التسول العاطفي يعبر عن سلوك يتمثل في استخدام أنماط متعددة للتفاهم والتقرب من الآخرين، وذلك عبر تقديم مزاعم قد تكون حقيقية أو غير حقيقية. يهدف هذا السلوك إلى جلب مشاعر الحب، وتجلبت الاهتمام، وحتى لفت الانتباه من الأشخاص الآخرين. يتضمن هذا السلوك أيضًا السعي لإقناع الشخص الآخر بتنفيذ أفعال يمتنع عادةً عنها أو يرفضها، وذلك عن طريق تلاعب المشاعر والمواقف. من خلال هذا الأسلوب، يُمكن تحقيق الهدف من الحصول على مشاعر الرغبة والاهتمام وفي هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نناقش هذه الحالة بالتفصيل.
التسول العاطفي هو مجموعة من التصرفات التي تهدف إلى جذب انتباه الآخرين وكسب اهتمامهم، وغالبًا ما يكون هذا السلوك مرتبطًا بالرغبة الشخصية في الشعور بالتفرّد والاعتناء. ينبع هذا النوع من التسول من حاجة الفرد لتلقي انتباه وحب الآخرين، ويبذل جهدًا كبيرًا لاستخدام سلوكياته بهذا الشكل حتى إذا كانت غير صادقة.
عادةً ما يكون سلوك التسول العاطفي متطرفًا، وهو يمثل إحدى الطرق الغير صحيحة والملتوية للتعامل مع العلاقات الإنسانية. يمكن للتسول العاطفي أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الصداقية والمحبة، حيث يشعر الآخرون بالاستياء تجاه هذا السلوك، حتى وإن لم يكن الشخص يسعى للخداع أو التلاعب. في الواقع، يطلب الفرد بشكل متكرر الاهتمام والاعتناء بطرق مزعجة للغاية، مما يجعل الآخرين يشعرون بالارتباك والتوتر وقد يؤدي إلى ابتعادهم عنه.
صفات المتسول العاطفي
تظهر مجموعة من السمات التي تساعدك في التعرف على الشخص الذي يتجاوب بالتسول للعاطفة، والأسباب التي تدفعه للقيام بذلك، وتتضمن هذه السمات:
الانطوائية والعزلة الاجتماعية والخجل من التفاعل مع الآخرين والابتعاد عنهم.
نقص الثقة بالنفس، حيث يستمد الشخص الذي يتجاوب بالتسول العاطفي ضعف الثقة من البيئة المحيطة به والأشخاص المحيطين به.
تزييف العلاقات والمزاعم بوجود العديد من الأصدقاء والمحبة، ولكن في الواقع يفتقر لأي علاقة حقيقية وتكون كلماته مجرد تمثيل وافتراء.
التعرض للجفاف العاطفي والفراغ وفقدان الشريك، مما يجعله يلجأ للتسول لسد هذا الفراغ والحصول على اهتمام، وقد ينجذب أحيانًا للاستجمام على المخدرات أو الكحول.
تبالغ في تعبيراته العاطفية سواء في السعادة أو الحزن.
اختراق حياة الشخص الذي يهدف لاستمرار محبته وعاطفته.
زيادة الكلام والتفاصيل بشكل مبالغ فيه حتى يصل إلى مستوى الملل للمستمع.
مبالغة في قدراته وإمكانياته أمام الآخرين، حتى لو كانت ضئيلة.
تجربة توتر وقلق مستمر، وبالتالي يسعى دائمًا لاستناد الثقة بنفسه من خلال طلب المديح والتأكيد لتحقيق الاستقرار النفسي والأمان الشخصي.
عدم المشاركة أو التفاعل مع الأسرة ونشاطاتها.
الادعاء بأنه ضحية للمجتمع، وأنه غير مقدر أو محظوظ بين الناس، ويشكو من ضغوط وتحديات شديدة.
أسباب التسول العاطفي
هناك عوامل كثيرة تسهم في ظهور وتفاقم سلوك التسول، وهذا السلوك لا ينشأ من فراغ بل يتأثر بعدة أسباب منها:
التفكك الأسري، مثل حالات الطلاق، والغياب العاطفي من قبل الأسرة، وعدم التفاهم بين الوالدين. هذا يؤدي إلى تأثر الأطفال الصغار ويجعلهم يفتقدون للحنان والأمان والمحبة.
قلة الاهتمام من قبل الأسرة في تطوير وتعزيز شخصية الأبناء وتقديم الدعم لهم. هذا يؤدي إلى نمو شخصيات هشة وضعيفة لدى الأطفال.
العوامل الاقتصادية والاجتماعية التي قد تؤدي إلى فقدان فرص العمل أو التعليم المناسب، وتجعل بعض الأفراد يلجؤون إلى التسول كوسيلة للبقاء.
الانعزال الاجتماعي وعدم التواصل الجيد مع الآخرين يمكن أن يؤدي إلى شعور بالوحدة والحاجة الملحة للانتباه والاهتمام.
تجارب سلبية في الماضي مثل التعرض للإهمال أو الإيذاء العاطفي قد تؤثر في تكوين سلوك التسول كوسيلة للتعويض عن النقص العاطفي.
تأثر بمثل هذا السلوك من قبل أفراد مقربين أو معرفين مما يؤدي إلى تقليده وتبنيه كوسيلة للتفاعل مع الآخرين.
هذه العوامل وغيرها قد تشكل مسار التسول وتؤثر على سببية تطوره واستمراريته.
العلاج المناسب للتسول العاطفي
يمكن للفرد العلاج من التسول العاطفي من خلال جهوده الشخصية، حيث يجب أن يلجأ إلى وسائل أخرى للتعبير عن مشاعره واحتياجاته. منها مثلاً كتابة ما يشعر به، أو ممارسة نشاط رياضي يفضله، أو المشاركة في أنشطة تطوعية مفيدة للمجتمع. يعتبر الأمر الأهم هو بناء الثقة بالنفس والاعتماد على طرق صحيحة وإيجابية للتعبير عن مشاعره والتعامل معها وفيما يلي سنقدم وسائل مساعدة للتخلص من التسول العاطفي.
لا تشحت الاهتمام
بالطبع، من الضروري ألا نلجأ إلى التسول من أجل جلب الاهتمام. على الرغم من أننا كبشر نشعر بالرغبة في أن يُظهر لنا الآخرون اهتمامهم، إلا أن استنزاف الاهتمام بشكل قوي من الآخرين قد يكون متعبًا وغير مرغوب فيه. يجب علينا أن نحترم أنفسنا ونثق بقيمتنا كأشخاص محبوبين، وأن يكون لدينا الثقة بأننا قد نكون موضوع اهتمام الآخرين من وقت لآخر، دون الحاجة لأن نكون مركز اهتمامهم طوال الوقت.
امنح صوتًا لمشاعرك، عبّر عن هويتك المُفضلة، قدم يد العون للآخرين، واعمل على تطوير نفسك. هناك العديد من الأمور التي يمكنها أن تُلقي نظرة إيجابية على صورتك في نظرك. لا تضيّع وقتك في محاولة معرفة من سيهتم بك ومن لن يفعل، بل اهتمّ بنفسك واستثمر وقتك فيما يجلب لك السعادة والتطوير. دعم نفسك هو الأساس، فلا تتردد في بذل جهودك لدعم وتقوية نفسك في مختلف جوانب حياتك.
التسول العاطفي في علم النفس
من الناحية العلمية، يعتبر الاستعطاف في علم النفس سلوكًا يتبعه الفرد بهدف لفت انتباه الآخرين أو تلبية احتياجاته الشخصية والنفسية. يُصنَّف هذا السلوك في كثير من الأحيان كـ “تسول عاطفي”، ويُمارَس بأساليب متنوعة، سواء كانت صادقة أو ملتوية. يُمكن للتسول العاطفي أن يفضي إلى تبعات سلبية إذا لم يتحقق من خلاله النتائج المرجوة.
أشكال للتسول العاطفي
يمكن تصنيف التسول العاطفي إلى نوعين:
التسول الإيجابي: هذا النوع من التسول يشمل طلب الاهتمام والانتباه بطرق غير مذمومة. على سبيل المثال، عندما تسعى الزوجة لجلب انتباه زوجها وزيادة مستوى الاهتمام المتبادل بينهما، أو عندما تقوم بطلب مساعدة من أطفالها لزيادة الاهتمام بها والاعتناء بها.
التسول العاطفي السلبي: هذا النوع من التسول يتضمن طلب الاهتمام أو المحبة بطرق تكون مزعجة أو مكررة، وقد يصل حد التطفل والإزعاج. يمكن أن يتمثل ذلك في فرض احتياجاتهم العاطفية على الآخرين بهدف جلب الاهتمام والمحبة، حتى وإن تطلب ذلك مطاردة وإزعاج الآخرين.
سلوك التسول العاطفي عند الأطفال: يُمثِّل شكلًا من أشكال لفت الانتباه من قبل الآخرين، وخصوصًا الانتباه من المعلمين والآباء. هذا السلوك يشمل السعي للحصول على الاهتمام من خلال تصرفات بريئة كالنظرات والثناء والمودة، وحتى التواصل الجسدي. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن الاستخدام المفرط للتسول العاطفي قد يشير إلى سلوك سلبي يشكل جزءًا من اضطرابات الشخصية لدى الطفل.
كيف أكون أقي نفسي من التسول العاطفي
لتكون شخصًا قويًّا وغير عاطفيًّا، يجب أن تتبع النصائح التالية:
الاعتماد على التفكير العقلاني: عليك أن تحافظ على توازنك العاطفي ولا تسمح للمشاعر بالسيطرة عليك. ينبغي أن تتحكم في مشاعرك وتتخذ قراراتك بشكل منطقي ومتوازن، دون الاندفاع العاطفي.
التقدير لما تملك: رضاك بما لديك يقويك ويجنبك الطمع. عندما تكون راضيًا بما تمتلكه، لن تكون مضطرًا لإظهار الحاجة الزائفة للآخرين لكسب اهتمامهم.
التصرف بشجاعة وقيادة: تحتاج إلى أن تكون شجاعًا وتتحلى بالقيادة في المواقف الصعبة. لا تسمح لإرادة الآخرين أن تؤثر فيك، وحاول فهم أن الشخصية القوية هي الأكثر تأثيرًا في المجتمع.
المعاملة بلطف واهتمام: تعامل الآخرين باللطف والاهتمام كما ترغب في أن تعامل. تذكر أن التسول عن الحب من الآخرين يمكن أن يجلب الإهانة والجرح.
جذب بلا محاولة: كسيدة، دعي نفسك تكون مطلوبة بلا أن تكوني متسلية. اجعلي الآخرين يشعرون بأنهم يرغبون في الوصول إليك والفوز بحبك دون أن تلجأي لمحاولات تأثير عاطفي مبالغ فيها.
