهم مستويات المجال الوجداني في تعزيز فهم الطالب للمطلوب منه وتحديد دوره، مما يشجعه على الانخراط في عملية التعلم وتقديم التغذية الراجعة له.
  • ومع هذا تُعتبر عملية كتابة وصياغة وقياس الأهداف الوجدانية تحدياً، حيث يكون السلوك المتوقع غالباً ما يكون غير واضح، ويعاني المعلم في بعض الأحيان من صعوبة في فهم تصرفات الطلاب ومشاعرهم، ويواجه تحديات في تحديد المشاعر والاتجاهات الحقيقية للطلاب.
  • إضافة إلى ذلك قد يتطلب تطوير الشخصية الوجدانية فترات زمنية طويلة للغاية، ويحتاج الفرد إلى فترات طويلة لتطوير شخصيته بشكل واضح وغالباً ما يحتاج إلى مدة زمنية تتجاوز الحصص الدراسية المعتادة وتمتد إلى شهور أو حتى سنوات.
  • وعليه فإننا نجد أن المستويات الخمس للمجال الوجداني تبدأ بالاستقبال كأدنى مستوى، ثم الاستجابة، ثم التقييم، ثم التنظيم، وتنتهي بتشكيل شخصية مستقلة للمتعلم.

نظريات المجال الوجداني

هناك العديد من النظريات الوجدانية التي أسهمت في تشكيل مجال علم النفس العاطفي، و سنلقي سنقدم لكم بعض النظريات البارزة التي ساهمت في هذا المجال الفرعي:

  • نظرية جيمس-لانج: تعتبر نظرية جيمس-لانج للعواطف من بين أقدم النظريات في علم النفس الحديث، وقد طورها ويليام جيمس وكارل لانج في القرن التاسع عشر. تقوم النظرية على فكرة أن المحفزات الفسيولوجية تؤدي إلى تفاعلات في الجهاز العصبي اللاإرادي مما يؤدي في نهاية المطاف إلى ظهور المشاعر، وتشمل هذه الردود الفسيولوجية تغييرات مثل سرعة ضربات القلب، وتوتر العضلات، والتعرق، وغيرها. وفقًا لهذه النظرية، تأتي الاستجابة الفسيولوجية قبل التصرفات العاطفية.
  • نظرية ردود فعل الوجه: تفترض نظرية ردود الوجه أن تعابير الوجه لها دور أساسي في تجربة المشاعر، وتعود أصول هذه النظرية إلى الأبحاث التي قام بها تشارلز داروين وويليام جيمس. افترض جيمس أن تعبيرات الوجه ليست مجرد استجابات للعواطف، بل إنها تؤثر بشكل مباشر على المشاعر، ووفقًا لهذه النظرية، العواطف مرتبطة بشكل مباشر بالتغيرات الجسدية في عضلات الوجه.
  • نظرية كانون-بارد: تم تطويرها في العشرينيات من القرن الماضي على يد والتر كانون وفيليب بارد، تقترح أن التغيرات الجسدية والعواطف تحدث في وقت واحد بدلاً من تسلسل زمني، وتستند هذه النظرية على مفهوم في علم البيولوجيا العصبية يُفيد بأنه بمجرد حدوث حدث محفز، يتم نقل المعلومات إلى كل من اللوزة الدماغية والقشرة الدماغية في آن واحد، مما يجعل الإثارة والعواطف حدثًا متزامنًا.
مستويات المجال الوجداني

جديد المواضيع