ابحث عن أي موضوع يهمك
هل الخوف من العدو طبيعي أم لا ؟ ، فمُنذ أن أوجد الله -عز وجل- الخليقة على وجه الأرض وقد وضع في الإنسان العديد من المشاعر الإنسانية المختلفة ما بين الفرح، السعادة، القلق، الخوف، الرغبة وغيرها العديد، لذا فإن الخوف هو فطرة إنسانية سليمة تتواجد بدرجات مختلفة ما بين كل شخص وآخر، بحيثُ يكون الخوف بمعدل طبيعي ومقبول لدى البعض، بينما الآخرون يزيد خوفهم عن الحد الطبيعي ليتحول إلى خوف مرضي مبالغ فيه سواء كان خوفاً من المستقبل، خوف من الأهل، أو من أي شيء قد يواجه المرء في حياته.
وفيما يتعلق بسؤال هل الخوف من العدو طبيعي أم لا ؟ ، فنعم، يُعد الخوف من العدو أمراً طبيعياً وهي عبارة صحيحة وجائزة ولا ريب فيه، فالإنسان يحق له الخشية من أي شيء قد يصيبه بالسوء أو الأذى، فالخوف هو الخشية والقلق من كل ما يؤذي المرء، كالخوف من العدو أو الخوف من الأهل، الخوف من الرسوب في الاختبارات، الخوف من الغرق في المياه، الخوف من الفشل في الزواج أو العمل.
فأي من الخوف السابق هو أحد أنواع الخوف الطبيعية والتقليدية التي يشعر بها غالبية الأشخاص في حياتهم، إلا أن البعض قد يشعرون بخوف مبالغ فيه يصل إلى حد التركيز والقل المرضي، بحيثُ يكون الإنسان خائفاً من شيء لا داعي له كأن يخاف من أي شخص آخر، الخوف من المرض والحرص بشكل مبالغ، الخوف من المستقبل واتخاذ أي قرار مصيري في الحياة مثل الخوف من تغيير مجال العمل، الخوف من الإقدام على خطوة الزواج وتكوين عائلة.
إن الخوف من الله ـ عز وجل ـ من العبادات المحمودة وهو أمراً طيباً، فالإنسان التقي الذي يخشى الله عز وجل يبتعد عن فعل أي شيء قد يُغضب الله ولا يمارس أي من المحرمات، بل يسارع إلى أداء الطاعات والعبادات والواجبات الدينية على أتم وجه، ليكون من قيّمه الأساسية الالتزام بكافة أوامر ونواهي الله ـ عز وجل ـ وهو أمر محمود لا يعود على المجتمع سوى بالصلاح والتقوى والتقدم في شتى المجالات.
هناك العديد من الأسباب التب تدفع الإنسان إلى الشعور بالخوف، والتي تتمثل أبرزها في:
الخوف أنواع، فمنه ما يخاف منه الإنسان بطبيعته مثل الخوف مما يُسبب الأذي، كأن يخاف الإنسان مما يُسبب به الضرر من الجن والإنس والحيوانات المفترسة وغيرها، وهذا خوف جائز ولا شك فيه ولا علاقة له بالشرك بالله ـ عز وجل ـ وقد شعر به بعض الأنبياء مثلما جاء عن نبي الله موسى في سورة الشعراء :(فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ).
ومنه النوع الآخر غير الجائز الذي يتمثل في التذلل والخضوع واعتقاد النفع والضر في شيء غير الله تعالى، فهذا الشرك مُحرم وغير جائز ويُعد من الشرك الأكبر، وذلك ما جاء تأكيداً عليه في قول الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- (والخوف أقسام، فمنه خوف التذلل والتعظيم والخضوع.. وهو ما يسمى بخوف السر، وهذا لا يصلح إلا لله تعالى، فمن أشرك فيه مع الله غيره فهو مشرك شركا أكبر، وذلك مثل أن يخاف من الأصنام والأموات، أو من يزعمونهم أولياء ويعتقدون نفعهم وضرهم، كما يفعل بعض عباد القبور…).
يُقصد بخوف العبادة هو ذلك الخوف الذي لا يكون سوى من الله -عز وجل- ولا يجوز أن يكون لأي من المخلوقات، وهو خوف إيجابي يدفع المرء لأداء كل ما هو صالح وتجنب المنكرات والمعاصي حيثُ قال الله ـ عز وجل ـ في القرآن الكريم : (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، وقد أطلق أهل العلم على خوف العبادة بأنه ( خوف السر الذي يتقرب به العبد من خالقه الله ـ عز وجل ـ ) وذلك من خلال استحضار وجود الله تعالى في كل وقت وحين مما يدفع المرء لتجنب ما يُغضب الله .
وينقسم خوف العبادة إلى قسمين أولهما ما هو خوف مستحب واجب، وهو ذلك الشعور الذي يدفع صاحبه للامتناع عن الكبائر، ويجعل المرء ذا همة ونشاط في أداء الطاعات والسُنن والنوافل والتقرب من الله -عز وجل-، والقسم الثاني هو الخوف المنهي عنه، وهو خوف العبادة الذي يدفع المرء للابتعاد عن الطاعات مثل خوف الرجل من تلبية واجب الجهاد في سبيل الله خوفاً من العدو، أو خوف المرء المقعد من أداء فرائض الله – عز وجل – التي فرضها على المسلمين.
هناك العديد من الوسائل الفعالة في القضاء على مشاعر الخوف والقلق الزائد خاصةً الخوف غير المبرر، والتي تتمثل في: