تختلف المدة الزمنية لفترة المراهقة؛ بسبب اختلاف عدة عوامل قد تكون تلك العوامل خاصة بنوع المراهق، إذ كان ذكراً أم أنثى، وقد تكون تلك العوامل خاصة بالمجتمع الذي نشأ فيه المراهق، إذ كان هذا المجتمع مجتمع غربي أم مجتمع شرقي، لذلك تختلف المدة التي تستمر فيها مرحلة المراهقة من بين فرد وفرد، ففي بعض الأحيان قد تستمر تلك الفترة لمدة زمنية قصيرة، وفي أحيان أخرى قد تستمر لمدة زمنية طويلة قد تمتد لحوالي عشر سنوات من حياة الإنسان، وهذا ما جعل عدة علماء في مجال علم النفس يقسمون فترة المراهقة إلى ثلاث مراحل مختلفة سوف نقوم بعرضهم في التالي:
مرحلة المراهقة الأولى: حسب قول العلماء أن المرحلة الأولى للمراهقة قد تبدأ في سن الحادية عشر، وتستمر حتى سن الرابعة عشر، وتتميز تلك المرحلة بأن المراهق يتعرض فيها لعدة تغيرات بيولوجية سريعة تظهر عليه بسرعة فائقة.
مرحلة المراهقة الوسطى: تبدأ تلك المرحلة من سن الرابعة عشر حتى سن الثمانية عشر، وتصنف تلك المرحلة بأنها المرحلة التي تكتمل فيها كافة التغيرات البيولوجية، وتبدأ في تلك المرحلة خلل التغيرات الفسيولوجية.
مرحلة المراهقة المتأخرة: تبدأ مرحلة المراهقة المتأخرة بدايةً من العام الثامن عشر وحتى العام الواحد والعشرين حيث يصبح حينها المراهق أو المراهقة إنساناً راشداً مسؤولاً عن كافة قرارته وتصرفاته عند بلوغه سن الواحد والعشرين.
بينما أكد عدد آخر من العلماء أن مرحلة المراهقة من الممكن أن تستمر حتى سن 24 عاماً عند الذكور بالأخص وهذا ما جعل العلماء يرجحون أن ذلك يعود إلى أن الشباب أصبحوا الآن غير راغبين في الزواج والأبوة وتحمل المسؤولية إلا بعد سن الثلاثين لذلك أصبحت فترة المراهقة لدى الذكور تستمر لفترة أطول من فترة المراهقة عند الإناث حسب قول بعد العلماء.
السلوكيات الشائعة في مرحلة المراهقة
تعتبر فترة المراهقة واحدة من الفترات الانتقالية التي يعيشها الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة علماً بأن تلك المرحلة تمتاز بأنها يتخللها العديد من العقبات والضغوط النفسية وغيرها من الحالات التي تنتج عن مرحلة البلوغ والنمو الجسماني والوجداني المتسارع للمراهقين في تلك الفترة، لذلك تظهر على المراهقين عدة سلوكيات وتصرفات قد يكون بعضها إيجابياً وبعضها الآخر سلبياً، لهذا السبب سوف نقوم بعرض مجموعة من السلوكيات أي التصرفات الشائعة التي يقوم بها المراهقون بمختلف خصائصهم خلال فترة المراهقة في التالي:
الانفعال والعدوانية
في الغالب يكون المراهق في تلك الفترة ذا ميول عدوانية وانفعالية مائلة للعنف بعض الشيء، وذلك بسبب كونه يتعرض أثناء فترة المراهقة إلى نمو في مشاعره ووجدانه يجعل هناك بعض الخلل الذي يظهر على أفعاله وتصرفات على هيئة ردود أفعال عدوانية عنيفة.
كما أن في الغالب يكون المراهق ذا ردود أفعال مندفعة ومتأهبة أكثر من اللازم لذلك ينصح العديد من مختصي علم النفس أهل المراهق أن يكونوا أكثر حكمه في تلك الفترة، وأن يحاولوا احتواءه دون أن يوجهوا له العديد من التوبيخ والإساءة.
التذبذب الانفعالي
وهذا المصطلح معناه أن المراهق قد تتغير ميوله ما بين اليوم والثاني أي ما بين الساعة والأخرى في بعض الأحيان، وتعتبر تلك السمة تحديداً هي أكثر ما يميز المراهقين حيث أنها تعتبر عرضاً طبيعياً للغاية بسبب أن المراهق لا يستجيب دائماً لنفس المثير أو الموقف بنفس الاستجابة خاصة عند تكرار مرات التعرض.
لذلك تختلف طرق الاستجابة لنفس الموقف من قبل المراهق في أوقات وفترات مختلفة، وهذا السلوك تحديداً قد يكون هو العامل الأساسي وراء المشكلات التي تتفاقم بين المراهق وأسرته خلال هذه الفترة.
الميل للحب والارتباط
تنقسم تلك السمة إلى قسمين أولهم أن المراهق عادة يكون محباً لنفسه للغاية ودائم الاعتناء بها مما قد يعرضه في بعض الأحيان إلى اتهامه بأنه أناني أو مغرور، ولكن هذا الاهتمام المبالغ فيه بالذات قد يختفي رويداً رويداً مع بلوغ الشخص وتحمله المسؤولية مع تقدمه في السن لهذا لا ينبغي أن نقوم بإصدار أحكام على المراهقين في فترة مراهقتهم نهائياً.
والقسم الثاني هو أن المراهق يكون مائلاً في أغلب الأوقات لمشاعر الحب؛ مما يجعله يتعرض لعدة اضطرابات عاطفية تجعله في بعض الأحيان يشعر بحبه لشخص ما في يوم وفي اليوم الثاني قد يشعر بأنه يحب شخصاً آخر، إلى جانب أنه في معظم الأحيان قد يشعر الشخص المراهق في إحدى الفترات بأنه يرغب في أن يكون في علاقات متعددة مع أشخاص مختلفين، لذلك يجب علينا أن نوضح أن جميع ما تم ذكره في السابق ما هو إلا تغيرات فسيولوجية طبيعية يتعرض لها أي شخص في هذه المرحلة.
المخاوف والصراعات
قد نجد أن بعض الأهالي يشتكون من أن ابنهم دائماً البعد عنهم ودائم البعد عن كافة المواقف والمناسبات الاجتماعية، وهذا بالفعل يحدث، ولكنه يكون نتيجة لشعور المراهق بأنه ليس لديه القدرة الكافية على أن يتعامل في تلك المواقف أمام عدد كبير من الناس الغرباء، وهذا قد يكون لإنه خائف من أن يتعرض لأي موقف نقد مثلاً يجعله عاجزاً عن الرد، أو قد يكون ذاك البعد ناتجاً عن خوف من التعرض لأي من المواقف المحرجة.
ولكن على الأرجح هذا الخوف يعود إلى شعور المراهق بأنه غير واثق في نفسه، أو في قدرته على التحمل للإساءة، أو أن المراهق قد يكون لديه شعور ما بأن هؤلاء الأشخاص الذي يبتعد عنهم يتنمرون عليه دون وجود قدرة له على الرد لذلك يفضل الابتعاد عن هذه التجمعات العائلية في أي من المناسبات الاجتماعية المختلفة.
بالإضافة إلى أن المراهقين عادة ما يعانون في داخلهم من مجموعة من الصراعات الداخلية التي يحاولون السيطرة عليها، ولكنهم مع الأسف يفشلون مما يجعل تلك الصراعات تخرج على هيئة تمرد وعصيان تجعلهم يتعرضون للنقد من قبل الأهل، لذلك يفضلون تجنب الجلوس أو الحديث مع الأهل في أي من المواقف المختلفة.
أسئلة شائعة
كيف أعرف أن حب المراهقة حقيقي؟
هناك العديد من الآباء والأمهات الذين يغضبون للغاية في حال علموا أن ابنهم أو ابنتهم قد وقعوا للحب لأول مرة خلال مرحلة المراهقة، ويبدؤوا في توبيخهم ولومهم من خلال مجموعة من الكلمات السلبية مثل أن هذا مجرد إحساس طفولي لا فائدة ولا جدوى منه، أو عندما تكبر في السن سوف تضحك على هذه المشاعر المضحكة، ولكن في حال إن نظر هؤلاء الآباء والأمهات حولهم سوف يجدن العديد من الزيجات التي بدأ أطرافها في تبادل مشاعر الحب منذ سن المراهقة ومع نضوجهم لم يتغير هذا الحب، إلا أنه قد ازداد قوة جعلت الطرفين يقدمن على خطوة الزواج.
ما هي الأشياء التي يكرهها المراهقين؟
أكثر الأشياء التي يكرهها المراهقون سواء إن كان المراهق ذكر أو أنثى هي أن يقوم أحد بمقارنته بشخص آخر، أي إذا قارنت الأم مثلاُ بين ابنها المراهق وأحد أشقائه أو أقاربه أو حتى أصدقاءه وخاصةً إذا كانت تلك المقارنة سوف تصب في اتجاه الطرف الأخر وتبرز مدى تقصير الابن المراهق سواء في دراسته أو مع عائلته أو أي شيء آخر لذلك يجب تجنب انتقاد المراهق من خلال مقارنته بأي شخص آخر، وفي حال انتقاده يجب أن يتم انتقاده دون أي إساءة له نهائياً.
لماذا سمي سن المراهقة بهذا الاسم؟
حيث أن المراهقة آتية من فعل راهق معناه اقترب لهذا السبب سميت تلك الفترة بهذا المصطلح للدلالة على أن الفرد قد كبر في سنه وخصائصه سواء الجسمانية أو العقلية أي أنه لم يعد طفلاً.