مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

بواسطة: نشر في: 7 مارس، 2022
مخزن

يقول الله تعالى في سورة التوبة بالآية التاسعة والخمسين: “وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ“، وتضمن هذه الآية الكرمة العديد من التعاليم الدينية والآداب العظيمة، كما تحمل سر عظيم يساهم في تيسير أمور الحياة، ومن هذا المنطلق نوضح عب الفقرات التالية تفسير الآية الكريمة، والمقصود بعبارة حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله من خلال موقع مخزن فيما يلي.

حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

يشير قوله تعالى “حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ” إلى واحد من أفضل الأمور التي من خلالها يتم تعظيم المولى عز وجل، ألا وهو الرضا والتوكل عليه عز وجل في كافة أمور الحياة، والرغبة التامة في التوفيق والاستعانة بالله عز وجل والامتثال لأوامره.

  • من المهم الإشارة إلى أن العبارة السابقة هي جزء من الآية الكريمة الواردة في سورة التوبة، ولا تنتمي إلى قسم الدعاء، ومع هذا فلا ضرر من الاستعانة بها كدعاء والاستعانة بالله عز وجل.
  • يقول ابن باز بهذا الشأن بأنه ما دعا واستخدم هذا الجزء من الآية أبدًا إلى يسر الله له كل عسير، وكان يقول هذه العبارة بعد التشهد.
  • أما الآية الكريمة فهي من الآيات التي نزلت في المنافقين، وهذا لقوله تعالى بسورة التوبة: “وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59)”.
  • كان المقصود من الآية إخبار المنافقين، أو الراغبين في نيل محاسن الدنيا فحسب أنهم إذا رضو في تقديرات ورزق الله عز وجل فسيأتيهم الله عز وجل من فضله.
  • من الأمور الأساسية التي تشير إليها الآية الكريمة هي الرضا بقضاء المولى عز وجل، والتوكل عليه في كافة أمور الحياة كما وضحنا، فالمؤمنون حقًا دائمًا ما يتوكلون على الله عز وجل، ومن الممكن القول بهذا الشأن بأن صحة الإيمان تعتمد وترتبط بشكل كبير على التوكل، ومن الجدير بالذكر بأن التوكل والاعتماد على غير الله هو واحد من أشكال الشرك.
  • كما قد أشار المولى عز وجل في العديد من الآيات القرآنية بين التوكل والعبادة، وهذا من أجل تأكيد بأن التوكل هو شكل من أشكال العبادة.

معنى حسبي الله

حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

تشير عبارة سبي الله ونعم الوكيل إلى معنى عظيم، فهي إشارة واضحة إلى أن المولى عز وجل هو الكافي، وهو الخالق سبحانه وتعالى الذي يكفي العبد عن كل ما أهمه وأصابه، وهو من يرد المظالم، ويمنع المخاطر ويرزق العبد، والمعنى بشكل مفصل لعبارة حسبي الله ونعم الوكيل نوضحه عبر النقاط التالية.

  • قول حسبي الله يشير إلى أن الكفاية والتوكل يختص به المولى عز وجل، وأن الفرد يؤمن بعظيم قدر الله عز وجل.
  • أما قول ونعم الوكيل فهو ما يشير إلى الثناء على المولى عز وجل، وإشارة إلى أن الله هو القائم بكافة أمور حياتنا، والمصالح المواجهة لنا، وأن التوكل عليه هو الكفاية، وأن لا ملجأ منه إليه إليه.
  • تقال هذه العبارة في الكثير من المواقف المتنوعة، وغالبًا ما تقال في المواقف التي يصاحبها الخوف والقلق والكرب، والشعور بالظلم.
  • تحمل هذه العبارة العديد من الفضائل المتنوعة والمتمثلة فيما يلي:
    • الكفاية بالله عز وجل عن الدنيا.
    • اطمئنان القلب والإلمام بألا أمر ولا ملجأ في هذه الدنيا إلا إلى الله عز وجل.
    • هي عبارة تستخدم لكفاية الشر والظلم من البشر.

معنى حسبي الله ونعم الوكيل لدى الأئمة

  • أشار إمام المسلمين ابن تيمية عن المعنى الخاص بهذه العبارة، ويرى بأنها عبارة معبرة على أن المولى عز وجل وحده الكافي لهذه الدنيا، وهو وحده القادر المقتدر على كافة أمور الحياة.
  • أما الشيخ ابن عثيمين فيشير إلى أنها تعني بأن الخالق عز وجل هو الكافي والذي يقوينا على مهامنا، وبقدرته تفرج همومنا، وهو المولى والنصير وحده لا شريك له.

التوكل على الله عز وجل

حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

كما وضحنا من قبل فإن هذا الجزء من الآية الكريمة يشير إلى ضرورة التوكل على الله عز وجل والرضا ما يأتي به، فهو عالم الخير عز وجل، وبيده ملكوت السموات والأرض، ومن أجل إتمام التوكل على الله عز وجل هناك بعض الأمور التي لابد من إتمامها من قبل الإنسان، وتتضمن هذه الأمور ما يلي:

  • الإيمان بالقدر خيره وشره: والإيمان بالقدر واحد من أركان الإيمان الأساسية التي تحقق إسلام وإيمان العبد، ومن خلال الإيمان بالقدر يرضى الإنسان ويطمئن قلبه للحكمة الخفية الكامنة وراء قدر المولى عز وجل، والقدر من الأمور المدرجة باللوح المحفوظ.
  • الاستعانة بالله عز وجل وتفويض الأمور إليه: فالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة دائمًا ما يظهرون بأن كافة الأمور بيد المولى عز وجل فهو من يقول للشيء كن فيكون، وعلى المؤمن السماع والطاعة، كما أن الضرر والنقع لا يتم دون المولى عز وجل.
  • الإلمام بمعنى اسم الله عز وجل الوكيل: يضمن الإلمام بمعنى اسم الله الوكيل، والإيمان به الراحة والاطمئنان بحياة الإنسان، وهو ما يضمكن التوكل، ففي هذه الحالة يكون الإنسان ملم بأنه في معية الله، وفي رعايته، فيبدأ بتقبل الأقدار والأرزاق بشكل مطمئن.
  • الأخذ بالأسباب: من الطرق التي تحقق التوكل على الله عز وجل، هي الأخذ بالأسباب، فالتوكل على الله عز وجل يتكامل ويتوافق مع الأخذ بالأسباب، فالتوكل على الله عز وجل يجب أن يكون بالقلب مع إظهار الجوارح له، ودون هذا يكون تواكل وليس توكل.
  • دعاء الاستخارة: واحدة من ضمن الطرق التي من خلالها يتم تأكيد التوكل على الله هي الاستخارة في كافة أمور الحياة، ودعاء الاستخارة هو دعاء ثابت معروف، يقوله الإنسان ويسير فيما يحيره تاركًا المولى عز وجل يختار له الطريق الصحيح.
  • يتمثل دعاء الاستخارة فيما ثبت عن جابر بن عبد الله بأنه قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ في الأُمُورِ كُلِّهَا، كَالسُّورَةِ مِنَ القُرْآنِ: إذَا هَمَّ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي به، ويُسَمِّي حَاجَتَهُ“.
  • يتضمن هذا الحديث المعنى الفعلي للتوكل على الله عز وجل، والاستعانة به وتفويض كافة أمور الحياة عليه.

بهذا نكون وضحنا المقصود بعبارة حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ، وأنها جزء من الآية الكريمة الواردة في سورة التوبة، والتي تشير بشكل واضح إلى التوكل والاستعانة بالله عز وجل والرضا بقضائه عز وجل، وفي النهاية نشير إلى إمكانية الاطلاع على المزيد من الموضوعات المتنوعة عبر موقعنا.

حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله

جديد المواضيع