مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

هل القط ينكر المعروف يوم القيامة وما حكم تربيتهم في الإسلام؟

بواسطة: نشر في: 25 أغسطس، 2023
مخزن

يُفضل لدى الكثير من الأفراد تربية الحيوانات الأليفة، وبشكل خاص القطط. ومن بين هؤلاء الأشخاص، هناك من يختار تربية القطط للاستمتاع برفقتها ومقاومة شعور الوحدة، بينما يتبنى آخرون تربيتها نتيجةً لمحبتهم لهذه المخلوقات الصغيرة الجميلة، وتثير قضية تربية القطط وبيعها وشراءها اهتمام الكثيرين، وهم يسعون لمعرفة حكم الشرع في هذا السياق. سنتناول في هذا المقال استفهاماتهم ونسعى لتقديم التوضيح المناسب. كما سنبحث في مسألة مشهورة تتعلق بما إذا كانت القطط ستنكر المعروف يوم القيامة أم لا في هذا المقال عبر موقع مخزن.

هل القط ينكر المعروف يوم القيامة

الإجابة هي قطعًا لا، وسوف نوضح لكم هذا في السطور التالية:

  • هناك تصورات تشير إلى أن القطط قد تنكر المعروف في يوم القيامة، ويرتبط ذلك بفهمها الناقص لله والعبادة بسبب عدم تفكيرها. ولكن هذه الفكرة تعتبر مغلوطة تماماً، إذ أن جميع المخلوقات في السماوات والأرض تشهد بعلمها وتسبحها، وهي مطيعة لله عز وجل وتعبده.
  • فالقرآن الكريم يوضح ذلك في سورة الإسراء، عندما يقول تعالى في الآية 44: “تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً”.
  • وتشتمل الأحاديث النبوية على توجيهات متعددة تدعو المسلمين للرفق بالحيوانات وعدم تعذيبها. تؤكد هذه الأحاديث على فضل المعاملة الحسنة للكائنات الحية وتحذر من التسبب في الأذى لها. فالإنسان الذي يتصرف بلطف ورعاية نحو الحيوانات سيكون له مثوبة وثواب يوم القيامة، بينما الذي يسبب الأذى سينال عقوبته وجزاؤه في ذلك اليوم.
  • روى أبو هريرة عَنْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “يقتص الخلق بعضهم من بعض حتى الجماء من القرناء، وحتى الذّرّة من الذّرّة”. وهذا يعني أن الله سيحاسب البشر على أعمالهم في الحياة الدنيا، وسيجمعهم في يوم القيامة ليُعرَضوا على حساباتهم. سيكافئ الأشخاص الصالحين بالجنة، وسيعاقب الأشخاص الفاسقين بالنار.
  • في هذا اليوم، سينتصر الله للظالمين ويعطي الحقوق للمظلومين، حتى وإن كان المظلوم حيوانًا غير عاقل. وبناءً على هذا المفهوم، يمكن القول بثقة أن القطط لن تُنكِر المعروف في يوم القيامة، بل ستحصل على حقوقها من الله. سيُجازي الله أصحابها الذين رعوها وأحسنوا معاملتهم لها بالمثل، بتقديم رعاية وحنان ورحمة.

حكم تربية القطط في المنزل

تربية القطط في المنزل جائزة ومباحة في الإسلام. ليس هناك أي نص شرعي يمنع تربية القطط كحيوانات أليفة في المنزل. بل على العكس، هناك أحاديث نبوية تشجع على رعاية والتعامل اللطيف مع الحيوانات، وقد وردت مثل هذه الأحاديث في صحيح البخاري وصحيح مسلم.

لذا، إذا كان لديك رغبة في تربية القطط في منزلك، فلا مانع شرعي من ذلك. ولكن يجب أن تأخذ بعض الاعتبارات في الاعتناء بها، مثل توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية اللازمة، وضمان سلامتها ورفاهيتها.

عند تربية القطط أو أي حيوان أليف آخر، يُنصح بأن تتعلم عن احتياجاتها وسلوكياتها، وأن تعاملها بلطف ورعاية. تذكر أنها مسؤولية تحملها، ويجب الحفاظ على نظافة المكان والاهتمام بصحتها وسعادتها.

روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله: “دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض”. وهذا يظهر أهمية معاملة الحيوانات الأليفة بلطف ورعاية، حيث ينبغي توفير الرعاية اللازمة لها وتقديم الغذاء والماء اللازمين لها.

وبموجب الشرع الإسلامي، يشترط لتربية الحيوانات الأليفة أن لا يتعرضوا للتعذيب أو الترويع، وألا يلحق بهم أي ضرر. يجب أن يُعامَل الحيوانات بلطف ورحمة، وذلك استنادًا إلى تعاليم الإسلام التي تشجع على الرفق بالكائنات الحية وعدم إيذائها.

حكم شراء القطط أو بيعها

يُختلف في جواز بيع القطط، حيث يرى جمهور أهل العلم أن بيعها جائز، ومن جهة أخرى قد اعتبر بعض أهل العلم أنه حرام

ومع ذلك، فمن يميل نحو جواز بيع القطط أو يقلد من يروج لهذا الرأي، فليس عليه أي حرج في ذلك. ومع ذلك، يُنصح أحيانًا بتجنب الخلاف والاختلاف بين أهل العلم، وذلك لضرورة الورع والابتعاد عن المواضيع المشكوك فيها. وهذا ما تدعو إليه قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشهير: “دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ”.

لذلك، يمكنك تبين هذا الأمر لمن يسألك عنه. إذا كان الشخص مترددًا أو لديه استفسارات، يُفضل الرجوع إلى مشايخ أهل العلم أو مراجع دينية موثوقة للحصول على توجيهاتهم ونصائحهم. يجب توخي الحذر والاحتياط في مثل هذه المسائل المتعلقة بالدين والشرع.

التعامل مع الحيوانات في الإسلام

التعامل مع الحيوانات في الإسلام يتسم بروحانية ومسؤولية، حيث يُعتبر هذا التعامل جزءًا من الخلقية والرحمة التي دعا إليها الإسلام. إليك بعض المبادئ والتوجيهات للتعامل مع الحيوانات في الإسلام:

  1. رعاية ورحمة: يحث الإسلام على رعاية ورحمة الحيوانات. يجب أن يُعامَل الحيوان بلطف وعدل، وينبغي توفير الرعاية الكاملة لاحتياجاته، مثل الغذاء والماء والمأوى.
  2. الأكل الحلال: يجب أن يُسلَّم الحيوان بواسطة ذبح شرعي لكي يصبح لحمه حلالاً للأكل. يجب أن يكون الذبح بالطريقة المعتمدة في الشرع، مع ذكر اسم الله أثناء الذبح.
  3. عدم التعذيب: يمنع الإسلام بشدة التعذيب أو ترويع الحيوانات. الحيوانات لها حقوق، ويجب الامتناع عن إيذائها أو إلحاق الأذى بها. يجب أن يتم التعامل معها بلطف ورعاية.
  4. مشاركة الأجر: يؤكد الإسلام أن الإحسان للحيوانات يجلب الأجر والثواب. الأعمال الحسنة في التعامل مع الحيوانات يمكن أن تكون سبباً للمغفرة والمكافأة من قبل الله.
  5. الماء والطعام: ينصح الإسلام بتوفير الماء والطعام للحيوانات البرية، حتى إذا كنا في الصحراء أو في مكان بعيد. فإعطاء الحيوانات من ماءك أو طعامك يعتبر فعلًا محمودًا.
  6. الاستفادة بحدود: يجوز استفادة الإنسان من الحيوانات ماديًا وعمليًا، مثل استخدامها في الزراعة أو النقل، ولكن يجب أن تتم هذه الاستفادة بمرونة ولا تؤذي الحيوان.
  7. الإهمال والإسراف: الإسلام يحث على تجنب الإهمال والإسراف في استخدام الحيوانات. يجب تقديم الاحترام للمخلوقات الحية وعدم إضاعة مواردها دون فائدة.
  8. العدل حتى في الذبح: يجب أن يتم التعامل مع الحيوانات بعدل أثناء الذبح، وعدم تخويفها أو تعذيبها. يجب أن يكون الذبح سريعًا وخاليًا من التعذيب.

هل تنسى القطط معروف أصحابها

في الأغلب لا حيث:

  • عادةً ما لا تنسى القطط معروف أصحابها. القطط تتمتع بذاكرة جيدة وقدرة على التعرف على الأشخاص الذين يعاملونها بلطف ورعاية. إذا تمت معاملة القط بشكل جيد وتوفير الرعاية اللازمة له، فإنه قد يبدي تقديره ومحبته تجاه صاحبه.
  • القطط قادرة على التعرف على روائح وأصوات الأشخاص وعلى تمييز البيئة المحيطة بها. قد تظهر ملامح الثقة والراحة حول أصحابها الذين يعاملونها بحسن، بينما قد تبدي ترددًا أو خجلاً حول أشخاص غرباء أو لم يعاملوها بلطف.
  • يمكن للقطط أن تبني علاقات وفاقة مع أصحابها وتظهر أشكالًا من الاهتمام والتفاعل معهم. بالطبع، كل قط يمكن أن يكون له شخصيته الفريدة واستجابته الخاصة، وهذا يمكن أن يتأثر بالتجارب السابقة والتعامل اليومي معه.
  • تُظهر القطط تقديرًا دائمًا لمالكها الأصلي، وخاصة إذا تمت معاملتها بلطف وتربيتها بعناية، وتوفير ما تحتاجه من طعام وشراب، ومشاركتها في اللعب والمرح. بالإضافة إلى ذلك، تبقى ذكرى الصاحب السابق في ذاكرة القطة راسخة، حتى إذا انتقلت إلى مالك جديد. تُظهر القطط عادةً عرفانًا وامتنانًا للرعاية والحنان الذي تلقته من الصاحب السابق.
  • تُبدي القطط الاشتياق لصاحبها السابق حتى عندما يتغير المالك، حيث يشتاقون له وقد يبديون الحنين له بشكل كبير. تشير دراسات إلى أن القطط قد تبدي علامات انتظار واشتياق عندما يتم نقلها إلى منزل جديد أو عندما يتوفى صاحبها. يمكن أن تبقى في المكان في انتظاره وتعبر عن اشتياقها له.
  • هذا يبرهن على العلاقة الخاصة التي تُبنى بين القطط وأصحابها، وكيف أنها تحمل ذكريات ومشاعر عميقة تجاههم.
هل القط ينكر المعروف يوم القيامة

جديد المواضيع