تعتبر قصص المتعافين من وسواس الموت واحدة من أكثر أنواع القصص المنتشرة في العالم، وهذا بسبب انتشار وسواس الخوف من الموت بين العديد من الأشخاص، أو ما يطلق عليه الخوف من الأمراض فغالبًا ما يبدأ وسواس الخوف من الموت كنتيجة طبيعية للخوف من الأمراض الخطيرة التي تسبب سيطرة الأفكار السوداوية على العقل والقلوب لدى البعض، والخوف من الموت من الأمور الطبيعية التي تصيب جميع البشر، ولكن المبالغة في الأمر وحدوث ردود الأفعال المبالغ بها هو ما يطلق عليه الوسواس، وعبر الفقرات التالية لموقع مخزن سنقوم بعرض القصص المتنوعة للمتعافين من هذا الوسواس.
هناك عدد ليس بقليل من الأشخاص أصيبوا بوسواس الموت ومن الممكن أن يكون متواجدين حولك دون شعور بهم وفقًا للمرحلة التي وصلوا بها من الخوف، والكثيرين من هؤلاء الأشخاص تمكنوا من مقاومة الأمر والتخلص منه بمساعدة المختصين، فهو واحد من الأمراض النفسية التي تصيب الإنسان ويمكن علاجه مع الاهتمام والمتابعة.
سماع قصص المتعافين من وسواس الموت واحد من الأمور التي تساعد المصابين بهذا المرض من التخلص منه وأخذ خبرة كافية لمواجهته.
أو تعطي هذه القصص الخبرة الكافية التي تسمح للفرد بالتعامل مع الآخرين أو الأقرباء والأصدقاء الذين يعانون من هذا الأمر، كما تحد من الإصابة به، ومن هذه القصص نذكر ما يلي.
قصة رجل متعافي من وسواس الموت
بحكي أحد المتعافين من المرض، بأنه كان دائم الخوف من الموت لدرجة تمنعه من التواجد في الأماكن التي تذكره بالموت، وقد وصل به الأمر لعدم القدرة على ممارسة حياته الطبيعية بسبب تأثير هذا الوسواس عليه.
كما أشار الراوي إلى أنه عانى من الأمر لمدة طويلة، وحاول بشتى الطرق التخلص من الأمر معتمدًا على الأعشاب الطبيعية، والطرق التقليدية، ولكن دون جدوى، وفي النهاية قرر التوجه إلى الطبيب المختص من أجل بدء رحلة العلاج من هذا الوسواس وهو الأمر الذي ساعدته بشكل كبير في الوصول إلى تمام المعافاة.
بدأ الطبيب رحلة علاجه مع المريض بالحديث عن الأمور الدينة وكيف بأن الموت علينا حق، وكيف أنه الحقيقة الوحيدة التي يهرب منها الجميع، وأن الخوف من الموت أمر طبيعي ولكن لا يجب المبالغة به طالما يعيش الإنسان في كنف رحمة المولى عز وجل.
بعدها وصف الطبيب أنواع محددة من العلاج التي تخطي المرض وتقلق من أعراض القلق المصاحب لهذا الوسواس، والاضطرابات المتنوعة الأخرى من امتناع عن النوم، أو الاكتئاب المفرط.
كما أشار إليه طبييه بضرورة ممارسة الحياة بشكل طبيعي، والحرص على ممارسة الرياضة، ويقول من يقص الأمر بأن ممارسته للرياضة من الأمور الهامة التي ساعدته على تخطب الأمر، ومع مرور الوقت أكد الطبيب بأنه قد شفي من هذا الوسواس بنسبة مقدرة بحوالي 90% .
بمجرد تخطي المريض هذه العقبة من حياته استطاع ممارسة نشاطاته اليومية بشكل طبيعي من جديد، بجانب تكوينه لصداقات متنوعة ، وتمكن من الحفاظ على العبادات المتنوعة من صلاة وصيام بشكل أفضل.
قصة امرأة مغتربة أصيبت بوسواس الموت
بجانب القصة التي عرضنها سابقًا هناك العديد من القصص المتنوعة الأخرى التي تظهر مخاطر الأمر والقدرة على تخطيه والقضاء عليه بمساعدة من الأشخاص المقربين والأطباء المختصين في علاج الأمراض النفسية المتنوعة، ومن ضمن هذه القصص نروي القصة التالية على لسان فتاة جامعية فتقول:
لقد نشأت وتربيت ببيئة مسالمة ومحافظة، وقد نضجت بجوار أهلي وأصدقائي في بيئة مليئة بالحب والمودة وكنا بغربة بعيدًا عن وطننا الأصلي، وفي أحد الأيام جاءنا خبر وفاة والدي رحمه الله.
منذ أن سمعت الخبر تغيرت بداخلي الكثير من المشاعر والأحاسيس، وبدأ أشعر بالذعر من الموت أو من ذكر أمره والتواجد بالأماكن التي تظهر ذكراه، أصبحت كل الأمور بحياتي سوداوية ونظرتي لكافة الأمور أصبحت تشاؤمية وسلبية بشكل كبير.
لم أعد أستمع إلى صوت أحد دون الشعور بأن سيخبرني خبر موتي القريب أو خبر موت أحد أقربائي، واستمرت هذه الحالة ملازمة لي لوقت طويل للغاية، وفي النهاية استمعت لنصيحة واحدة من أصدقائي كانت قد تعافت من مشكلة مشابه لما مررت به، وذهبت إلى طبيبة نفسية مختصة.
بعد أن ذهب إلى الطبيبة وبدأت بالتحدث معها وإظهار ما بداخلي من مشاعر وأفكار متنوعة بدأت أشعر بالتحسن من جلية لأخرى، بجانب محافظتي على العلاجات التي وصفتها لي الطبيبة.
منذ حوالي ستة أشهر بدأت استرد حياتي الطبيعة وأقوم بممارسة نشاطاتي اليومية المتنوعة بشكل مريح دون خوف، وبدأت في تقبل فكرة الموت وأنه أمر لا مفر منه وأصبحت حاليًا متزنة وذات مشاعر سوية.
أعراض وسواس الخوف من الموت
وسواس الموت هو الإفراط والمبالغة في الخوف والقلق من الموت والتفكير به طوال الوقت، ومن الممكن القول بأنه متفرع أو مشابهة لمرض الوسواس القهري الذي يتمثل في أفكار متكررة تأتي إلى ذهب الفرد فتمنعه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، وبهذه الحالات يكون تفكير الإنسان دائمًا متعلق بالموت ويبدأ بربط كافة الأحداث باقتراب أجله، ومن أجل التخلص من هذا المرض لابد من الاستعانة بأطباء نفسيين مختصين، ومن أعراض وعلامات الإصابة بوسواس الموت ما يلي:
الشعور الدائم الخوف لدرجة الهلع والضيق والقلق المستمر، وتعتبر هذه الأعراض هي الأعراض الأساسية والرئيسية لهذا المرض، وكنتيجة لها يبدأ المريض في الشعور بالوحدة.
من أعراض الوسواس القهري عامةً والخوف من الموت خاصةً عدم القدرة على السيطرة على النفس أو السيطرة على الأفكار التي تأتي إلى ذهنه، ويبدأ بالانشغال بالآلام الجسدية التي تصيبه بشكل مبالغ به، وتبدأ بعض الأعراض تظهر بسبب الإفراط في التفكير والخوف وما هي إلا أعراض نفسية لا تملك سبب ملموس مثل:
تسارع في نبضات القلب.
عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
التشتت الدائم وعدم القدرة على التركيز أو الحركة وقد يصل الأمر إلى فقدان القدرة على النطق أو الحديث بشكل طبيعي.
هناك بعض الأعراض الجسدية الأخرى والمتمثلة في آلام البطن والصداع والتعرق بشكل مفرط والدوار.
اضطرابات مزاجية واختلاط من مشاعر متفرقة سواء حزن أو فرح وقلق وخوف من أبسط الأمور.
أسباب الإصابة بمرض وسواس الموت
كغيره من الأمراض هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى ظهوره، وتختلف العوامل التي تسبب الإصابة بوسواس الموت والخوف منه بشكل مبالغ فيه، وهذا ما يمكن استنتاجه بشكل واضح عن الإطلاع على قصص المتعافين من وسواس الموت، وغالبًا ما تتعلق هذه العوامل ببعض المواقف والأمور التي تسبب مشاعر الخوف والهلع، وتتمثل هذه العوامل فيما يلي:
من الممكن أن يكون الأمر ناتج من الخوف المبالغ فيه أو الإفراط في التفكير بشأن الحياة ما بعد الموت أو العذاب الذي سيصيب المذنبين بعد موتهم، وكيف سيكون مصير الفرد بعد موته هل إلى الجنة والرحمة أم إلى عذاب أليم.
من الممكن أن ينتج الأمر كنتيجة لفقد الأقارب والأحباب والأصدقاء، فتبدأ الصدمة العاطفية الناتجة من الأمر إلى هلع وخوف وسواس من الموت.
التفكير في القبر وعذابه، وسماع القصص عن عذاب القبر وفتنته، وغالبًا ما يكون الأمر مرتبط ببعد الفرد عن العبادات والطاعات التي تكفيه شر هذه الأمور.
من الأسباب والعوامل الرئيسية لهذا الأمر إصابة الفرد بمريض خطير لا علاج له أو يصعب علاجه والإحساس باقتراب الأجل.
بعض الأمراض النفسية والعقلية، والتعرض للعديد من الصدمات العاطفية والعصبية واحدة العوامل التي تسبب الإصابة بمرض الوسواس من الموت.
بهذا نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد أن عرضنا نماذج من قصص المتعافين من وسواس الموت ، وفي النهاية نشير إلى أن هذا المرض غالبًا ما يتم التخلص منه عن طريق الأدوية الكيميائية بإشراف من الطبيب والعلاجات الاجتماعية السلوكية، والتقرب من الله عز وجل.