مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

ما هو القربان وهل ورد في القرآن الكريم

بواسطة: نشر في: 28 يوليو، 2023
مخزن

ما هو القربان هو واحدًا من الأسئلة التي تأتي على أذهان البعض وذلك لأن القرابين عُرفت منذ بدء الخلف ولقد انتشرت في العصور القديمة ولكن مفهومها اختلف باختلاف الحضارات والديانات، فعبر موقع مخزن شوف شير إلى معناها، وإلى أبرز المعلومات عنها وبالتفصيل.

ما هو القربان

إن لفظ قربان في اللغة العربية يعود إلى الفعل قَرَبَ ويُجمع على قرابين، حيث إنه يشير إلى التخلي عن الأشياء التي كان يريدها الفرد بشدة ويحتفظ بها وذلك من أجل الحصول على أشياء أخرى قد تبدو أهم منها أو من أجل التمكن من القيام بفعل ما أو ربما لمساعدة أحد الأشخاص، إذ إنه يتم تعريفه في اللغة كالآتي:

  • القربان هو ما يُتقرّب به من ذبائح وأشياء أخرى إلى الله تعالى، وهو ما يتقرب به الإنسان أيضًا للقوة وذلك اعتقادًا منه أنه قادرًا على إحداث مختلف التغيرات في حياته.
  • فلقد اختلفت القوة في مفهومها باختلاف الحضارة الإنسانية المنتمي إليها، كذلك اختلف التقديم وتنوع بين النبانات والحيوانات وغيرها.
  • ومن الجدير بالذكر أن هذه القوة تسيطر على الإنسان خوفًا منها أو حبًا لها، إذ طريقة فرضها اختلفت باختلاف الحضارة والديانة.

ما هو القربان عند المسلمين

في العصور الإسلامية الأولى تم تعريف القربان على أنه الوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى ربه – عز وجل-، حيث كانت هذه الوسيلة قديمًا الذبائح نظرًا لكونها أقرب لمفهوم الأضحية، فمن المعروف أن الأضحية يجب فيها أن يتم ذكر اسم الله – سبحانه وتعالى- عليها وذلك حين الشروع في ذبحها، فنظرًا لكثرة إطلاق لفظ القربان على الذبائح فلقد تم اقترانه بالذبح وأصبح يٌعرف به.

الجدير بالذكر أن مفهوم القربان في الوقت الحالي أصبح شاملًا حيث تم إطلاقه على الأعمال الأخرى التي تصل العباد بالله تعالى مثل الصلاة والصيام والذكر والصدقة وغيرها، إذ إنها الأعمال التي تساعد على سؤال الله عما نريد بمثابة القربة لحمده وشكره – عز وجل- على كل شيء.

حكم القربان لله تعالى في الإسلام

تعد نعم الله – عز وجل- على الإنسان لا حصر لها، حيث لا بد وأن نشكره عليها بالتقرب منه بالعديد من الطاعات، فإن تقديم القربان إلى الله على هيئة الطاعات لا بأس فيه، حيث يُمكن أن يكون بالذبح خالصًا لوجهه – سبحانه وتعالى-، وبهدف تقديم الطعام للمساكين والفقراء والحصول والأجر والثواب على ذلك.

أما عن تقديم القربان لغير الله – عز وجل- أو القيام بأي عبادة دون إخلاص النية خلالها لوجه – سبحانه وتعالى- ففيه شرك به والعياذ بالله، حيث إن هذا الأمر يُنصف حرامًا في الشريعة الإسلامية.

معنى كلمة قربان في القرآن

إن القربان في القرآن الكريم يعني ما يتقرب به العبد من الأعمال الصالحة والبر إلى الله – عز وجل-، حيث ورد هذا اللفظ مرتين بمعانٍ متنوعة ولكن المعنى الشائع هو النحر والأضحية، فمن الآيات القرآنية التي ذُكر فيها ما يلي:

  • (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة، 27].
  • (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ ۗ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [آل عمران، 183].

ما هو القربان عند المسيحيين

عُرف القربان عند المسيحيين منذ القدم باسم العشاء الرباني، وذلك لأنهم كانو يتناولون قطعًا من الخبز الطازج مع كأس من الخمر في الكنيسة تذكارًا لصلب المسيح عندهم، كما عُرف باسم التناول أو الأفخارستيا، ومن الجدير بالذكر أن القربان في الديانة المسيحية مقدس للغاية بمثابة الوسيلة لتعزيز الوحدة فيما بينهم بالإضافة إلى تعميق شراكتهم ببعضهم.

ما هو القربان الذي قدمه هابيل لله

يعد أول قربان تم في التاريخ هو الذي ورد في قصة قابيل وهابيل ابني سيدنا آدم – عليه الصلاة والسلام، فلقد تم الإشارة إليه في كتب بعض أهل تفسير القرآن الكريم، حيث ذُكر بأن قبيل قدم إلى الله – عز وجل- زرع لكي يتقرب منه وكان حينها أسوأ ما لديه في حين أن هابيل قام بتقديم أفضل ما لديه من الأنعام وهو كبس من الضأن.

فلم يتقبل الله – عز وجل- جينها قربان قابيل، وذلك لأن قربان هابيل الذي قام بتقديمه أحسن في اختياره بفاعلية، والدلالة على ذلك قوله تعالى ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [المائدة، 27].

الجدير بالذكر أن قابيل لنيته السيئة إلى جانب قلة تقواه غضب غضبًا شديدًا وحسد أخوه، ولكن هابيل حاول أن يهدأ من روعه وينصحه ويبين له كيف يُمكن لله – عز وجل- أن يتقبل منه، فلم يستمع حينها قابيل لأخيه وقتله وأصبح من النادمين.

أنواع القربان

إن القرابين تنوعت على مدار التاريخ الإنساني بتنوع الثقافات الدينية والحضارات وكما أسلفنا ذكرًا، فلقد كانت القرابين الحيوانية هي أول الأنواع ظهورًا حيث كانت تُقدم بشكل شائع للموتى أو لقوى أعلى بسبب خصوبة الأنواع الحيوانية وجاء بعدها القرابين البشرية من النساء والأطفال.

كما ذكر الدكتور محمد عثمان الخشب في كتابه الخاص والذي يُعرف باسم تطور الأديان إلى أنه تم اكتشاف الأسلحة والمجوهرات في الآبار والينابيع والمجاري المائية حيث كانت تُقدم كقرابين وكذلك غنيمة حرب، ومن الجدير بالذكر أنه على هذا الأساس تم البحث والتنقيب إلى أن تم الوصول للأنواع الآتية من القرابين:

القرابين البشرية

  • ذكر ويل ديورانت في كتابه «قصة الحضارة» أن الإنسان القديم عند وقت الحاجة والشُح كام يلجأ لأكل أخيه الإنسان وهو ما جعله استساغه جدًّا.
  • بل اعتقد أن لحم الإنسان بمثابة قمة أطايب الطعام، واستمر ذلك التصور لفترة طويل لدى القبائل الآكلة للحوم البشر.
  • وبما أن القربان في شكله البسيط كان طعام للآلهة، فلقد رأى الإنسان حينها أن أفضل ما يقدمه للإله المعبود هو الإنسان ذات نفسه.
  • حيث اعتبره كأعلى مرتبة في الأضاحي أو الأطعمة، وبذلك تجلى مفهوم الأضحية البشرية.
  • ونظرًا لأن الطقوس الدينية تظل لسنوات طوال حتى عقب تغير العادات والتقاليد، ظلت ففكرة الأضحية البشرية لا زالت متلازمة مع الأضحية الحيوانية على الرغم من توقف البشر عن أكل بعضهم البعض.

القرابين الحيوانية

  • كانت تؤدى قديمًا للآلهة خلال حرقها كاملة وهو ما يُعرف في اليونانية القديمة “بالهولوكوستوس” أو Holokaustos مع الاستفادة أو التبرع بجزء من الأضحية.
  • حيث كانت القرابين الحيوانية بمثابة السبيل الوحيد إلى نجاة الإنسان ووقايته من الموت الشنيع.
  • وهو ما جعل القدماء لا يرون أي عمل، إلا ويحتاج قربان إذا كانت ولادة المولود تحتاج إلى قربان، وكذلك الشفاء من المرض، ووفاء الآلهة، حتى الموت كان له قربان.

القرابين النباتية

  • العصور القديمة اعتقد الإنسان أن الآلهة هى التى تمتلك الأرض وكذلك الحقول والمزروعات، فكانوا يتقربون منها بذلك، اعتقادًا منهم بأنهم يأدون واجبا دينيا.
  • ففى بلاد ما بين النهرين كان الساميون في القدم يتقدمون من آلهتهم بواسطة أصناف الأطعمة المختلفة، كالخضروات والفواكه والطحين والعسل و غيرها.
  • كذلك قدم العرب مجموعة من القرابين النباتية لألهتهم تمثلت ببواكير المحاصيل والنخيل.
  • وأهل المدر والحرث كانوا إذا حرثوا أرضا أو غرسوا غرسًا وضعوا في وسطه خطًا حتى يقسمه إلى قسمين، وقالوا ما دون هذا الخط يُقدم للآلهة.

التماثيل أو الدمى

  • مع امتداد الزمن أصبحت الدمى بديلة عن القرابين البشرية والحيوانية.
  • فلقد عرف السومريين والساميين هذه الظاهرة، وأطلقوا عليها ظاهرة البدل.
  • حيث أصبح تموز القتيل بديلا عن صعود الخصب والحب والنماء إلى السماء بعد موتها لديهم، ولكن بشرط أن ترسل تموزا بدلًا عنها زوجها إلى حيث العالم السفلى.
  • والإنسان العربي أيضًا عرف التماثيل وكان يقدمها كقربان للآلهة.

أنواع أخرى

  • الأسقف والقباب.
  • الأباريق.
  • الحلى والذهب.
ما هو القربان

جديد المواضيع