ابحث عن أي موضوع يهمك
تظهر هذه العلاقة بين الكائنات الحية من نفس النوع ذلك هو ما نجيبكم عنه في مقالنا الذي نقدمه في مخزن، حيث يوجد الكثير من العلاقات المختلفة بين الكائنات الحية في النظام البيئي، والتي تؤدي دورًا هامًا بالمحافظة على التوازن البيئي، ولعل من أهم وأبرز تلك العلاقات نذكر التكافل، التطفل، التعايش، التنافس، والافتراس والتي سنتناول كل منها في فقراتنا التالية.
الكائنات الحية (Living organisms) تمثل أشكال مختلفة ومتعددة للحياة تتواجد وتعيش على سطح الأرض، وتتضمن بذلك الكائنات حقيقية النوى، والكائنات البدائية، والكائنات متعددة الخلايا ووحيدة الخلية، وهو ما يجعلها تصنف باعتبارها مجموعة كبيرة ومتنوعة تشمل آلاف الأصناف، منها ما انقرض على مدار الزمن، لعدم مقدرتها على التأقلم مع الظواهر الطبيعية والتغيرات المناخية التي واجهتها الكرة الأرضية.
بينما تطور الباقي وتمكن من التحور والتكيف ليقاوم الظروف الفيزيائية والكيميائية الجديدة، وهناك الكثير من العلاقات التي تظهر بين الكائنات الحية ولكن ما يظهر بينها من النوع نفسه هو العلاقة التنافسية إذ يكون التنافس على المشرب والمأكل، أو حتى التنافس على الضوء، وعادةً ما تظهر بين الحيوانات المفترسة مقارنةً بالحيوانات الأليفة، وفي بعض الحالات قد يكون التنافس بالقطيع ذاته على الإناث، ومن أمثلته صراع الثيران في القطيع الواحد على الإناث بموسم التزاوج.
وهي أحد العلاقات البيئية التي تقوم بين اثنين من الكائنات أولهما يعرف بالمفترس أو المعتدي، والثاني المعتدى عليه أو الفريسة، ومن الأمثلة التي يمكن طرحها عليها الحيوانات المفترسة كالنمور والأسود والطيور الجارحة كالنسور والصقور، ومن أمثلة الفرائس بالحيوانات العاشبة والأليفة، كالخراف والأرانب والغزلان.
تقوم علاقة التعايش بين كائنين يخرجان إلى العلاقة ويدخلان إليها، ليستفيد كل منهما منها، ومن أشهر الأمثلة على تلك العلاقة ما يربط بين الزهرة والنحلة، إذ تقوم الزهرة بتقديم الرحيق للنحلة، في حين أن النحلة تلقح الزهرة.
تقوم تلك العلاقة بين كائنين أحدهما يعيش متطفلًا على حساب الآخر، ومن الأمثلة التي يمكن طرحها على ذلك تطفل الديدان على الكائن الحي، ووضعها للبيض داخل الأنسجة، لتفقس هذه البيوض فيما بعد داخل جسم المضيف والتي تحمل معها الأمراض التي قد تتسبب في وفاته.
تعمل تلك العلاقة على المحافظة بين كل من الكائنين، عبر تقديم المنفعة لكل منها، دون أن يتمكن طرف منهما بالاستغناء عن الطرف الآخر، ومن أمثلة تلك العلاقة ما علاقة الطيور ووحيد القرن، إذ أن الطيور تتغذى على ما يعلق بجسم وحيد القرن من حشرات، وهو الأمر كذلك بالنسبة لوحيد القرن الذي يستفيد من التخلص من تلك الطفيليات.
إن التقايض والتعايش أحد أنماط العلاقة التكافلية بين الكائنات الحية، والتي يجمع بينها عدة علاقات لتبادل المنفعة ومن بينها العلاقة التكافلية التي تتضمن التعايش الداخلي، وتحدث العلاقة التكافلية بجسم الكائنات الحية من الداخل، أما التقايض الخارجي فيتم بين اثنين من الكائنات كليهما يقدم للآخر المنفعة.
أثبتت الأبحاث العلمية والدراسات أن هناك ما يتراوح بين عشرة إلى أربعة عشر مليون نوع من الكائنات الحية المختلفة التي تتواجد في مختلف تضاريس الكرة الأرضية، ومن تلك الكائنات من يعيش بالمسطحات المائية، وأخرى تسكن اليابسة، وينقسم تواجدها في ممالك ستة، لتجمع كل مملكة من بين هذه الممالك الكائنات الشبيهة لبعضها البعض من حيث خصائصها البنيوية والفسيولوجية، والتكاثر والتغذية، وتلك الممالك هي (البكتيريا البدائية، الجراثيم، الطلائعيات، الفطريات، المملكة الحيوانية، مملكة النباتات).
ويشار إلى أن جميع هذه الممالك تشترك بالكثير من الخصائص الحيوية، والتي تساعد على التميز بينها وبين العوامل الغير حية، أو الجماد، ومن أبرز الخواص المشتركة بين الكائنات الحية نذكر ما يلي:
يعرف الاستقرار والتوازن البيئي في الإنجليزية بـ(Ecological Balance)، والذي يعد بمثابة حالة من التناغم والانسجام بين كل من الكائنات الحية وما تعيش به من أوساط، في إطار مختلف الأنظمة البيئية، إذ تهدف جميع الكائنات الحية إلى الوصول لتلك الحالة وتحقيقها عبر ما تمر به من العلاقات الإيكولوجية المختلفة، وكذلك عبر التكيف والتأقلم مع التغيرات المختلفة التي تطرأ على ما يتكون منه النظام البيئي من عوامل حية وأخرى غير حية، إذ أن أي اضطراب أو خلل يترتب عليه انقراض ما يعيش على سطح الأرض من كائنات حية.
وهو ما دفع علماء البيئة والإيكولوجيا لدراسة السلوكيات المختلفة التي تربط فيما بين الكائنات الحية، والعلاقات التي تربطها مع العوامل الغير حية بالأنظمة البيئية، وهو ما ينتج عنه الوصول إلى حالة التوازن والاستقرار البيئي، وهو ما يساهم بدوره في استمرارية وبقاء الحياة على الكرة الأرضية، وذلك لما للكائنات الحية من تأثير على بعضها البعض سواء مباشر أو غير مباشر.
تظهر هذه العلاقة بين الكائنات الحية من نفس النوع وهي العلاقة التنافسية التي تسعى بها الكائنات من النوع نفسه والتي تشترك في الشكل نفسه والخصائص والصفات إلى تحقيق المنفعة التي تحتاج إليها من طعام أو شراب أو تكاثر مما يجعلها تتنافس على تحقيق تلك الأغراض كل منها قبل الآخر، ذلك هو ما دار حوله مقالنا في مخزن إلى جانب ما عرضناه من تعريف للعلاقات المختلفة التي تربط بين الكائنات الحية على الأرض.