ابحث عن أي موضوع يهمك
ما هو القربان هو واحدًا من الأسئلة التي تأتي على أذهان البعض وذلك لأن القرابين عُرفت منذ بدء الخلف ولقد انتشرت في العصور القديمة ولكن مفهومها اختلف باختلاف الحضارات والديانات، فعبر موقع مخزن شوف شير إلى معناها، وإلى أبرز المعلومات عنها وبالتفصيل.
إن لفظ قربان في اللغة العربية يعود إلى الفعل قَرَبَ ويُجمع على قرابين، حيث إنه يشير إلى التخلي عن الأشياء التي كان يريدها الفرد بشدة ويحتفظ بها وذلك من أجل الحصول على أشياء أخرى قد تبدو أهم منها أو من أجل التمكن من القيام بفعل ما أو ربما لمساعدة أحد الأشخاص، إذ إنه يتم تعريفه في اللغة كالآتي:
في العصور الإسلامية الأولى تم تعريف القربان على أنه الوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى ربه – عز وجل-، حيث كانت هذه الوسيلة قديمًا الذبائح نظرًا لكونها أقرب لمفهوم الأضحية، فمن المعروف أن الأضحية يجب فيها أن يتم ذكر اسم الله – سبحانه وتعالى- عليها وذلك حين الشروع في ذبحها، فنظرًا لكثرة إطلاق لفظ القربان على الذبائح فلقد تم اقترانه بالذبح وأصبح يٌعرف به.
الجدير بالذكر أن مفهوم القربان في الوقت الحالي أصبح شاملًا حيث تم إطلاقه على الأعمال الأخرى التي تصل العباد بالله تعالى مثل الصلاة والصيام والذكر والصدقة وغيرها، إذ إنها الأعمال التي تساعد على سؤال الله عما نريد بمثابة القربة لحمده وشكره – عز وجل- على كل شيء.
تعد نعم الله – عز وجل- على الإنسان لا حصر لها، حيث لا بد وأن نشكره عليها بالتقرب منه بالعديد من الطاعات، فإن تقديم القربان إلى الله على هيئة الطاعات لا بأس فيه، حيث يُمكن أن يكون بالذبح خالصًا لوجهه – سبحانه وتعالى-، وبهدف تقديم الطعام للمساكين والفقراء والحصول والأجر والثواب على ذلك.
أما عن تقديم القربان لغير الله – عز وجل- أو القيام بأي عبادة دون إخلاص النية خلالها لوجه – سبحانه وتعالى- ففيه شرك به والعياذ بالله، حيث إن هذا الأمر يُنصف حرامًا في الشريعة الإسلامية.
إن القربان في القرآن الكريم يعني ما يتقرب به العبد من الأعمال الصالحة والبر إلى الله – عز وجل-، حيث ورد هذا اللفظ مرتين بمعانٍ متنوعة ولكن المعنى الشائع هو النحر والأضحية، فمن الآيات القرآنية التي ذُكر فيها ما يلي:
عُرف القربان عند المسيحيين منذ القدم باسم العشاء الرباني، وذلك لأنهم كانو يتناولون قطعًا من الخبز الطازج مع كأس من الخمر في الكنيسة تذكارًا لصلب المسيح عندهم، كما عُرف باسم التناول أو الأفخارستيا، ومن الجدير بالذكر أن القربان في الديانة المسيحية مقدس للغاية بمثابة الوسيلة لتعزيز الوحدة فيما بينهم بالإضافة إلى تعميق شراكتهم ببعضهم.
يعد أول قربان تم في التاريخ هو الذي ورد في قصة قابيل وهابيل ابني سيدنا آدم – عليه الصلاة والسلام، فلقد تم الإشارة إليه في كتب بعض أهل تفسير القرآن الكريم، حيث ذُكر بأن قبيل قدم إلى الله – عز وجل- زرع لكي يتقرب منه وكان حينها أسوأ ما لديه في حين أن هابيل قام بتقديم أفضل ما لديه من الأنعام وهو كبس من الضأن.
فلم يتقبل الله – عز وجل- جينها قربان قابيل، وذلك لأن قربان هابيل الذي قام بتقديمه أحسن في اختياره بفاعلية، والدلالة على ذلك قوله تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة، 27].
الجدير بالذكر أن قابيل لنيته السيئة إلى جانب قلة تقواه غضب غضبًا شديدًا وحسد أخوه، ولكن هابيل حاول أن يهدأ من روعه وينصحه ويبين له كيف يُمكن لله – عز وجل- أن يتقبل منه، فلم يستمع حينها قابيل لأخيه وقتله وأصبح من النادمين.
إن القرابين تنوعت على مدار التاريخ الإنساني بتنوع الثقافات الدينية والحضارات وكما أسلفنا ذكرًا، فلقد كانت القرابين الحيوانية هي أول الأنواع ظهورًا حيث كانت تُقدم بشكل شائع للموتى أو لقوى أعلى بسبب خصوبة الأنواع الحيوانية وجاء بعدها القرابين البشرية من النساء والأطفال.
كما ذكر الدكتور محمد عثمان الخشب في كتابه الخاص والذي يُعرف باسم تطور الأديان إلى أنه تم اكتشاف الأسلحة والمجوهرات في الآبار والينابيع والمجاري المائية حيث كانت تُقدم كقرابين وكذلك غنيمة حرب، ومن الجدير بالذكر أنه على هذا الأساس تم البحث والتنقيب إلى أن تم الوصول للأنواع الآتية من القرابين: