ابحث عن أي موضوع يهمك
شرع الله تعالى الأضحية، بحيث جعلها إحدى شعائره التي يعتبر تعظيمها تقوى للقلوب، وقد أوضح الرسول -عليه الصلاة والسلام- ما لها من أحكام، وقد حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على نقل ما أتى به رسول الله من سنة والإخبار عنها، ومن بين أولئك الصحابة الصحابية الجليلة أم سلمة والتي كانت زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث روي عن أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال (مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ).
يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث الشريف أن كل من يرغب في ذبح الأضحية عليه ألا يأخذ من شعره شيئًا، سواء كان من شعر جسده أو شعر رأسه، ولا أن يقص أظافره، وهو ما يجب الالتزام به فور دخول ذي الحجة، والذي يثبت عند ظهور ورؤية الهلال، والحكمة من ذلك ترجع إلى أن يكون هناك نصيب للمسلم الغير محرم من شعائر نسك الحج، فيستشعر ما يكون عليه المحرم من أحوال.
اختلفت آراء أهل العلم حول النهي الوارد بحديث أم سلمة رضي الله عنها عن الأضحية سواء كان للتنزيه أو التحريم على أقوال ثلاثة، وهو ما سنوضحه فيما يلي:
يقصد بالأضحية في اللغة ما يتم التضحية به، ولكن تعرف في الاصطلاح الشرعي بما يتم ذبحه منذ يومِ عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريقِ من بهائم الأنعام، تقربًا للخالق جل وعلا، وقد اختلفت الآراء في حكم الأضحية على النحو التالي:
ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث النبوية التي تتعلق بالأضحية، والتي أوضح بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأمور التي تتعلق بها، ومنها أحكامها، والسنن المعتبرة شرعًا، وما لا تجزئ الأضحية معها من عيوب، وما تجزئ به من أوقات، وطريقة ذبحها، وما يدخر ويؤكل من لحومها، وسوف نعرض بعض من الأحاديث النبوية الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الصدد:
ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح حكم ذبح الأضحية، وسوف نذكر البعض منها فيما يلي:
حدد الشرع السنن المعتبرة لبهائم الأنعام، والتي يجب أن تكون البهيمة به قد بلغته حتى تجزئ بالأضحية، وهو ما أتى في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ).
أتى بالسنة النبوية المطهرة إيضاح الوقت المعتبر لذبح الأضاحي شرعًا، وهو ما أتى بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ، فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، ومَن لَمْ يَذْبَحْ، فَلْيَذْبَحْ باسْمِ اللَّهِ).
أوضح النبي عليه الصلاة والسلام عيوب أربعة في الحالة التي تتواجد بالبهيمة، فلا تجزئ الأضحية معها، وهو ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم (أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى).
نهى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ابتداءً عن ادخار لحوم الأضاحي، وذلك في قوله (يا أهْلَ المَدِينَةِ، لا تَأْكُلُوا لُحُومَ الأضاحِيِّ فَوْقَ ثَلاثٍ)، ومن ثم نسخ ذلك الحكم وأباح الادخار للمسلمين، وهو ما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها:
روت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها العديد من الأحاديث النبوية المطهرة التي تدور حول الأضحية، وسوف نذكر بعضًا منها فيما يلي: