ابحث عن أي موضوع يهمك
لماذا نحرص على الاعتدال في استهلاك المياه هو سؤال على الرغم من أهميته إلا أنه حينما يتم طرحه لا يتمكن الكثيرون من معرفة الإجابة الصحيحة له، وهو ما سوف نقوم بعرضه لكم في مقالنا عبر مخزن، خاصةً أن تلك المسألة تمثل من الأهمية والخطورة ما يستحق التطرق لها بشكل واسع ومفصل للحد دون الإسراف في استهلاك الماء بما لا يوجد منه نفع أو حاجة لما يترتب على ذلك الإسراف من خطر محدق بجميع الكائنات الحية التي تعيش على الأرض والتي إن لم يشعر بأثرها الجيل الحالي فلا شك أن تأثيرها سيكون بالغ على الأجيال القادمة.
إن الترشيد في استهلاك الماء من الأمور غاية في الأهمية التي يجب على الجميع أن يحافظوا عليها، وذلك لما يكون له من نتائج عظيمة وإيجابية تنعكس على كل من البيئة والإنسان، ومن بين أبرز تلك النتائج ما يلي:
- التوفير بتكاليف توزيع وإنتاج الماء وإدخار ما يفيض من الماء إلى الاحتياجات بالمستقبل.
- التقليل من كميات الماء العادمة، حيث يمثل التقليل في استخدام الماء انعكاس إيجابي على مقدار المياه العادمة، وبالتالي سيقل ما يتم إجرائه من تكاليف معالجة الماء وما ينتج عنها من آثار بيئية.
- الاستفادة مما يتم سحبه من ماء من المسطحات المائية والتي يتم الحصول عليها من أجل توظيفها في الاستخدام البشري وخدمة البيئة عوضاً عن استهلاك الماء من مصدره.
- استغلال ما يفيض من الماء في إنتاج الطاقة والزراعة.
- الرفع من الإمدادت الغير محدودة من الماء لأماكن أكبر من الأماكن الحالية، سواء كانت سطحية أو جوفية.
- إدارة الموارد المائية بطريقة صحيحة للحفاظ على استدامتها، وهو ما ينتج عنه توفير فرصة من أجل الاستفادة منها بشكل أكبر في الأنشطة الاقتصادية.
- التقليل من الكميات التي يتم استهلاكها في إنتاج المياه، وهو ما يساعد على الحد من استخدام الطاقة، ومن ثم التقليل مما ينبعث من الغازات التي يترتب عليها حالة الاحتباس الحراري.
- تعزيز عمليات إمداد الماء التي يكون هناك حاجة كبيرة إليها خلال مواسم الجفاف، وذلك عن طريق رفع ذلك الإمداد بصورة رئيسية.
- الالتزام بالأنظمة والتعليمات، حيث يتعين حصول الوكالات الحكومية التنظيمية على الفرصة نحو التأهل والتقدم على المنح والتصاريح والقروض أن يقوموا بتقديم خطط من أجل المحافظة على المياه.
إن المياه تعد بمثابة ثروة ذات أهمية بالغة لا يمكن على الإطلاق أن يتم تقديرها بثمن، والتي تقدر بالذهب أو ما هو أكثر قيمة منه، ولكن ولأن المرء بطبعه لا يشعر بقيمة النعم إلا بعد فقدها وزوالها، تمثل المياه ما يقرب من ثلاثين بالمئة مما يوجد على سطح الأرض من مساحة، وتلك المياه لا تعد جميعها صالح للشرب أو الاستهلاك، حيث هناك المياه الجوفية والأنهار والمحيطات والبحار وغيرها من مصادر المياه الأخرى.
ولا يمكن لإنسان أن يستهلك في الشرب والطعام والزراعة وسقي الحيوانات إلى المياه العذبة، ووفق الكثير مما تم إجرائه من إحصائيات فإن استهلاك البشر للمياه يبلغ حوالي سبعة بالمائة من إجمالي نسبة المياه الموجودة على الأرض، ويكون لذلك تأثير بالغ على حياة البشر بشكل خاص والكائنات الحية بشكل عام.
وهنا يتضح مفهوم ومعنى ترشيد استهلاك المياه، وهو ما يقصد به الاقتصاد في استهلاك المياه الصالحة للاستخدام، بمعنى ألا يتم إهدار تلك المياه في غير الأمور الهامة والحرص على المحافظة قدر المستطاع على منسوب المياه على الأرض.
قد يظن الكثيرون أن التوفير في استهلاك المياه والتقليل منه سيرجع فقط بالفائدة على منسوب المياه ولكن ذلك الاعتقاد غير صحيح، حيث إن كل من الحياة البيئية والبشرية هي عبارة عن سلسلة ذات حلقات مترابطة وما يصيب أحدها من تأثير بالضرر يلحق بالبقية تباعاً، ففي الحالة التي يقلل بها البشر من استهلاك الماء فإن الحاجة نحو تشغيل مضخات الماء الكبيرة بالبلاد سوف يقل تباعاً، وهو ما سيؤدي إلى التقليل من نسبة غاز الكربون في الجو نتيجة الحد من تقليل يه المضخات وبالتالي المحافظة على البيئة من التلوث.
الأطفال هم من في أشد الحاجة للتعرف على أهمية الحفاظ على المياه وعدم اتباع ما يترتب عليه إهدارها فيما لا نفع منه، وذلك لأنهم لا يكونوا على دراية في صغرهم لمدى ما تمثله المياه من أهمية في جميع مجالات الحياة وهو ما يجب أن يشبوا وهم مدركين له، كما أنهم خلال يومهم قد يأتون بسلوكيات من شأنها هدر المياه مثل اللعب وغيره، لذا نعرض لكم فيما يلي بعضاً من النصائح التي تساعد على تعويد الأطفال على ترشيد استهلاك المياه:
- تجنب ترك صنبور الماء مفتوحاً خلال غسل الأسنان أو الاستحمام إذا لم يكن ذلك ضرورياً بمعنى أن يتم استخدام الماء خلال عمليات النظافة باعتدل دون إسراف.
- عدم التفريغ الكامل لخزان المرحاض إن لم يكن هناك ضرورة لذلك، حيث يوجد البعض من أنواع الخزانات مصممة بوجود اثنين من المكابس أحدها يقوم بتفريغ الماء في الخزان بالكامل، والآخر يقوم بالتفريغ الجزئي.
- عدم استخدام الماء في اللعب، كأن يتم الإسراف في ري حديقة المنزل، أو اللعب بها مع الأصدقاء.
أرسل الله الرسول صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام للعباد أجمعين تشريعاً لجميع أمورهم في الحياة الدنيا وهو ما يترتب عليه مصيرهم في الآخرة، ومن بين أهم الأمور الت تطرق الإسلام لمعالجتها أهمية عدم هدر المياه والإسراف والتبذير فيها، وهو ما قال الله تعالى فيه في سورة الإسراء الآية 27 (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا)، حيث تبين الآية الكريمة أن الله قد جعل المبذرين في منزلة الشياطين، وهل يوجد أقبح من تلك المنزلة يكون الإنسان بها.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه “أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- مرَّ بسَعدٍ. وَهوَ يتوضَّأُ فقالَ: ما هذا السَّرَفُ فقالَ أفي الوضوءِ إسرافٌ قالَ نعَم وإن كنتَ علَى نهَرٍ جارٍ”، حيث كان الصحابي سعد بن أبي وقاص قد أسرف باستهلاك المياه خلال الوضوء أكثر مما يحتاجه الأمر فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم أن أهمية الترشيد في استهلاك المياه يشمل العبادات أيضاً.
وبذلك نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال لماذا نحرص على الاعتدال في استهلاك المياه وهو ما قد دار حوله مقالنا في مخزن، والذي حاولنا قد المستطاع أن نشمل إيضاح لأهمية الاعتدال في ترشيد استهلاك المياه من جميع جوانبه سواء ما يتعلق بالحاضر أو المستقبل، وما ورد في الإسلام بذلك الصدد، وهو ما يجب أن يتم تنشأة الأطفال منذ صغره على فهمه وإدراك أهميته.