عادة ما تكون الوحمات حميدة غير مسببة لأي مشاكل، ولكن في عدة أحيان قد تشكل الوحمات أحد أشكال الخطورة على حياة الأفراد، وتتطلب التدخل الطبي الفوري حتى لا يتعرض الشخص لأي مرض يجعله يفقد حياته، وهذا ما سوف نتناوله بالتفصيل في التالي:
في حال إن كان الشخص يعاني من وحمة بالقرب من إحدى عينيه، فهذا يعتبر أحد مظاهر الخطورة التي تشكلها الوحمات، وفي هذه الحالة تُسمى الوحمة التي تظهر بجانب إحدى العينين وحمة الفراولة.
وهذا بسبب كونها تشبه في الشكل حبة الفراولة، ولكنها تشكل خطراً شديداً على الإنسان في أنها قد تصيب الإنسان بمرض الجلوكوما أو ما يُسمى من قبل عدد من الأطباء بمرض الزرق أو المياه الزرقاء.
وعادة ما تظهر تلك الوحمة القريبة من العين على الأطفال حديثي الولادة، وفي حال ظهورها على المواليد الجدد بالأخص تتطلب التدخل الطبي السريع حتى لا تصيب المولود بأي أضرار خطيرة تتسبب له في مشاكل في الرؤية قد تصل إلى انعدام الرؤية تماماً.
من الممكن أن تكون التغيرات التي تحدث في الوحمة هي نفسها التي تشكل خطراً بمعنى في حال تغير شكل الوحمة إلى شكل مختلف بعض الشيء عن الشكل الذي كانت عليه، فهذا معناه أن الشخص الذي لديه تلك الوحمة أصبح ذا فرصة عالية على الإصابة بسرطان الجلد.
حيث إنه لوحظ أن الأشخاص المصابين بالشامة الميلانينية أو الوحمة الصباغية هم أكثر عرضة من غيرهم بالإصابة بسرطان الميلانوما بنسبة تتراوح من بين 5 إلى 10 بالمئة، مع العلم أن سرطان الميلانوما هو السرطان الخاص بالخلايا التصبغية، وهذا النوع يندرج أسفل قائمة سرطان الجلد الغازي.
وفي حال إن كانت الوحمة تحتوي على أي نوع من أنواع التقرحات خاصةً إذا كانت تلك الوحمة هي وحمة الفراولة التي تعتبر من أكثر أنواع الوحمات عرضة للإصابة بمجموعة كبيرة من العدوى الفيروسية المختلفة.
ما هي الوحمة
الوحمة هي إحدى العلامات الملونة الموجودة على جلد الإنسان وأحياناً قد تكون تلك الوحمات موجودة تحت الجلد، من الممكن أن تتشكل تلك الوحمات عند الولادة، أو بعد الولادة بفترة قصيرة.
علماً بأنه من الممكن لتلك الوحمات أن تتلاشى وحدها من دون أي تدخل؛ حيث إنها تبدأ في أن تتلاشى رويداً رويداً مع مرور الوقت، ومن الممكن أن يكون هناك وحمات جلدية تكون أكثر وضوحاً من غيرها.
الوحمة الجلدية التي تظهر على جلد الأطفال قد يكون لونها مائلاً للون الأحمر الفاتح أو الوردي، ولكن إذا كانت تلك الوحمة مركزة في الأوعية الدموية، فمن الممكن أن تظهر بلون بني، وهذا اللون قد يكون نتيجة عن تجميع الخلايا الصبغية مع بعضها البعض.
مع الأخذ بالاعتبار أن الوحمات تنقسم إلى قسمين، ولكن الوحمات نفسها تكون ذا عدة أنواع، وكل تلك الأنواع تندرج تحت إحدى هؤلاء القسمين الآتي ذكرهم:
الوحمة الدموية: تتشكل تلك الوحمة من خلال مجموعة من الأوعية الدموية الموجودة تحت سطح الجلد، وقد يكون لونها مثلما ذكرنا في الفقرة السابقة مائلاً للون الوردي أو الأحمر، وقد يكون في بعض الأحيان لونها مائلاً للون الأزرق، وهذا كله يتعلق بمدى عمق هذه الأوعية الدموية، فعلى سبيل المثال، من الممكن أن يكون هناك منطقة ما في الجسم مجموعة كبيرة من الأوعية الدموية المتجمعة، وقد تكون تلك الأوعية الدموية في هذه المنطقة أوسع من الأوعية الموجودة في أي منطقة أخرى.
الوحمة المصطبغة: تظهر هذه الوحمة على مستوى جلد الإنسان بحيث يكون لونها ممزوجاً بين اللون البني والرمادي وأحياناً يكون اللون مائلاً للون الرمادي المزرق بعض الشيء، وفي بعض الأوقات قد يكون لون تلك الوحمات لون أسود واضح وصريح، وهذا الاختلاف بين الألوان يتوقف على درجة لون بشرة الإنسان المصاب بهذه الوحمة بحيث إن كان هذا الإنسان ذا لون بشرة قمحي أو فاتح أو غامق، وقد يكون هذا اللون الأسود نتيجة لحدوث تطور غير طبيعي في الخلايا، ويُسمى هذا التطور أو الخلل الموجود في الخلايا بالخلل التصبغي للخلايا.
أنواع الوحمات
تتعدد أشكال الوحمات وأنواعها حتى تشمل عدة أنواع، وتندرج هذه الأنواع أسفل القسمين السابق ذكرهم، لذلك سوف نتناول بتفصيل أكثر ما هي أنواع تلك الوحمات في النقاط الآتية:
الشامات
تتميز الشامات بأنها ذات لون بني فاتح، ومن الممكن أن تكون في بعض الأحيان باللون الأسود، ولكن بالدرجة الفاتحة من هذا اللون، كما أن الشامات تختلف كثيراً من حيث الحجم، فمن الممكن أن تكون مسطحة، وفي بعض الأحيان قد تكون مرتفعة بعض الشيء.
كما أن الشامات قد تظهر في أي منطقة من مناطق الجسم المختلفة فهي قد تظهر على الوجه أو القدم والساق أو الظهر وغيرها من الأماكن الموجودة في مختلف أنحاء جسم الإنسان.
من الممكن أن تتلاشى بعض تلك الشامات مع مرور عدة سنوات في مرحلة النمو والبلوغ، وقد تستمر بعض تلك الشامات لمدى الحياة.
تعتبر الشامات هي أكثر أنواع الوحمات التي من الممكن أن يحدث عليها تغيرات بمرور الزمن لتصبح إحدى مسببات سرطان الجلد.
البقعة المنغولية
يُطلق عليها اسم آخر وهو البقعة الرمادية الزرقاء، وتحدث تلك البقعة في الغالب عند الأشخاص أصحاب البشرة الداكنة، وتصنف تلك الوحمة أو البقعة المنغولية بأنها واحدة من الوحمات غير الضارة نهائياً، علماً بأن تلك البقعة قد تشبه الكدمات في شكلها.
تظهر تلك البقعة المنغولية بكثرة في عدة مناطق تشمل منطقة أسفل الظهر ومنطقة الأرداف، وتبدأ تلك البقعة في التطور مع مرور الأسابيع الأولى من حياة المواليد الجدد، ولكنها تبدأ في أن تختفي تماماً مع بلوغ السنة الرابعة للطفل.
بقعة القهوة بالحليب
هذا النوع من الوحمات يمتاز بأنه ذو شكل بيضاوي ولون باهت، ولكنه يتميز بأنه أغمق قليلاً من درجة لون الجلد، قد يحدث هذا النوع من الوحمات من بداية ولادة الطفل، وحتى يبلغ مرحلة الطفولة المبكرة.
ومن الممكن أن تتلاشى تلك الوحمات، وتختفي وحدها مع مراحل نمو الطفل، والجدير بالذكر أن هذا النوع يوجد في مختلف أجاء الجسم، وعادة ما يكون حجمه أصغر من حجم يد الطفل.
أسئلة شائعة
هل الوحمات تكبر؟
عادةً من الممكن أن تكبر الوحمات حتى يصل قطرها إلى حوالي 20 سم علماً بأن تلك الوحمات قد تظهر في عدة أماكن مختلفة في الجسم حتى أنها أحياناً تتمكن من تغطية تلك الأماكن بالكامل، وعادة ما يحدث هذا في منطقة البطن، وكذلك منطقة الظهر والوجه والمؤخرة.
هل من الممكن أن تسبب الوحمة السرطان؟
في بعض الأحيان الوحمات أو الشامات تكون غير ضارة للغاية، ولكن في أحيان أخرى تكون مسرطنة حيث أنه ورد في إحدى الدراسات أنه من الممكن أن تكون هناك وحمة من بين كل ثمانية وحمات خبيثة أي مسرطنة لذلك يجب أن يقوم الفرد بمتابعة ومراقبة الوحمات جيداً، حتى يكتشف ما هي التغيرات التي تطرأ عليها، حيث أنه من الممكن أن تسبب تلك الوحمات الخبيثة سرطان الجلد أو سرطان الميلانوما.
هل تعتبر الوحمة من علامات الجمال؟
بالفعل، فإن الشامة أو الوحمة يعتبران أحد معالم الجمال خصوصاً في حال تواجدها في الوجه أو الرقبة أو الكتفين، ولكن قد تتحول الوحمة في بعض الأحيان من نعمة إلى نقمة، خصوصاً في حال إن كانت خبيثة.