ابحث عن أي موضوع يهمك
ما المقصود بخزان المياه الجوفية والتي تعتبر واحدة من أهم مصادر المياه في الطبيعة التي يتم الحصول عليها عبر الذوبان الجليدي وهطول الأمطار في الفترات المختلفة خلال العام، ومن المعروف عن المياه الجوفية ما لها من فوائد واستخدامات كثيرة نتحدث عنها في مقالنا الذي نقدمه لكم في مخزن، إلى جانب التعرف على المقصود بخزان المياه الجوفية.
تعتبر المياه الجوفية من المصادر الهامة للحصول على المياه، بل إنها تعد من المصادر الشائعة بالولايات المتحدة الأمريكية والتي يتم الاعتماد عليها في الاستخدام بنسبة تصل إلى خمسين بالمئة تقريبًا من النسبة العامة للاستخدام، وهو ما يندرج في إطاره المناطق الريفية الزراعية التي تعتمد على ذلك المصدر من المياه في الزراعة، ويطلق على المنطقة التي يتملأ بها الخزان الجوفي بالمياه منطقة تشبع أو منطقة مشبعة، والجزء العلوي منها يعرف بمنسوب المياه الجوفية والذي يتواجد أسفل سطح الأرض بما يتراوح بين قدم واحدة وصولًا إلى مئات الأقدام، أما عن خزان المياه الجوفية فإنه كتلة مكونة من صخور عالية المسامية، أو أنه عبارة عن كتلة من الرواسب المشبعة بالماء.
تعتبر المياه الجوفية من أهم مصادر الماء التي يتم تخزينها بشكل طبيعي داخل الأرض بفراغات ما بين الأتربة والرمال وفتات الصخور، وتشكل تلك المياه طبقات المياه الجوفية (Aquifers)، مكونة حوض أو مستودع ماء، ويمكن القول أن المياه الجوفية بشكل عام تمثل جزءًا لا يتجزأ من دورة المياه الطبيعية للأرض.
حيث تتسرب عند هطول الأمطار داخل الأرض عن طريق فتات الصخور والتربة، وترشح بالصخور المسامية حتى تصل لمنطقة تتجمع بها، ويقوم منسوب المياه المتجمعة بالفصل ما بين طبقات المياه الجوفية (Aquifer zone) وبين المنطقة المشبعة بالمياه، ومنطقة فادوز الغير مشبعة (Vadose zone).
وهي منطقة تتمتع بالرطوبة تحت سطح الأرض بشكل مباشر تمر عبره المياه في الاتجاه الأسفل عن طريق المنطقة الغير مشبعة أفقيًا بالاعتماد على تدرج ضغط الماء أو الانحدار المائي بدايةً من الجزء ذو الانحدار الأعلى إلى الأقل انحدارًا، وقد تترشح خارج الحوض البعض من تلك المياه خلال حركتها الأفقية لتنضم لمياه المحيطات.
تنتقل المياه الجوفية إلى مناطق التفريغ من مناطق التغذية، ومن ثم فإنها تمر بالعديد من التغيرات الفيزيائية والكيميائية، إذ تختلط مع مياه جوفية أخرى ويحدث بينها وبين ما يوجد في الصخور والتربة التي تتدفق من خلالها تفاعل مع ما يوجد بها من مواد، وهو ما يكون له تأثير على جودة المياه، ومن المعروف عن الماء أنها مذيب بشكل طبيعي للعديد من المواد، فنجد أن المياه المتدفقة الجوفية على هيئة ينابيع تتضمن على الغازات والمعادن الذائبة.
وهي ما يمنح الينابيع ذلك الطعم المميز، ومن أكثر أنواع المعادن الذائبة شيوعًا البيكربونات، والكربونات، والكلوريد، والبوتاسيوم، والصوديوم، والمغنسيوم، والكالسيوم، في حين أن ارتفاع الكمية التي توجد بالماء من مواد ذائبة لكل لتر عن ألف ملليغرام مما يجعله يصبح مالح ولا يصلح للشرب.
وقد تتضمن المياه كذلك على نسبة عالية من المغنسيوم والكالسيوم وهو ما يجعل الماء عسرًا، ويتم التعبير عن عسر الماء عن طريق الكمية الذائبة به من الكالسيوم، والتي تتوفر في الحجر الجيري بشكل أساسي، ويتم تصنيف الماء باعتباره عسر عند احتوائه على ما يقل عن ستين ملليغرام لكل لتر من الأملاح، في حين أن الماء العسر إلى حد بالغ يشتمل على ما يزيد عن مئة وثمانين ملليغرام لكل لتر.
المياه الجوفية من المصادر الطبيعية الهامة للمياه العذبة، والتي تمثل حوالي 30بالمئة مما يوجد على سطح الكرة الأرضية من مياه عذبة، في حين تتوزع النسبة الباقية على هيئة ثلوج وجليد لتمثل تسعة وستين بالمئة، وواحد بالمئة فقط من المياه العذبة يتواجد في البحيرات والأنهار، ويقوم ما يقرب من ثلث الاستهلاك البشري للمياه العذبة بالاعتماد على المياه الجوفية، بل يوجد بعض المناطق في العالم تعتمد عليها بشكل تام.
وتلعب المياه الجوفية دور هام من الناحية الاقتصادية من حيث استخدامها في مجالات صنع المواد الغذائية، وري المحاصيل الزراعية، وفيما يتعلق بأهميتها من الناحية البيئية فإن لها دور بالغ الأثر بالمحافظة على منسوب المياه بالبحيرات والأنهار والأراضي الرطبة حينما تتدفق من داخل الأرض إليها، وهو ما يتجلى بوضوح بالمواسم الجافة حينما تنخفض نسبة التغذية المباشرة لهم من مياه الأمطار.
وهو ما يساهم بالمحافظة على كل من حياة النباتات والحياة البرية المعتمدة عليها، إلى جانب دورها بالمحافظة على منسوب المياه بمواسم الجفاف من حيث الحفاظ على حركة الملاحة عبر الأنهار والمياه الداخلية، ويذكر أن المياه الجوفية تتخزن بطبقات عميقة أسفل سطح الأرض وهو ما يساعد في الحفاظ على جودتها وحمايتها من عوامل التلوث، وهو ما يجعلها مناسبة للاستهلاك بشكل مباشر بغير حاجة لتكاليف عالية لمعالجتها أو استخراجها، ولكن ينبغي أن يتم المحافظة على ذلك المورد الحيوي بعيدًا عن التلوث أو الاستنزاف.
هناك العديد من الأسباب التي قد يترتب عليها تلوث المياه الجوفية، ولكن يوجد سببين رئيسيين في حدوث تلك المشكلة واللذان يتمثلان فيما يلي:
يوجد في الماء بشكل طبيعي البعض من الشوائب والتي يرجع السبب بها إلى تآكل وذوبان أجزاء من مكونات الصخور حين ملامستها للماء، وهو ما يشير إلى أن الخواص الكيميائية للماء تتغير خلال ارتشاحها بالتربة وما يوجد تحت سطح الماء من طبقات رطبة للطبقات المائية التي تتجمع المياه الجوفية بها.
لذا فإن معدل المياه الجوفية مما يوجد بها من معادن ذائبة يرتفع، والبعض منها قد يضيف عليها رائحة أو طعم غير مقبولين، لذا تصنف المياه الجوفية باعتبارها مياه ملوثة لا تصلح للشرب حين ازدياد ما بها من كمية معادن ذائبة، أو حين احتوائها على مواد مصنعة كيميائية، وقد يترتب على زيادة نسبة الكبريتات والمنغنيز إلحاق الآثار الجانبية بها.
وعلى سبيل المثال بالولايات المتحدة الأمريكية وخاصةً منطقتي بلو ريدج (Blue Ridge)، وبيدمونت (Piedmont) تظهر بقع قريبة في الشبه من الصدأ على سيراميك الحمامات والمغاسل التي يتواجد الغاز الطبيعي والفحم بها، وهو ما يترتب عليه وجود رائحة كريهة في الماء، علاوةً على ما تحتوي عليه المياه الجوفية من بكتيريا تنتقل من التربة إليها، وهو ما قد يكون أحد أسباب تغير لون ورائحة وطعم المياه.
يلحق بالمياه الجوفية التأثيرات السلبية نتيجة الممارسات البشرية مثلها مثل المياه السطحية، وعلى الرغم من البطء بوصول تلك الملوثات للمياه الجوفية ولكن مع طرحها المستمر تتراكم وترتفع كميتها بشكل تدريجي إلا أن تتسرب هذه الملوثات من مصادر عدة لخزانات المياه الجوفية، ومن مصادر تلوث المياه الجوفية البشرية نذكر ما يلي:
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا في مخزن والذي تعرفنا من خلاله على ما المقصود بخزان المياه الجوفية وهي أحد أهم أنواع ومصادر المياه الطبيعية التي يتم الاعتماد عليها في الكثير من الاستخدامات البشرية الزراعية والصناعية، فضلًا عن كونها من المياه الصالحة للشرب والتي يجب الحرص على المحافظة عليها وعدم إلحاق الملوثات بها.