ابحث عن أي موضوع يهمك
ما هي علامات الترقيم واستخداماتها ذلك هو ما يدور حوله مقالنا التالي والذي نعرضه في مخزن، حيث إن اللغة العربية تعتبر هي أم اللغات وأهمها، وهي لغة القرآن الكريم والتي يتحدث بها ويكتبها الكثير من الشعوب، ولها قواعد وخصائص هامة تساعد على فهمها والوصول إلى المرجو من نصوصها، ومن مكونات النصوص العربية علامات الترقيم التي تؤدي دور بالغ الأهمية لا يمكن الاستغناء عنه في النصوص المكتوبة، وسوف نوضح في الفقرات التالية تعريف علامات الترقيم واستخدام كل منها.
ورد ذكر علامات الترقيم في كتاب الله الحكيم بالآية من سورة ()، ولا تعد علامات الترقيم حديثة الظهور سوى لدى العرب، حيث كانت موجودة منذ القدم حين استخدمها في كتابته الترك والإفرنج، ولكن البعض من العرب أخذوا من علامات الترقيم المستخدمة لدى الإفرنج ولكن على نطاق محدود جدًا مقارنةً بما هو الحال عليه اليوم.
وعقب تطور اللغة بالعصور الحديثة قام علماء اللغة العربية بإدخال التعديلات على علامات الترقيم لكي تتناسب مع استخدام العرب لها، وقد توسعوا في كل من تعريفها ومواضع استخدامها، وزادوا علامات جديدة عليها، حتى وصلت إلى ما نعرفه الآن، وقد بلغت من العدد ما يقرب من ثلاث عشر علامة ونوع لكل منها استخدامه.
يوجد الكثير من علامات الترقيم في اللغة العربية ولكل منها استخدامه ودوره الذي يؤديه خلال قراءة النص وكتابته، وفيما يلي بيان لاستخدامات أهم علامات الترقيم:
تكتب مثل الفاصلة العادية مع إضافة نقطة تحتها، ويعرف الوقف الناتج عن وضعها بالوقف الكافي، ويكون إما بسكوت المتكلم أو القارئ مع التنفس، وتوضع بين كل عبارتين أو ما يزيد عن ذلك، إذ يكون هناك ارتباط إعرابي أو معنوي بين العبارتين، كما يتم وضعها في حالات التقسيم والتفصيل حين يكون الكلام طويل بها، قليلًا كان أو كثير، ومن أهم المواضع التي ترد بها.
وترسم نقطة مربعة، وتستخدم عند الوقف التام، حين يأخذ القارئ سكوت تام مع التنفس، وتوضع بنهاية جميع ما استقل من الجمل عما يليه إعرابًا ومعنى، حيث توضع عند انتهاء الفكرة المعروضة أو الموضوع.
تأخذ علامة الترقيم تلك شكل النقطتان الرأسيتان المربعتان بحيث ترسم أحدهما فوق الأخرى، ويتم استخدامها كثيرًا في النثر والشعر، ولها العديد من المواضع التي تأتي بها ومنها:
وترسم على شكل ثلاث من النقاط المتتالية، ويتم استخدامها للدلالة على تلف بالمخروط أو خرم به، أو كلام لم يذكر أو تم حذفه، كما وتم وضعها بنهاية الجملة إن كانت مفتوحة ولم يرغب الكاتب أو القائل أن يتم الكلام عن قصد منه، وذلك مثلما ورد عن رسول الله صلى الله في الحديث الشريف (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج…).
يعرفان كذلك بالهلال، ويتم استخدامهم بالعبارات التي توضح وتفسر ما يسبقها، أو وضعها حول جملة ليست ذات صلة بالسياق ولكنها جملة معترضة، مثل قول كان أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب (رضي الله عنه) عادلًا، كما وتوضع حول المراجع لتوثيق النصوص.
وهما ما يتم رسمهما وكتابة الآيات القرآنية بداخلهما حين الاستشهاد، أو ما يتم أخذه كاقتباس من القرآن الكريم، وفي بعض الحالات يكونان بديل عن استخدام علامتي التنصيص لتميز النصوص القرآنية عن غيرها من النص المكتوب، وذلك هو الموضع الوحيد الذي يتم استخدام ذلك النوع من علامات الترقيم به، وإن تم استخدامها في غيره فهو خروج عن القاعدة الأصلية.
يتم استخدام علامة الترقيم تلك في ختام الجمل المعبرة عن العواطف مثل الفرح أو التعجب، أو الاستنكار، الدعاء، الحزن أو الدهشة، وغيرها من التعابير التعجبية، كما ويتم استعمالها في النثر والشعر، مثل التعجب في جملة (ما أروع السماء!)، أو أن ترد عقب الاستفهام حين خروجه عن الغرض الأصلي.
يوجد مثل علامة الاستفهام في اللغة الإنجليزية، ولكن في اللغة العربية ينظر وجهها بالاتجاه الأيمن، في حين ترسم بالإنجليزية على اليسار، ويتم استخدامها كثيرًا في النثر والشعر، أو أن تأتي بعد الكلام في الاستفهام المباشر، أو ما يحمل معنى الاستفهام، مثل سؤال (كيف حالك؟).
يتم استخدامها لنقل كلام بالحرف والنص دون تغير أو تبديل، مثل الأحاديث النبوية الشريفة، أو قول العلماء الأجلاء، أو الأقوال المأثورة، حيث تستخدم حين يتم أخذ اقتباس من كتاب أو مثل للعرب، وما إلى نحو ذلك من الكلام الذي ينقل دون تغير.
هناك الكثير من الفوائد والأهمية التي تؤديها علامات الترقيم في النصوص العربية، وهو ما يتضح من خلال ذكر الجوانب التالية:
إن أول من قام بوضع علامات الترقيم في تاريخ اللغة العربية هو أحمد زكي باشا، وهو من اختصر في الطباعة أحرف اللغة العربية، كما ويعتبر هو أول من قام باستخدام كلمة تحقيق على أغلفة الكتاب العربي، وهو من مواليد عام 1867ميلادية في مصر، واسمه كاملًا (أحمد زكي بن إبراهيم بن عبد الله النجار)، وتوفي عام 1934ميلادية.
وقد وصف بكونه من أهم وأبرز أعيان النهضة الأدبية، ومن أشهر من سعوا إلى إعادة إحياء التراث الإسلامي، ولقب بشيخ العروبة، وإلى جانب العمل بالجامعة المصرية كان يعمل بمجال الترجمة والكتابة والنشر، وكان قد عينه أحمد حشمت الأديب وزير المعارف لإضافة علامات الترقيم وإدخالها إلى اللغة العربية، وتوضيح قواعدها وأسسها.
وهو من أطلق عليها مسمى علامات الترقيم، لما تحتويه من نقوش وعلامات خاصة بالكتابة، لينشر تلك العلامات عام 1911ميلادية، ومما وضعه من علامات الترقيم (الفاصلة، الفاصلة المنقوطة، علامتا الاستفهام والتعجب، النقطتان، النقطة، الشرطة، والقوسان).
وبذلك نكون قد تعرفنا في مخزن على ما هي علامات الترقيم واستخداماتها في اللغة العربية وما لها من دور وفائدة هامة في فهم النصوص وتيسير قراءتها، والتي لا تعد من الأمور القديمة في اللغة والمعروفة منذ القدم لدى العرب، ولكنها قد استحدثت في عام 1911 على يد المصري أحمد زكي باشا.