مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

حديث عائشة عن الاضحية

بواسطة: نشر في: 26 يونيو، 2022
مخزن

حديث عائشة عن الاضحية

عند اقتراب عيد الأضحى المبارك تتداول الكثير من التساؤلات حول الأضحية وحكمها وتوزيعها ومشروعيتها أيضا في الإسلام، وبناء على ذلك نستدل على أحكام الأضحية من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المروية عن الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعون، فمن خلال مخزن سنقوم بالإجابة عن أكثر الأسئلة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية، وهو السؤال عن حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن الأضحية، ففي حقيقة الأمر أن السيدة عائشة قامت برواية الكثير من الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الأضحية، فمن خلال النقاط التالية سنتناول تلك الأحاديث كما سيتجلى لك عزيزي القارئ:

  • رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بهَا مع أبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيءٌ أحَلَّهُ اللَّهُ له حتَّى نُحِرَ الهَدْيُ).
  • رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ).
  • عن عائشةَ، رَضِيَ اللهُ عنها عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: (مَن نَذَرَ أن يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعْه، ومَن نَذَرَ أن يَعْصِيَه فلا يَعْصِه)، ودلالة هذا الحديث أنَّ التَّضْحيةَ قُربةٌ لله تعالى، فتلْزَمُ بالنَّذرِ؛ كسائِرِ القُرَبِ.
  • قالَ عبدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ ذلكَ لِعَمْرَةَ، فَقالَتْ: صَدَقَ، سَمِعْتُ عَائِشَةَ، تَقُولُ: دَفَّ أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِن أَهْلِ البَادِيَةِ حَضْرَةَ الأضْحَى زَمَنَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ادَّخِرُوا ثَلَاثًا، ثُمَّ تَصَدَّقُوا بما بَقِيَ، فَلَمَّا كانَ بَعْدَ ذلكَ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ النَّاسَ يَتَّخِذُونَ الأسْقِيَةَ مِن ضَحَايَاهُمْ، وَيَجْمُلُونَ منها الوَدَكَ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: وَما ذَاكَ؟ قالوا: نَهَيْتَ أَنْ تُؤْكَلَ لُحُومُ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَقالَ: إنَّما نَهَيْتُكُمْ مِن أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتي دَفَّتْ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا”.

شرح حديث عائشة عن الأضحية

ذكرنا أنه رُوي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (أنَا فَتَلْتُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بهَا مع أبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيءٌ أحَلَّهُ اللَّهُ له حتَّى نُحِرَ الهَدْيُ)، ومن أجل ذلك سنتناول شرح وتفسير هذا الحديث ووجه الدلالة عليه.

  • فالمغزى من هذا الحديث أنه لم يَحْرُمْ على رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- شيءٌ بِبَعْثِه بِهَدْيِه، والجدير بالذكر أن بالهَدْيِ هنا أكثَرُ من إرادةِ التَّضحيةِ.
  • فحُكْمُ الفِدْيةِ لِمَن أرادَ أن يُضَحِّيَ فأخَذَ مِن شَعَرِه أو قَلَّمَ أظفارَه بالإجماع بناء على رأي ابن قدامة والمرداوي أنه لا فِدْيةَ على مَن أراد أن يُضحِّيَ، وحَلَقَ شَعْرَه أو قَلَّمَ أظْفارَه.

تعريف الأضحية

  • إن تعريف الأضحية في اللغة هو اسمٌ لِمَا يُضَحَّى به، والأضحية تذبح أيَّامَ عيدِ الأضحى.
  • أما بالنسبة إلى تعريف الأضْحِيَّةُ اصطلاحًا، فهي كل ما يُذبَحُ من بهيمةِ الأنعامِ في يومِ الأضحى إلى آخِرِ أيَّامِ التَّشريقِ تقرُّبًا إلى اللهِ تعالى، وسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حكم الأضحية ومشروعيتها

  • مشروعية الأضحية فهي مشروعة جائزة، وفقا لنقل الإجماع على مشروعيتها كثير من العلماء ولا سيما ابن قدامة وابن دقيق العيد وابن حجر العسقلاني والشوكاني.
  • وحكم مشرعية الأضحية أنها شُكْرُ اللهِ -عز وجل- على نِعمةِ الحياةِ، فيقول الله -تبارك وتعالى- في الآية 32 من سورة الحج: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”، كما يقول أيضا عز وجل في الآية 11 من سورة الضحى: “وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”.
  • فعن البَرَاءِ رَضِيَ اللهُ عنه: قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن ذبَحَ قبل الصَّلاةِ فإنَّما يذبحُ لنَفْسِه، ومَن ذَبَحَ بعد الصَّلاةِ فقد تَمَّ نسُكُه وأصاب سُنَّةَ المُسْلمينَ)، فهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن الذَّبحَ لله تعالى والتقَرُّبَ إليه بالقَرابينِ، بالإضافة إلى أنه واحدة من أعظم العبادات والطاعات.
  • فلا شك أن الأضحية تعبر عن إحياءُ سُنَّةِ إبراهيمَ الخليلِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عندما أمَرَه الله تبارك وتعالى بذَبحِ الفِداءِ عن ولَدِه إسماعيلَ عليه الصَّلاة والسَّلامُ في يومِ النَّحرِ، وهنا يعلم المؤمِنُ أنَّ صَبرَ إبراهيمَ وإسماعيلَ- عليهما السَّلامُ- وإيثارَهما طاعةَ اللهِ ومحَبَّتَه على محبَّةِ النَّفْسِ والولدِ- كانا سبَبَ الفِداءِ ورَفْعِ البلاءِ.
  • أما عن حكم الأضحية وفقا لما ذهب إليه أئمة المذاهب الأربعة والجمهور وغيرها من العلماء والفقهاء، فهي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • فعن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنها قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا).
  • وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: (أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَرَ بكبشٍ أقرَنَ، يطَأُ في سوادٍ، ويَبْرُكُ في سوادٍ، وينظُرُ في سوادٍ؛ فأُتِيَ به ليُضَحِّيَ به، فقال لها: يا عائشةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ. ثم قال: اشْحَذِيها بحَجَرٍ، ففَعَلَتْ: ثمَّ أخَذَها وأخَذَ الكَبْشَ فأضجَعَه، ثم ذبَحَه، ثمَّ قال: باسْمِ اللهِ، اللهُمَّ تقبَّلْ مِن محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ومنْ أمَّةِ محمَّدٍ. ثم ضحَّى به).

أحاديث الرسول عن الأضحية

  • قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ).
  • قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا)
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا).
  • يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن تقسيم الأضحية إلى ثلاثة  أثلاث: (ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ).
  • قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن ذبَحَ قبل الصَّلاةِ فإنَّما يذبحُ لنَفْسِه، ومَن ذَبَحَ بعد الصَّلاةِ فقد تَمَّ نسُكُه وأصاب سُنَّةَ المُسْلمينَ)
  • قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا تَذْبَحوا إلَّا مُسِنَّةً إلَّا أن يَعْسُرَ عليكم، فتَذْبحوا جَذَعةً مِنَ الضَّأْنِ).
  • كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيضا: (إنَّ أوَّلَ ما نبدأُ مِن يَوْمِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثم نرجِعَ فنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقد أصابَ سُنَّتَنا، ومَن نَحَر فإنَّما هو لحْمٌ يقَدِّمُه لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيَّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أكْلٍ وشُرْبٍ وذِكْرٍ للهِ عَزَّ وجَلَّ).

المراجع

حديث عائشة عن الاضحية

جديد المواضيع