ابحث عن أي موضوع يهمك
تُعد السفن أحد أقدم وسائل النقل والتي ظهرت مُنذ فجر التاريخ، حيثُ استخدمها الإنسان للتنقل والسفر عبر المياه وذلك مع اختلاف أحجامها وأشكالها نظراً للتطور الكبير الذي شهدته صناعة السفن على مدار السنوات الماضية، وهي من أبرز أسُس النقل الحديث هذه الأيام خاصةً للبضائع، حيث يمكن للسفن نقل وحمل آلاف الأطنان من المنتجات لمسافات طويلة، لتظل طائفة فوق سطح المياه بفضل كثافتها.
يُقصد بتعويم السفينة إسباحها أو تسييّرها في المياه، فاللغة العربية من أكثر اللغات الإنسانية تفرداً وإثماراً ، وهي لغة مليئة بآلاف المفردات والمعاني التي جعلت منها أكثر اللغات الإنسانية انتشاراً بين الناس فيتحدث بها ما يزيد عن أربعمائة وسبعة وستين مليون نسمة على مستوى العالم، ونظراً لتنوع اللهجات القائمة على اللغة العربية ما بين الفصحى والعامية فقد أصبح من الضروري تفسير معاني الكلمات، خاصةً في حالة ازدواج المعاني مثل عملية التعويم والتي تُشير إلى مصطلحي الطفو والسباحة معاً.
يُطلق على السفينة وهي تُبحر اسم (عملية الإبحار) في المياه، ويُطلق على السفينة أثناء سيرها في المياه أنها تجري في المياه، وذلك استناداً إلى قول الله تعالى في سورة الحج (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المصطلحات التي يتم إطلاقها على السُفن خلال سيّرها هي نفسها المصطلحات التي تُطلق على القوارب وذلك لعدم وجود اختلاف جذري بينهما فكلاهما وسيلة نقل وسفر بحرية، ولا يختلفان سوى في الحجم، فالسُفن ضخمة الحجم بينما القوارب ذات أحجام صغيرة.
تُعرف السفينة (Ship) في اللغة الإنجليزية بأنها تلك المركبة التي تسير على سطح المياه باختلاف طبيعتها سواء كانت مياه مالحة أم عذبة، وتُعد الصفن في الحقيقة هي التطور الطبيعي لاختراع القوارب الأصغر حجماً، لتجد أن السفن تنتشر بكثرة في البحار، المحيطات، الأنهار، وكذلك البحيرات الداخلية، وتتنوع أحجامها بشكل كبير وفقاً للمهمة التي تم صناعتها من أجل القيام به.
وقد جاء التطور الطبيعي لاختراع القوارب مرتبطاً بتطور الحضارة البشرية على مر السنوات، حيثُ أصبحت السفن جزء مهم لا يتجزأ من قيام ونهضة الحضارات البشرية، حيثُ تتضمن دور كبير من النظم التجارية للصيادين، نقل حمولات البضائع المختلفة والشحن، كما يوجد السفن العسكرية التي تُستخدم في الحروب وقد كانت حداً فاصلاً في العديد من الحروب والمعارك البحرية على مر السنوات.
وفي نهاية القرن التاسع عشر الميلادي فقد شهدت صناعة السفن طفرة وتطور ملحوظ، حيثُ كان يتم صناعة السفن قديماً من الخشب بأنواعه المختلفة، إلا أنها أصبحت تُصنع من الحديد، وذلك بفضل المحركات البخارية الضخمة القادرة على توليد الطاقة الكهربائية، وبالتالي تسهم في تسيير حركة السفينة بسرعة وسهولة.
ونظراً للأهمية الكبيرة التي تمثلها السفن خاصةً في المجال التجاري وللسفر والانتقال من مكان إلى أخر فقد ازدادت أهمية صناعتها بمختلف أنواعها، وذلك على الرغم لما تحتاج إليه من أموال وقدرات بنائية عالية إلا أن العديد من الدول تحرص على بنائها لأهميتها العامة والتجارية بشكل خاص، وتتمثل أهم أنواع السفن في الآتي:
يٌقصد بتعويم السفينة الجانحة تسييرها وإسباحها في المياه، ويتم ذلك من خلال استخدام آلات كبيرة الحجم في إزاله العوائق من الممرات المائية لإبقائها صالحةً للملاحة، كما يُمكن سحب السفينة بعيداً عن الشاطئ لتتمكن من السير طبيعياً.