الأساليب التي اتخذتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين
لا شك في أن دولة فلسطين دولة عربية إسلامية، لكنها لا تزال تحت سيطرة الاستعمار الإسرائيلي، والمؤسف هنا أن معظم الدول العربية تعرضت إلى الاستعمار من الغرب، لكن الدولة الفلسطينية هي الدولة التي لم تنل إلى الآن حريتها واستقلالياتها، لذلك الجيل الناشئ يرغب في معرفة الأساليب التي اتخذتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ولعلنا نتناول من خلال السطور القادمة الإجابة عن هذا السؤال.
في حقيقة الأمر أن الدولة الفلسطينية خضعت تحت سيطرة الاحتلال البريطاني في عام 1920 م وفقا لما تضمنته اتفاقية سان ريمو التي كانت ما هي إلا وسيلة تمهيدية لوعد بلفور الذي أشار إلى حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف، وذلك رغبة في إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في دولة فلسطين.
وعلى هذا الأساس قامت بريطانيا باتخاذ أساليبها الخاصة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وتلك الأساليب هي:
تطبيق وعد بلفور خلال عام 1917م.
إنشاء وكالة يهودية.
تعيين اليهود في مناصب كبيرة.
إجبار أهالي دولة فلسطين على بيع حصتهم من الأراضي الزراعية.
ما هو وعد بلفور
سمي وعد بلفور بهذا الاسم نسبة إلى وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور ليونيل دي روتشيلد، فهو من قام بإصدار هذا الوعد لذلك سمي باسمه.
فلقد أعلن وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور ليونيل دي روتشيلد عن وعد بلفور في تاريخ الثاني من شهر نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1917م.
فينص وعد بلفور على: “تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر“.
وبالفعل قامت بريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود في دولة فلسطين العربية الإسلامية، وهو ما يسمى بإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.
رد الفلسطينيين على وعد بلفور
بعد تاريخ الثاني من شهر نوفمبر/تشرين الثاني لعام 1917م، من خلاله تم صدور وعد بلفور الذي أدى إلى إنشاء وطن قومي لليهود في دولة فلسطين العربية الإسلامية على يد بريطانيا، كان للفلسطينيين آنذاك رد فعل على هذا الاحتلال الإسرائيلي، والذي كان ظاهره الرفض التام على هذا الوضع.
وأول ما سعى إليه الشعب الفلسطيني هو إقامة دولة عربية في جميع الأراضي الخاصة بدولة فلسطين من النحر إلى البحر، أي من رأس الناقورة إلى رفح مرورا بإيلات.
كما يثبت الفلسطنيين كامل الأحقية الخاصة لهم في الدولة.
ورد الشعب الفلسطيني بالرفض على قرار التقسيم، بالإضافة إلى إثباتهم لعدم شرعيته.
وأراد الفلسطيني أيضا ألا يعتدي الإسرائلي عليهم بالقوة.
والجدير بالذكر أن الشعب الفلسطيني لم يعتمد مطلقا على وعد بلفور وما نص عليه، ومؤتمرا سان ريمو وفرساي فيما يخص الدولة الفلسطينية.
وأشار أيضا الشعب الفلسطيني إلى أنهم أصحاب القرار في تحديد مصيرهم في مسألة الاستقلال الكامل عن الاحتلال الإسرائيلي.
أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين
وبعد أن توصلنا من خلال مخزن إلى الأساليب التي اتخذتها بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، بالإضافة إلى رد الدولة الفلسطينية على هذا الاحتلال، علينا إذن من خلال النقاط التالية أن نقوم بالإجابة عن السؤال الذي يدوال على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية، وهو “من هو أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين”.
إن أول مندوب سامي بريطاني على فلسطين هو هربرت صموئيل.
فهربرت صموئيل هو شخص يهودي الأصل، وعمل بمجال التجارة.
تخرج هربرت صموئيل من جامعة أوكسفورد البريطانية، وحصل على منصب عضو في الحزب الليبرالي.
والجدير بالذكر أن هربرت صموئيل يعتبر أول وزير بريطاني يهودي يتبنى الأيديولوجيا الصهيونية، وكان ذلك في عام 1914م.
ولن يقتصر الأمر على ذلك فقط، فقام إذن هربرت صموئيل بالتخطيط لتهويد الأراضي الفلسطينية.
وبناء على ذلك فقام هربرت صموئيل بمساعدة اليهود في العجرة إلى دولة فلسطين، وبنى لهم المستعمرات اليهودية.
إن هربرت صموئيل هو أول من نادى بفرضية تدريس مادة اللغة الإنجليزية في جميع المدارس بدولة فلسطين.
وهو من قام أيضا بأدرج كلمة “أرض إسرائيل” مع كلمة فلسطين بالنسبة إلى النقود العبرية والطوابع أيضا.
عصبة الأمم هي التي انتدبت بريطانيا على فلسطين
ولا شك في أن ما وراء الانتداب البريطاني هو كيان جيوسياسي الذي أسسته عصبة الأمم، حيث كان الهدف من هذا الكيان هو احتلال بريطانيا لفلسطين ودول الشرق الأوسط، ومن هنا يمكننا الإشارة إذن إلى أن السبب الرئيسي في الاستعمار الإسرائلي على دولة فلسطين وهي بريطانيا، وذلك كان من خلال الأساليب التي اتخذتها لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
فيمكننا القول هنا أنه حقا عصبة الأمم هي التي انتدبت بريطانيا على فلسطين.