ابحث عن أي موضوع يهمك
نعرض لكم في مخزن إجابة سؤال ما هو البيت المعمور الوارد ذكره في القرآن الكريم سورة الطور الآية الرابعة في قوله تعالى (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)، وهو البيت الذي جعله الله تعالى مكافئاً للكعبة وهي البيت الحرام ولكنه لا يقع على الأرض مثل الكعبة، ولكنه في السماء تطوف الملائكة حوله، وفي اليوم الواحد يدخل إليه سبعون ألف ملك من الملائكة لا يرجعون أبداً منه.
عن محمد بن صالح العثيمن فقال عنه (أن البيت المعمور بحيال الكعبة)، وذلك القول يحتمل اثنان من المعاني أولهما أنه قد يكون أعلى الكعبة وفوقها، أما المعنى الثاني فقد يكون أن الكعبة بنيت على هيئته، ومثلما عمرها أهل الأرض من البشر عمر الملائكة وهم أهل السماء البيت المعمور الذي هو في الوقت ذاته حيال العرش أي أنه أسفله وعلى استقامةٍ منه، فهو مسجد أهل السماء ومقصدهم للصلاة والتعبد لله جل وعلا.
ورد في الحديث أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد صعد في حادثة الإسراء والمعراج إلى السماء وحين شاهده سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على ذلك البيت فأجابه حول اسمه وأخبره عن الملائكة التي تدخل إليه ولا تخرج منه.
في الحديث الشريف ورد ذكر البيت المعمور حيث قال الحبيب المصطفى (ي الحديث الشريف فأخرجه الطبري عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « البيت المعمور مسجد في السماء بحذاء الكعبة لو خر لخر عليها يدخله سبعون ألف ملك كلّ يوم إذا خرجوا منه لم يعودوا)، أخرجه الطبري عن قتادة.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (والبيت المعمور هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثمّ لا يعودون إليه)، أخرجه الطبريّ.
يقع البيت المعمور في السماء السابعة وهو أبعد من كل ما قد تراه العين المجردة أو أي تلسكوبات مهما بلغت حداثتها، وهو قريب من الكعبة المشرفة في الشبه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسم في وصفه (حيال الكعبة تماماً حتى لو خرَّ لخرَّ فوقها).
وقد ذكر النبي الكريم أن هناك ستة أرضين تحت الكعبة وسبع سماوات فوقها، وفي موضع آخر قال رسول الله (يا معشر أهل مكة إنكم بحذاء وسط السماء)، وقد ود في كل من صحيح البخاري والحديث الذي أتى به ذكر يوم الإسراء والمعراج روايتان وهما:
- الرواية الأولى: عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن البيت المعمور (فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ).
- الرواية الثانية: (ثم رُفِعَ لِيَ البيتُ المَعْمُور، يدخلُه كلَّ يَومٍٍ سَبْعُونَ ألف مَلَك).
ورد القسم بالبيت المعمور في القرآن الكريم بسورة الطور والتي تعد دلالة قاطعة على أن حادثة الإسراء والمعراج هي حق وحدوثها صدق لا جدال فيه ولا تشكيك، إذ أن الله تعالى قد أسرى بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلاً.
ثم عرج بالرسول على ظهر دابة عرفت باسم البراق متجهاً به إلى السماوات السبع، وعقب تجاوز النبي الكريم سابع سماء رأى بيتاً به ملائكة يطوفون ويتعبدّون مثلما يطوف أهل الأرض من البشر حول الكعبة المشرفة، ثم رأى الرسول صلى الله عليه وسلم النبي إبراهيم عليه السلام مستنداً بظهره إلى البيت المعمور، وقد نال إبراهيم عليه السلام تلك المرتبة لبنائه الكعبة المشرفة على الأرض.
ذكر علماء الإسلام أن الكعبة المشرفة هي مركز الكون بكامله، ولا تعد مركز الأرض وحدها ومن بين الأسماء التي أطلقت على الكعبة البيت المعمور حيث يعمره أهل الأرض لزيارتهم إليه طوال العام من كل حدب وصوب، ولكن البيت المعمور الوارد ذكره في سورة الطور هو قسم الله بالبيت الواقع بالسماء السابعة الذي يزوره أهل السماء.
وللكعبة المشرفة مكانة عظيمة في الدين الإسلامي وعند المسلمين وبها ماء زمزم والحجر الأسود، وقد ورد أن العلماء الأجانب حاولوا كثيراً فهم ما تركيب ذلك الحجر ولكن النتيجة التي قد توصلوا إليها من خلال أبحاثهم ودراساتهم أن الحجر الاسود لا يوجد مثله بديل أو شبيه على الأرض.
وقد ثبت علمياً أن الطواف حول الكعبة لذي يتم عكس اتحاه دوران عقارب الساعة يترتب عليه تجمع الطاقة الإيجابية بالجسم ومن ثم خروج الطاقة السلبية وهو ما يعود إلى الارتباط الوثيق بالخالق سبحانه، إذ أنه بكل مرحلة بالطواف فإن المؤمن يرتقي درجة حتى يبلغ السماء السابعة.
وبالفعل قد ذكر الكثيرون أنهم عقب الانتهاء من الطواف حول السماء يشعرون بطمأنينة وراحة لا مثيل ولا وصف لها، والتي قد تم بنائها على يد النبي إبراهيم وابنه اسماعيل عليهم السلام، وهو أقدس مكان وموضع على الأرض.
وبذلك نكون قد أجبنا في مخزن حول التساؤل الذي يتردد من قبل بعض المسلمين والقائل ما هو البيت المعمور ذلك البيت العظيم في السماء الذي يتوجه إليه الملائكة يطوفون ويصلون ويتعبدون لله تعالى والذين ورد أن عددهم يبلغ نحو سبعون ألف ملك لا يخرجون منه أبداً.