” الامانه هي قول الحقيقه دون تغيير وفعل ماهو صحيح ” هل هي عبارة صائبة أم لا؟ تعد الأمانة من مكارم الأخلاق التي أوصتنا بها الشريعة الإسلامية، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- هو الصادق الأمين، وقد تعددت مظاهر الأمانة التي تتصل بالأقوال أو الأفعال، لذا من خلال موقع مخزن نذكر مدى صحة التعريف أن الامانه هي قول الحقيقه دون تغيير وفعل ماهو صحيح، بالإضافة إلى أهم المعلومات التي اتصلت به من فوائد وآثار على الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى ذكرنا لمظاهر الأمانة بصورة عامّة.
الأمانة هي اللفظ المضاد للخيانة، ويتمثل تعريفها في الحفاظ على كل الأمور التي طُلب من المسلم أو افترض عليه فعلها بشكل كامل، وتتضمن الأمانة حقوق الله -جل وعلا- في أداء العبادات، وحقوق الخلق في المعاملات المختلفة، والعبد الذي يتحلّى في سلوكياته بالصدق والأمانة تكون ثلاثة خصال هامة متوفرة به؛ هي التعفف عن الأمور التي ليس له حقّ بها، وعدم التفريط في الأمانات المكلّف بها وحفظها، بالإضافة إلى أداء حقوق الغير دون أن ينقص منها شيئًا، وفيما يلي نوضح صحة العبارة المطروحة والتي يتمحور حولها موضوعنا:
“الامانه هي قول الحقيقه دون تغيير وفعل ماهو صحيح” هي عبارة صائبة.
فالصدق والأمانة من أهم الصفات الواجب توافرها في الشخصية الإسلامية، والتي اتسمت عن غيرها بمكارم الأخلاق.
ويتحقق الصدق كاملًا إذا صدق العبد في قوله، وعمله، وصدقه في نيّته، مع الابتعاد عن الكذب والفحش، وغيرها من آفات اللسان والأفعال الباطلة.
يدخل ذلك ضمن إطار قول الحقائق دون تغيير، وقد حثّت الشريعة الإسلامية على ذلك، ومن يخلّ بصفة الأمانة يتحول إلى خائن؛ وهي من صفات المنافق.
كما أن الأمانة لا تقتصر على حفظ الودائع بل يتسع مفهومها ليكون شاملًا للحفاظ على الزوجة والأبناء، والأموال، وكل الأمور التي في يد المرء ويجب عليه أن يفيها حقّها.
آثار قول الحقيقة على الأفراد والمجتمع
تتواجد رابطة قوية بين صفتي الأمانة والصدق، وإذا خالفهما العبد فإنه يدخل ضمن إطار صفات المنافق، ويعود قول الحقيقة بالكثير من الآثار النافعة الإيجابية على الفرد وأسرته ومجتمعه، لذا دائمًا ما يبدأ غرس تلك الصفات في الفرد منذ صغره، وهو ما توجهه إليه مدرسته وعائلته، فالتربية الجيدة وترك الأثر الحسن في نفس الطفل من الأمور التي تسير معه حتى الكبر، وهو المؤثر الأول في المجتمع، وفيما يلي نذكر الآثار والثمرات من الصدق وقول الحق على الفرد والمجتمع:
قول الحقيقة والصدق يساهم في بيان الحقائق، وهو ما يجعل حياة افرد تسير على مرتكزات ثابتة، ولا تتخللها مراوغة أو خديعة.
إن أكثر الأمور المؤثرة على الأفراد والمجتمعات فيما يرتبط بهذا الشأن هو الصدق بين الزوجين، فمن غير الجائز أن يكذب الرجل على زوجته أو العكس.
ففي غالبية الأحيان تنكشف الأمور فتتضاعف النواتج السلبية الناتجة عن ذلك، وليعيش الفرد في سعادة وسلام فإن عليه تطبيق مظاهر الأمانة والصدق.
فعدم الصدق هو لعب الأدوار الغير ملائمة، والتي تؤثر بالسلب على النفس فتوقع الفرد في كثير من الصراعات.
فيجب على المسلم أن يكون صادقًا، وأمينًا، ومتواضعًا، وتلك هي أولى خطواته في الاتصاف بالأخلاق الحميدة.
من مظاهر الامانه حفظ الاسرار
بعد معرفة صحة عبارة “الامانه هي قول الحقيقه دون تغيير وفعل ماهو صحيح” نتطرق إلى معرفة أهم ما يتصل بها وهو مظاهر الأمانة المتعددة، والتي إذا قام المسلم بتطبيقها فقد أصبح أمينًا، واستوفى الواجبات عليه تجاه نفسه ومن حوله، وكثيرًا ما يتم التساؤل عن هل حفظ الأسرار أحد مظاهر الأمانة؟ وهو ما نجيب عليه من خلال عرض مظاهر الأمانة بصورة عامة فيما يلي:
حفظ وكتمان الأسرار من أبرز مظاهر الأمانة، فإذا استؤمن أحد على سرّ فلا يفشيه، ويكون صادقًا في حديثه دائمًا.
تجنب الغش من مظاهر الأمانة؛ سواء أكان غش في التجارة أو في الامتحان، أو غير ذلك.
أداء العمل بضمير وعلى أكمل وجه من مظاهر الأمانة الضرورية، والتي يجب على المسلم أن يطبقها حتى إن لم تتواجد رقابة شخص عليه، فالله -عز وجل- رقيب وعليم بظاهر الأمور وخفاياها.
أداء الفرائض الواجبة على المسلم بشكل كامل ودون نقص هي من الأمانة؛ ومنها الصلاة، والصوم، والزكاة.
ردّ الدين لصاحبه دون نقصان هي من الأمانة، فلا ينبغي على المسلم أن ينتقص من حقوق الغير، كما يجب عليه أن يرد الوديعة إلى أهلها ولا يكتمها.
على المسلم أن يكون حافظًا لنفسه وجوارحه من خلال استخدامها فيما يُكسبه رضا الله تعالى، ومن ذلك كفّه عن فعل المعاصي.
يجب على العبد أن يكون أمينًا على مال اليتامى، فلا يتصرف به دون وجه حق.
الآثار الإيجابية للأمانة
تتعدد الفوائد والآثار الإيجابية المكتسبة من الاتصاف بالأمانة،ومراعاة اتباع الحق في كافة الأقوال والأفعال، فالأمانة من الأخلاق الكريمة الحميدة التي تنعكس على الفرد والمجتمع بمنافع عديدة، ومن أهم فوائد الأمانة ما يلي:
تدل الأمانة على حسن الإيمان والإسلام، وحسن الخلق.
إذا كان الشخص أمينًا فإنه حافظ لدينه، وحافظ لحقوق الله عز وجل.
المسلم الأمين يكسب رضا الله ومحبته، وإذا أحبه الله -عز وجل- فإن الخلق يحبونه.
الأمانة تحفظ الحقوق لكافة الأفراد، كما تُنمي الخير في المجتمع وتضاعفه.
الأمانة من الصفات والأخلاقيات العظيمة، والتي ورد ذكرها في الآيات القرآنية.
الأمانة هي السبيل لحفظ المال والعرض، وهي تقي من الوقوع في الصفات المذمومة كالنفاق، والخيانة.
توفر الأمانة في المجتمع هو من أسباب التماسك والتلاحم، فلا ينهار المجتمع ولا يتفكك إذا تواجدت الأمانة.
أمر السماوات والأرض قائم على الأمانة، وهو ما يدل على أهميتها الكبرى وفضلها الكبير.
الاتصاف بالأمانة يحفظ العلوم والمعارف لدى الفرد، ويؤدي إلى انتشار الأمن والسلام في المجتمع.
للأمانة أجر كبير وثواب عظيم في الدنيا والآخرة، ومن خلالها يتعلم الأفراد الصدق والعفّة.
إذا كان الشخص أمينًا مع ذاته ومع من حوله فهو مقيم لشرع الله، ومطيع لأوامره، ومتبع لنهج نبيه الصادق الأمين.
أهمية الأمانة في الإسلام
إن الأمانة في الشريعة الإسلامية تأتي على معنيين؛ أحدهما عام وهو الالتزام بأوامر الله والابتعاد عن نواهيه، ويتضمن أيضًا الحفاظ على جميع النعم من فعل الأذى والخطأ، سواء أكانت مرتبطة باللسان أم الجوارح، بينما المعنى الخاص يتضمن الأمور التي يجب على الفرد أن يحفظها ولا يضيعها، وبصفة الأمانة يتم التمييز بين أخلاقيات الأمم السامية أو الفاسدة، وفيما يلي بعض الأدلة الشرعية والاستشهادات المشتملة على معاني الأمانة:
