في كافة الأديان السماوية تعتبر الصلاة هي الواصل الأساسي بين العبد ربه، فهي الطريقة التي يناجي بها العبد الله عز وجل، وأعطى الدين الإسلامي الصلاة مكانة عالية للغاية، فجعلها عماد الدين وأساسه، وهي أول العبادات التي تم فرضها على المسلمين، وأول ما يحاسب العبد عليه يوم القيامة، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “بُني الإسلام على خمسْ: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً”
تتكون الصلاة المفروضة على المسلمين من خمسة فرائض أساسية تتمثل في الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، ومن هذا المنطلق يأتي التساؤل الخاص بنا ماذا تسمى الصلاة التي تجبر النقص الواقع في صلاة الفريضة ، وهو ما نوضح إجابته عبر الفقرات التالية لموقع مخزن فيما يلي.
ماذا تسمى الصلاة التي تجبر النقص الواقع في صلاة الفريضة
إجابةً على سؤال ماذا تسمى الصلاة التي تجبر النقص الواقع في صلاة الفريضة نشير إلى النافلة أو السنن، وهذا ما تم الإجماع عليه من قبل علماء وفقهاء المسلمين جميعًا، صلاة النافلة هي كل الصلوات التي تم ثبوتها في الشريعة الإسلامية، ولكنها لم تفرض من الله عز وجل، وأفضل النوافل المعروفة هي السنن المؤكدة التي تتلي الفروض أو تسبقها، ويتمثل تعريف صلاة النافلة فيما يلي:
تم الإشارة صلاة النافلة بكونها كافة الصلوات التي تكون زائدة عن الصلوات المفروضة، وهذا وفقًا لما جاء من علماء الدين واجتمعوا عليه، فالصلوات تنقسم إلى قسمين رئيسيين لا ثالث لهما يتمثلان في صلاة الفرض، والنوافل.
أما صلوات الفرض فهي خمس صلوات أساسية فرضت على كافة المسلمين وهي الأساس في صحة دين العبد وتركها كبيرة من الكبائر، وتتمثل في صلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، بجانب صلاة الجنازة والتي تعد من فروض الكفاية، بجانب الصلاة المنذورة.
أما صلوات النفل فهي الإجابة الأساسية على سؤال ماذا تسمى الصلاة التي تجبر النقص الواقع في صلاة الفريضة، وهي كل الصلوات التي يمكن صلاتها زائدة عن الفريضة، وتحمل دليل شرعي على صحتها.
سبب التسمية وراء صلاة النافلة
بإجابة سؤال ماذا تسمى الصلاة التي تجبر النقص الواقع في صلاة الفريضة، بأنها صلاة النوافل ، يمكن التساؤل بشأن التسمية الخاصة بصلوات النوافل، وتتمثل أسباب ومعنى مصطلح صلاة النافلة على سنن الرواتب لما يلي:
تتكون صلوات النوافل من لفظين أساسيين يتمثلان في صلة ونافلة، ومعنى الاصطلاحي للصلاة يشير إلى كافة الأفعال والأقوال التي تكون بدايتها التكبير، وتنتهي بالتسليم، ولابد من القيام بها لوجه الله عز وجل دون غيره.
أما النافلة فتأتي من النفل أو ما يشير إلى الزيادة وبالشرع تعني الزائد عن الفرض المطلق.
تم إطلاق على صلاة النافلة العديد كم الألقاب المتنوعة الأخرى مثل: صلاة التطوع، صلاة المسنون، صلاة المستحب، وهو المعنى ذاته لدى كافة الفقهاء، عدا الخليفة أبي حنيفة الذي فرق بين الفرائض والنوافل بتوسع.
حدد سنن الرواتب القبلية والبعديه
صلوات النوافل تعتبر من السنن المؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، خاصةً الصلوات السابقة والتالية للفروض، أما عن تركهم فلا يعد من الذنوب التي يأثم الفرد عليها وهذا لما جاء من حديث شريف برواية طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قائلًا: “جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول ، حتى دنا فإذا هو يسأل عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس صلوات في اليوم والليلة . فقال هل علي غيرها؟ قال: لا إلا أن تطَّوع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وصيام رمضان . قال هل علي غيره ؟ قال لا إلا أن تطَّوع . قال : وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة ، قال هل علي غيرها؟ قال لا إلا أن تطَّوع، قال فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق”.
بهذا فإن النوافل واحدة من الأمور التي ترفع مكانة العبد، وتزيد من ثوابه، ولكن تركها لا يعد من النوب التي يأثم عليها، وإذا التزم العبد بالفروض التي وضحها الحديث السابق فقد أفلح، ومع هذا فمن الأفضل السعي لصلاة السنن والنوافل والتقرب إلى الله عز وجل بها.
من المستحب الحفاظ على السنن التي داون عليها النبي صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، والتي تم تأكيدها من بعده.
يطلق على السنن التي ترتبط بالفروض السنن القبلية والبعدية للصلوات، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم بأداء السنن قبل الفروض أو بعدها، والسنن التي تم تحديدها من قبل الفقهاء ما يلي:
ركعتي الفجر، قبل صلاة الصبح، وتعد واحدة من السنن المؤكدة، التي لم يتركها الرسول صلى الله عله في كافة الظروف، فهما ركعتين خير من الدنيا وما فيها
أربع ركات قبل صلاة الظهر، وهي من السنن القبلية غير المؤكدة، وركعتين بعد صلاة الظهر.
ركعتين بعد صلاة المغرب.
ركعتين بعد صلاة العشاء.
فضل صلاة السنن والنوافل
بعد الإشارة إلى إجابة سؤال موضوعنا ماذا تسمى الصلاة التي تجبر النقص الواقع في صلاة الفريضة بكونها صلاة النافلة، فتتعدد الفضائل التي تعود من المحافظة على سنن الرواتب، والنوافل بشكل يومي، وتساعد بشكل كبير في التقرب من الله عز وجل، وتتمثل فضائل صلاة السنن والنوافل فيما يلي:
تجبر النقص الذي يحدث في الفروض، وهذا ما ورد في سنن بن ماجه والترميزي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك“.
كما أن المحافظة على السنن واحدة من الطرق التي من خلالها يتم الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
كما تتسبب صلوات النوافل في رفعة مكانة العبد في الجنان، فعند سؤال واحد من الصحابة الأجلاء الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأعمال المساهمة في دخول الجنة أجاب بكثرة السجود، والتي تسبب في تخط الخطايا أيضًا.
تساهم بشكل كبير على الأنس بالعبادة والاستعداد النفسي لها، فمن الممكن أن تكون السنن من المقدمات التي تساهم بشكل كبير في التركيز في الفروض.
كما تعد واحدة من أسباب بناء بيت في الجنة، وهذا لمن يحافظ على صلاة اثني عشر ركعة يوميًا، وهم ما وضحناهم سابقًا.
تساعد النوافل في التقرب من الله عز وجل والدعاء له ليل نهار بشكل كبير، كما أنها واحدة من الطرق التي تزيد من مناجاة العبد لربه والسجود بكثرة.