مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما الذى يتضمنه العمل بالعلم

بواسطة: نشر في: 14 سبتمبر، 2022
مخزن

ما الذى يتضمنه العمل بالعلم

إن العمل بالعلم يتضمن ثلاثة أمور هامة، ففي السطور التالية سوف نشير إليهم بالتفصيل الدقيق:

الاعتقاد الصحيح

  • يُقصد في اللغة بالاعتقاد الصحيح هو إحكام العقدة.
  • بينما في الشرع فإنه كل ما يعتقده المرء في ذهنه.
  • ولكن ينبغي أن يكون جازمًا أي لا مجال لوجود الشك فيه.
  • ومن الجدير بالذكر أن الشرع ينص على أن الاعتقاد الصحيح ليس في الكلام أو حتى القول، حيث إن محله ينبغي أن يكون القلب.
  • فمن أبرز الأمثلة على الاعتقاد الصحيح أن الله – سبحانه وتعالى- هو مدبر الكون وهو وحده بلا شك من يستحق العبادة.

فعل كل ما أمر به الله ورسوله

  • أما عن ثاني أمر يتضمنه العمل بالعلم هو فعل كل ما أمرنا الله – عز وجل- به وكذلك رسوله – صلى الله عليه وسلم.
  • حيث إن الاعتقاد لن يكون صحيحًا إلا في حالة إن تم تلقى العلم بشكل واضح من مصدره الصحيح ألا وهو القرآن الكريم بالإضافة إلى السنة النبوية.
  • وبالحديث عن أمرنا الله به هو ما يلي:
    • توحيد الله والإيمان برسوله – صلى الله عليه وسلم-.
    • إقامة الصلوات ولا بد أن تكون في أوقاتها.
    • صوم رمضان بمجرد أن يبلغ الإنسان.
    • الدعاء فهو يعد بمثابة مخ العبادة، ولقد علمنا سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- أصوله والتي تتمثل في إخلاص النية والثقة في الاستجابة.
  • ومن أهم شروط فعل أوامر الله – سبحانه وتعالى – هو الإخلاص له وحده إلى جانب اتباع سنة النبي – صلى الله عليه وسلم-.
  • إذ إنه لا ينبغي أن نزيد عما أمرنا رسولنا به، فعلى سبيل المثال الصلوات الخمس لقد لا يجوز أن نزيد أو نقلل في العدد المحدد لركعات كل منهم، فمن الضروري أن نصلي كما جاء في السنة النبوية.

ترك ما نهي الله عنه هو ونبيه

  • يتضمن أيضًا العمل بالعلم تجنب القيام بالأمور التي نهى الله – عز وجل- وسيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- عنها.
  • فمن أهم هذه الأمور هو الشرك بالله – سبحانه وتعالى-.
  • بالإضافة إلى الظلم وفعل المنكرات، وأكل مال اليتيم، ناهيك عن أكل أموال الغير دون حق.
  • وكل الأعمال الفاسدة التي من الممكن أن تزعزع استقرار الإيمان في قلب المسلم.

معنى العمل بالعلم

يمكن تعريف العمل بالعلم والذي حث الدين الإسلامي عليه كالآتي:

  • اكتساب العديد من الخبرات في المجالات المختلف، فالعمل لا يتم دون علم، وكذلك العلم لا يتم دون عمل.
  • فلقد فرض الله – عز وجل- على المؤمنين تعلم دينهم، حيث إنه فضل أهل العلم كثيرًا عن البشر الآخرين.
  • كما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ذكر فضل العالم في بعض الأحاديث النبوية، فمن أشهر الحديث الشريف الذي رواه أبو الدرداء عنه – صلى الله عليه وسلم- وهو:
    • “من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا ، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ”.
  • ومن الجدير بالذكر أن العلوم تنقسم إلى نوعين وهما العلوم العامة والعلوم الشرعية، ويمكن التفرقة بينهما من خلال الاطلاع على مفهوم كل منهما وهو:
    • العلوم العامة: وهي التي تساهم في عمارة الأرض أي أنها تحقق الهدف من الحياة.
    • العلوم الشرعية: وهي المسؤولة عن النجاة من الضلال والذنوب في الدنيا ومن عذاب الآخرة، إذ إنها تنفع المسلم في الدنيا والآخرة.

العلم بالعلم عند السلف

إن السلف الصالح أدركوا أهمية العلم بالعمل وفهموا جيدًا مخاطر تركه، ومن الأدلة على ذلك:

  • قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – ” إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوني على رؤوس الخلائق فيقول لي: يا عويمر، فأقول: لبيك يا رب، فيقول: “ما عملت فيما علمت”.
  • بينما روى حسن البصري – رحمة الله عليه- أنه كان يخطب يوم الجمعة فيمن حوله من الناس الذين يحبونه ويحبهم، فإذ فجأةً أتي إليه مجموعة من الرقيق وتوسلوه بأن يتحدث عن فضل تحرير الرقاب.
  • فعندما أتت أول جمعة عقب هذا الحوار، لم يتحدث حسن البصري مطلقًا عن الأمر، وأتت الجمعة الثانية ولم يذكره أيضًا، ولكن في الجمعة الثالثة تحدث بالتفصيل عن فضل عتق رقاب المسلمين مما أدى إلى اتجاه الناس إلى عتق رقاب رقيقهم.
  • فجاء مرة أخرى الرقيق المحررون يشكرون حسن البصري، ولما سألوه عن سبب تأخره عن ذكر الأمر أخبرهم بأنه كان ينتظر أن يحصل على المال لكي يشتري هو الآخر عبدًا ويعتقه.
  • ذلك لكن لا يعد من الذين يقولون أمورًا لا ويفعلونها.

دلائل العمل بالعلم

هناك العديد من الدلائل التي أتت في القرآن الكريم والسنة النبوية تعكس أهمية العمل بالعلم، فمن أبرزها:

  • قول الله تعالى (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ) [آل عمران، 187]، ففي هذه الآية وكما ذكر السلف تحذيرًا من ترك العمل.
  • كما أنه في سورة الكهف في الآية رقم قال تعالى (… أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، وذلك ليخبر المسلمين أن العمل الصالح هو السبيل إلى لقاء الله – سبحانه وتعالى-.
  • ويُجدر بالإشارة إلى أن السنة النبوية أكدت على ضرورة العمل بالعلم إذ قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “أنه لا تزولُ قدمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يسألَ عن عمُرِه فيمَ أفناه، وعن علمِه فيمَ فعَل، وعن مالِه من أين اكتسَبه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِه فيمَ أبلاه”.
  • كذلك ذكر أبو هريرة فوائد العمل بالعلم إذ قال أبو رافع “صَلَّيْتُ مع أبِي هُرَيْرَةَ العَتَمَةَ، فَقَرَأَ: إذا السَّماءُ انْشَقَّتْ، فَسَجَدَ، فَقُلتُ له: قالَ: سَجَدْتُ خَلْفَ أبِي القاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا أزالُ أسْجُدُ بها حتَّى ألْقاهُ”.
  • والإمام أحمد – رحمه الله- قال إنه لم يكتب أي حديث للرسول – صلى الله عليه وسلم- إلا وعمل به، فمن المعروف أن في مسنده يوجد العديد من الأحاديث النبوية، ومن أبرزهم الحديث الذي أشار فيه إلى أن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- منح الحجام بعدما احتجم دينار ففعل مقله الإمام أحمد وهو ما يدل على العمل بالعلم.

ذم من يترك العمل بالعلم

ذم الله – عز وجل- وكذلك سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- كل من يترك العمل بالعلم، حيث إن هذا الأمر تجلى في العديد من الآيات القرانية وفي بعض الأحاديث النبوية كما سنبين لكم في النقاط التالية:

  • قال الله تعالى في سورة الصف (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)).
  • ففي هذه الآية نهى عن قول ما لا يمكن فعله.
  • كما أنه قال تعالى في سورة الجمعة الآية 5 (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
  • وكذلك في قصة شعيب – عليه السلام- حيث إنه قال وكما جاء في كتاب الله العزيز (مَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ).
  • ولقد روى أسامة بن زيد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال “يجاءُ بالرجُلِ يَوْمَ القيامَةِ فيُلْقَى في النارِ، فتَنْذَلِقُ أقتابُهُ، فيدورُ بها في النارِ، كما يدورُ الحمارُ برحاهُ، فيُطِيفُ بِهِ أهلُ النارِ، فيقولونَ: يا فلانُ! ما أصابَكَ؟ ألم تكنْ تأمرُنا بالمعروفِ وتنهانا عنِ المنكَرِ؟ فيقولُ: بلَى، قَدْ كنتُ آمرُكُم بالمعروفِ ولَا آتِيهِ، وأنهاكُم عَنِ المنكَرِ وآتِيهِ”.
ما الذى يتضمنه العمل بالعلم

جديد المواضيع