يتم الإشارة إلى جمع القرآن الكريم عن معنين أساسيين يتمثلان في جمع القرآن عن طريق كتابته وهو المقصود بسؤالنا عن اول من جمع القران الكريم هو الصحابي الجليل ، والمعنى الآخر هو مجاز عن حفظه، وهو ما تشير إليه الآيات الكريمة بسورة القيامة (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)، والمقصود بالآية الكريمة حفظه في الصدور وترتيله باللسان.
وقد حفظ القرآن الكريم الكثير من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، أُبي بن كعب ومعاذ بن جبل والكثير من الصحابة، من هذا المنطلق نوضح فيما يلي عبر فقرات موقع مخزن إجابة سؤالنا اول من جمع القران الكريم هو الصحابي الجليل فيما يلي.
اول من جمع القران الكريم هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، وهو واحد من الصحابة الأجلاء الذين سارعوا في دخول الإسلام بمجرد ظهوره فكان أول من دخل الإسلام من الرجال، وكان أكثر الصحابة تصديقًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويعرف أبو بكر الصديق باسم عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي.
استمرت حالة القرآن الكريم متفرقة، ومحفوظ في الصدور، ومكتوب على اللخاف والرقاع، بسبب ترقب الرسول صلى الله عليه وسلم من نزول آيات جديدة، وتم البدء في جمعه في عهد أبي بكر الصديق بسب الخلافات التي بدأ بالانتشار بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
بجانب حروب الردة التي انتشرت في عهده رضي الله عنه، وتم قتل العديد من القراء والحافظين للقرآن الكريم، فقد استشهد في معركة اليمامة وحدها ما يقارب سبعين قارئًا.
بسبب هذا الأمر خاف عمر بن الخطاب كثيرًا، فأشار على أبي بكر الصديق بجمع القرآن الكريم وكتابته خشية ضياعه، وبالرغم من أن أبي بكر في بداية الأمر نفر بفعل ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن إصرار عمر رضي الله عنه طمئن أبي بكر.
عندها كلف زيد بن ثابت بتتبع الوحي وجمعه في كتاب واحد، فبدأ زيد بن ثابت ضي الله عنه بتتبع كافة الرقاع واللخاف والعسب وما يحفظه الصحابة الأجلاء، وبدأ بالمقارنة بين ما هو محفوظ وما هو مكتوب.
لذا كان هذا أول جمع للقرآن الكريم كاملًا، واحتفظ أبي بكر الصديق بهذا المصحف حتى وفاته، ثم تواجد لدى حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
مميزات جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
تعددت المميزات التي اتسم بها جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، وأهم هذه المميزات ما يلي:
تم جمع الآيات التي اتفق عليها كافة القراء.
تم جمع ما لم تنسخ تلاوته، وتم تجريد الآيات من كل ما لم يكن من القرآن الكريم.
كتب القرآن في عهد أبي بكر الصديق بالحروف السبعة التي نزل بها القرآن.
كما كتب القرآن الكريم بالترتيب الذي نقرأه في وقتنا الحالي، ولهذا كانت كل سورة مستقلة بذاتها في مصاحف متنوعة، ثم جُمعت كلا السور في مصحف واحد.
تم تكوين لجنة مخصصة من أجل جمع القرآن الكريم، وتمثلوا في كاتبي الوحي وعدد من الصحابة على رأسهم زيد بن ثابت، وهذا لكونه من الذين شاهدوا العرضة الأخيرة للقرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا بجانب كونه واحد من كتبة الوحي.
كما وقد لاقت هذه الصحف التي جُمعت عن طريق زيد بن ثابت عناية وثقة كبيرة من الصحابة، فتم حفظها لدى أبي بكر الصديق وبعدها عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وعند استشهاد عمر بن الخطاب حفظتها ابنته حفصة رضي الله عنها، حتى طلبها منها عثمان بن عفان رضي الله عنه في خلافته لجمع القرآن مرة ثانية.
كما طلبها منها أيضًا مروان بن الحكم إلا أنها رفضت أن تعطيها إياه، واستمرت حفصة بنت عمر محتفظة بهذه الصحف المكتوبة بيد زيد بن ثابت والصحابة الأجلاء حتى توفيت، وتم إحراقها بعدها.
سبب جمع القرآن في عهد عثمان
اتسعت الرقعة الإسلامية في عهد عثمان بن عفان، وانتشر الصحابة في أنحاء البلاد يعلمون الناس القرآن الكريم، ومن هذا المنطلق ظهرت العديد من القراءات مفادها اختلاف اللهجات العربية، وعند اجتماع كل من أهل العراق وأهل الشاك من أجل غزو أرمينية وأذربيجان بدأت القراءات المختلفة في الظهور، بل وأنقر البعض ما يقومون بقراءته.
شهد هذا الخلاف حذيفة بن اليمان فأبلغ الخليفة عثمان بن عفان عن الأمر، ولهذا قام عثمان بن عفان بالإرسال إلى حفصة بنت عمر يطلب منها النسخة التي تحتفظ بها.
عدها قام بالإشارة إلى كل من سعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وزيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير بنسخها.
تم كتابة هذه النسخ اعتمادًا على لهجة قريش، وبعدها قام عثمان بن عفان بإرسال هذه النسخ إلى البحرين والكوفة والشام واليمن والبصرة، وأبقى نسخة واحدة من المصحف لديه بالمدينة المنورة.
بهذا الأمر بدأ بالقضاء على الاختلافات التي نشأت بين المسلمين، وتم الإشارة إلى المصحف الذي تم جمعه في عهد عثمان بن عفان باسم مصحف عثمان، أو المصحف الإمام.
كان الدافع الرئيسي وراء جمع أبي بكر للقرآن هو الخوف عليه من الضياع، أما في عهد عثمان بن عفان تم جمع القرآن الكريم لاختلاف القراءات واللهجات وتواجد العديد من القراء.
عدد نسخ القرآن في عهد عثمان بن عفان
تمام الإشارة إلى أرقام مختلفة تم نسخ المصحف بها في عهد عثمان بن عفان فقال البعض خمسة نسخ، وأشار البعض الآخر إلى أنها أربعة فقط، كما قبل أنها ستة نسخ أو سبعة والبعض قال بأنها ثمانية نسخ، وفينا يلي نعرض الآراء المتنوعة الخاصة بهذا الأمر:
يقول أبو عمر الداني: “أكثر العلماء على أن عثمان بن عفان رضي الله عنه لما كتب المصحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كل ناحية من النواحي بواحدة منهن، فوجه إلى الكوفة إحداهن وإلى البصرة أخرى وإلى الشام الثالثة، وأمسك عند نفسه واحدة”.
أما الأسيوطي فقد أشار إلى الاختلافات في الأمر، وقال بأن الأمر الراجح بأن عدد النصل وصل إلى خمسة نسخ رئيسية.
أما أبي داود فقد روي عن أبي حاتم السجستاني قائلًا بأن عثمان بن عفان جمع القرآن الكريم وكتب منه سبعة نسخ واحدة منهم تم إرسالها إلى مكة، وواحدة إلى الشام، وأخرى إلى اليمن، بجانب إرسال نسخ إلى البحرين والبصرة والكوفة، وواحدة احتفظ بها في المدينة المنورة.
أما الرأي الراجح بين العلماء فأشار إلى أنها ستة نسخ، أما المؤرخين القدماء والمحدثين فأشاروا إلى أنها أربعة نسخ تتواجد في المدينة ودمشق والبصرة والكوفة، والاختلاف وقع على النسخ التي تم توجيهها إلى البحرين واليمن ومكة ومصر.
أما المصاحف التي تم نسخها فكتبت جميعًا على ورق الكاغد، وهو عبارة عن أوراق رقيقة مسطحة يتم صناعتها من لب الأوراق التي تنتج عن ضغط سيليلوزية ألياف الخضروات، وقيل بأن السنخة التي خص بها عثمان نفسه تم كتابتها على ورق الغزال.
