ابحث عن أي موضوع يهمك
اختلفت آراء وأقوال العلماء حول موضع قبر النبي آدم عليه السلام على أقوال خمسة كما يأتي:
كانت وفاة النبي آدم عليه السلام بيوم الجمعة، إذ أتت الملائكة إليه بكفنٍ من الجنّة وأدت الصلاة عليه عقب أن كبّرت أربعاً، وهو ما يستدل عليه من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم (صَلَّتِ الملائكةُ على آدمَ فكَبَّرَتْ عليه أربعًا وقالت: هذه سُنَّتُكم يا بَنِي آدمَ)، ويوجد العديد من الأمورٍ التي ذَكَرها العلماء بكتبهم حول وفاة آدم عليه السلام، ويشار إلى عدم وجود دليلٍ على ذلك من القرآن الكريم والسنة، ومن بينها ما يأتي:
أجمع علماء الإسلام حول موضع قبر النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم بأنّه يقع في المدينة المنورة بحجرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو ما أتى على وجه الجزم واليقين والتحديد، ومن غير الجائز لأي أحدٍ أن ينكر ذلك، وفيما يتعلق بمواضع قبور غيره الأنبياء والرُّسُل عليهم جميعا السلام فلم تَثبت ويتحدد على وجه اليقين والتحديد، لِذلك لا يُبدَّع مَن قام بإنكار موضع قبر أيًا من الأنبياء أو الرُّسل، باستثناء من ينكر موضع قبر النبي إبراهيم عليه السلام الواقع ببلده المعروفة بالغار، و يشار إلى عدم تعلّق أيّ من الأحكام الشرعيَّة بالتعرف على مواضع قبور الرسل والأنبياء.
ذكرت بعض الأخبار أنّ موضع قبر حوّاء زوجة النبي آدم عليهما السلام يقع بمدينة جدّة، وورد أن السيدة حوّاء حين توفيت تم دفنها بجدّة وأطلق على مدينة جدّة بذاكر الاسم؛ لأن السيدة حوّاء أصبحت جدّة العالم، وقد نفى العلماء الكثير من هذه الأقوال المتداولة، وذكر أحد العلماء وجود بعض القبور التي جُعل الخدام والسدنة حولها وفُتحت الزيارات أمامها؛ رغبةً بزيارة حواء أُمِّ البشر، لكنّ جميع ذلك من أساطير الأقوال التي لم يثبت شئ حولها، كما ويُذكر أنّ آدم وحوّاء وابنهما النبي شيث عليهم جميعا السلام دُفونوا بجبل أبي قُبيس؛ ولكن ذلك غير مؤكّد.
النبي آدم عليه السلام هو أوّل الأنبياء الذين بعثهم الله سبحانه، وأوّل من خلق من البشر، ومن غير الممكن أن يتم تقدير عدد الأعوام التي عاشها النبي آدم على وجه الدقة، حيث يوجد من ذكر بأنّه عاش حتى تسعمئة وثلاثين عام، ولم يجزم بذلك العدد، كما واختلفت الروايات حول موضع دفن سيدنا آدم، ولكن الله سبحانه أخفى على الناس موضع قبور الأنبياء بخلاف قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لحماية العقيدة، وواحدة من الروايات ذكرت أنّ رأس النبي آدم عليه السلام يقع عند مسجد إبراهيم عليه السلام، في حين تقع قدماه عند بيت المقدس، وليس هناك دليل يؤكد تلك الرواية.
النبي آدم عليه السلام هو أول مخلوق خلقه الله سبحانه على الأرض من البشر، ونفخ فيه الله من روحه، وأمر الملائكة بأن بالسجود تحية وتقديرا له، ولم يكن الغرض من ذلك السجود العبادة، فسجدوا جميعه له وامتثلوا لأمر الله باستثناء إبليس، الذي لم يرضَ بالسجود له، وكان مبرره في ذلك أن النبي آدم خُلق من طين، وهو خلق من نار، فكيف يسجد الذي خُلق من نار للمخلوق من طين، فقد رأى إبليس نفسه أنه أفضل منه، وأعلى مكانة، وحينها غضب الله سبحانه عليه، ولعنه، وهنا طلب إبليس من الله أن ينظره إلى يوم القيامة، فأذن الله له بذلك، وتوعّد بملء النار بجميع من يتبعه.
وقد استطاع إبليس أن يغوى النبي آدم عليه السلام، وزوجه حينما سكنا الجنة، ووسوس لهما بأن بتناول ثمرة من الشجرة التي سبق أن نهاهم الله تعالى عن الأكل منها، فعصى آدم ربّه لوسوسة الشيطان له، وهو ما أدّى إلى طردهم من الجنة، وإنزالهما إلى الأرض.
النبي آدم أوّل مخلوق بشري، وقد خلقه الله تعالى بيديه من طين، وورد إنّ الله سبحانه أخذ قبضةً من مختلف أنواع الطين بالأرض، وشكّل سيدنا آدم عليه السلام منه ونفخ به من روحه، ومن الأحاديث التي وردت بذلك الشأن ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِن قبضةٍ قبضَها مِن جميعِ الأرضِ، فجاءَ بنو آدمَ على قدرِ الأرضِ، فجاءَ منُهمُ الأحمرُ والأبيضُ والأسودُ وبينَ ذلِك والسَّهلُ والحَزْنُ والخبيثُ والطِّيبُ).
وعقب خلقِ النبي آدم عليه السلام خلق الله له أمنا حواء من ضلعه؛ فخلقها الله وهو نائم من ضلعه الأيسر حتى لا يشعر بالألم الشديد القوي فيكرهها، وعقب أن رآها آدم أحبها، وجعل الله بينهما مودّةً ورحمةً وألّف بين روحهما.
منح الله تعالى آدم وحواء الحقّ في العيش بالجنة والتمتع بما فيها من نعيم. وأمرهما الله أن يبتعدا عن شجرة، إلا أن الشيطان ووسوس لهما وأغواهم أن تلك هي شجرة الخلود والملك، فعصيا أمر الله تعالى وأكلا منها، فعاقبهما الله جل وعلا بإخراجهما من الجنة ومن ثم إنزالهما إلى الأرض، وهو ما قال به الله تعالى في سورة الأعراف الآية 20 (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ).