ابحث عن أي موضوع يهمك
يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على إجابة سؤال ما إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صام العشر من ذي الحجة أم لا وفقاً لما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ومن ثم تكمن الإجابة في أن للشيخ ابن عثيمين قال ما يلي:
ويجب أن ننوه أنه لا يمكن للمسلمين صيام الأيام القمرية من شهر ذي الحجة حيث يكون اليوم الثالث عشر من أيام التشريق التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها الصوم.
يكون للعشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة فضل كبير، حيث تتضمن يوم عرفة ويوم النحر ” أول أيام عيد الأضحى المبارك”، ومن ثم يكثر المسلمون في هذه الأيام من الصيام والذكر والاستغفار والدعاء، وإخراج الصدقات، ومن خلال السطور التالية نذكر فضل عشر ذي الحجة من وفقاً لما قاله الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه:
عشر ذي الحجة تبتدئ من دخول شهر ذي الحجة، وتنتهي بيوم عيد النحر، والعمل فيها قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ أحب إلى الله من هذه الأيام العشر» قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلاً خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء» وعلى هذا، فإني أحث إخواني المسلمين على اغتنام هذه الفرصة العظيمة، وأن يكثروا في عشر ذي الحجة من الأعمال الصالحة؛ كقراءة القرآن، والذكر بأنواعه من تكبير وتهليل وتحميد وتسبيح، والصدقة والصيام، وكل الأعمال الصالحة اجتهد فيها.
تعد عشر ذي الحجة من أفضل الأيام عند الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يتسارع المسلمين على القيام بالأعمال الصالحة التي تزيد من تقرب العبد لربه، ومن خلال النقاط التالية نذكر أهم الأعمال المستحب فعلها في عشر ذي الحجة:
يستحب في هذه الأيام، وفي عموم الأيام أيضاً قضاء الصلاة في وقتها، والالتزام بأداء النوافل التي تزيد من تقرب الفرد المسلم من الله -سبحانه وتعالى-، والدليل على ضرورة الالتزام بذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف الذي رواه “ثوبان وأبو الدرداء -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “- عليك بكثرةِ السجودِ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً، وحط بها عنك خطيئةً”.
حيث يستحب أن يصوم الفرد المسلم هذه اليام، لأن الصيام من أفضل الأعمال عند الله سبحانه وتعالى، حيث يتم الاستناد في أن الصيام من أفضل العبادات ما جاء في الحديث الشريف “6 – أنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ زَوْجَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ مِن كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟ قالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ لَهَا: مِن أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كانَ يَصُومُ؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِن أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ”.
يكثر المسلمون في هذه الأيام من التكبير والتهليل والتحميد تعظيماً وإجلالاً لعشر ذي الحجة، والدليل على ذلك ما جاء في السُنة النبوية، حيث روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال” – ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ”.
يعد يوم عرفة من أعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى، ويثاب الفرد المسلم على صيام هذا اليوم الذي يوافق اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، حيث يعد صيام هذا اليوم بمثابة تكفير لذنوب عام مضى وعام مقبل، بمعنى أن يتم تكفير جميع الذنوب صغيرها وكبيرها التي يقع فيها المسلم، والدليل على ذلك ما قاله رسول الله صلى عليه وسلم، حيث روى أبو قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله قال “- صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”.
يود الكثير من النساء في الأمة الإسلامية التعرف على الحكم الشرعي في أمر صيام يوم من ما فاتهن من رمضان في يوم عرفة، ويكون هذا الصيام جامع النيتين، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه علماء الإسلام أجمعوا أن هذا الأمر جائز، حيث قالوا أنه لا حرج في جمع نية الصيام ما بين قضاء رمضان ونية صيام أيام عشر ذي الحجة، بما فيها يوم عرفة، ومن خلال النقاط التالية نذكر أقوال علماء الأمة في صيام عرفة بنية القضاء وعرفه:
يعد صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من الأمور المستحبة في الإسلام، فيكون صوم يوم عرفة من الأعمال المستحبة؛ ومن ثم فلا تكون فرض وإنما هي سنة، فلا يقع حرج على المفطر في هذا اليوم، ولكن يستحب صيامه حتى ينال العبد تكفير الذنوب التي ارتكابها.