علاج التيفوئيد يعتمد بشكل أساسي على مدى تأثير هذه العدوى على المصاب، حيث إنه يتضمن عدة خيارات كتناول المضادات الحيوية أو السوائل أو اللجوء إلى التدخل الجراحي، فعبر موقع مخزن سوف نتحدث بالتفصيل عن هذا العلاج كما سنشير إلى أهم أسباب الإصابة بحمى التيفود وأعراضها وكل ما يلزم.
إن حمى التيفود أو التيفوئيد كما تُعرف علميًا هي عبارة عن عدوى جهازية معدية تنتج عن الإصابة ببكتيريا السالمونيلا التيفية بسبب تناول الأطعمة أو الأشربة الملوثة، حيث تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم والمعاناة والإسهال والقيء، إذ ينبغي علاجها لاحتمالية تسببها في حدوث المشكلات الوخيمة، ففي السطور التالية سوف نشير إلى الخيارات العلاجية المتاحة لهذه العدوى:
العلاج الدوائي
يتم وصف المضادات الحيوية لعلاج حمى التيفوئيد وفقًا لمكان الإصابة بالبكتيريا حيث إن السلالات التي توجد في أماكن متنوعة تستجيب بشكل أفضل أو أسواء لبعض المضادات، وقد تُستخدم هذه المضادات إمام وحدها أو مجتمعة فمنها ما يلي:
مركبات الفلوروكوينول: كان قديمًا يعد من أفضل العلاجات حيث تم استخدامه للعديد من السنوات بسبب قدرته على منع البكتيريا من نسخ نفسها، ولكن مع ظهور أعراض جانبية خطيرة له ولاكتشاف قدرة بعض سلالات البكتيريا على الاستمرار في العيش بعد تلقي العلاج تم استبداله بمضادات حيوية فعّالة أخرى.
مركبات السيفالوسبورين: تساهم هذه المركبات في منع البكتيريا من بناء جدران خلوية، وعادةً ما يتم استخدام نوع واحد منها ألا وهو السفترياكسون وذلك في حالة وجود مقاومة للمضادات الحيوية.
المضادات الحيوية الماكروليدية: تعمل على منع البكتيريا من إنتاج البروتينات، ويُمكن استعمال نوع واحد منها في حالة وجود مقاومة للمضادات الحيوية وهو أزيثروميسين.
مركبات الكاربابينم: تمنع هذه المركبات أيضًا البكتيريا من بناء جدران خلوية ولكنها تهتم بمرحلة مختلفة من هذه العملية مقارنةً بمركبات السيفالوسبورين، ومن الجدير بالذكر أن المضادات الحيوية تستخدم في هذه الفئة لعلاج المرض الشديد والذي لا يُمكنه الاستجابة للمضادات الحيوية الأخرى.
العلاج بالسوائل
يتضمن هذا العلاج الإكثار من تناول السوائل بهدف الوقاية من حدوث الجفاف.
وذلك بسبب ارتفاع حرارة الجسم والإصابة بالإسهال لفترات طويلة.
حيث من الممكن أن يتم منح السوائل وريديًا في حالات الإصابة بالجفاف الشديد.
العلاج باستخدام الستيرويد
يساعد العلاج بالستيرويد على التخلص من التيفود المزمن.
حيث إنه تضمن استخدام الديكساميثازون في حالة معاناة المريض من أعراض شديدة، فهو يساعد على زيادة فرصة النجاة من المرض دون مواجهة أي مضاعفات أو التعرض لعدوى أخرى.
العلاج الجراحي
في حالة حدوث ثقب في الأمعاء فإنه يتم إجراء عمليات جراحية لإصلاحه.
وقد يتم استئصال المرارة لدى المصابين الذين يعانون من التيفوئيد بشكل مزمن.
أعراض التيفوئيد الخفيف
تظهر أعراض التيفوئيد بشكل شائع بعد مرور أسبوع إلى 3 أسابيع من الإصابة بالبكتيريا، حيث تكون أعراض المرض المبكرة والخفيفة كالآتي:
حمى تكون منخفضة وتزداد بوضوح على مدار اليوم حيث قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
الصداع.
الإسهال أو الإمساك.
القشعريرة.
آلام في العضلات.
فقدان الشهية.
التعرق.
الطفح الجلدي.
الضعف والإرهاق.
الجدير بالذكر أنه بعد مرور بضعة أسابيع من بداية الأعراض قد يعاني المريض من مشكلات في الأمعاء تتمثل في انتفاخ البطن بشكل متكرر وألم المعدة والعدوى نتيجة لانتشار بكتيريا الأمعاء في الجسم والتي تُعرف باسم الإنتان.
أسباب حمى التيفود
إن السبب الرئيسي وراء الإصابة بحمى التيفوئيد هو الإصابة بالسالمونيلا التيفية والتي يُمكن أن تدخل إلى الجسم عبر الطرق الآتية:
الإصابة بالتلوث
تناول الأطعمة أو المياه الملوثة.
سوء التعقيم والنظافة حيث يظهر ذلك الأمر في الدول النامية ولا يحدث في الدول المتقدمة إلا بعد زيارتها بواسطة أفراد الدول النامية.
انتقال البكتريا من خلال براز الشخص المصاب وأحيانا قد تنتقل عبر البول أو من خلال تناول الطعام بواسطته وذلك في حالة إن قام بتحضيره دون أن ينظف يديه جيدًا عقب استعمال المرحاض.
تلوث مصادر الأطعمة بسبب تلوث مصادر الماء المستخدم، إذ إن البكتيريا تظل على قيد الحياة في المياه لعدة أسابيع.
حاملو حمى التيفود
تستمر نسبة قليلة من المرضى أي فيما يعادل من 1 إلى 5% بعد الشفاء من حمى التيفود بإياء البكتيريا داخل أمعائهم أو المرارة دون الشعور بأي أعراض، ولكنها قد تؤدي إلى حدوث نوبات مرضية خفيفة دون أن يتم اكتشافها.
قد تظل البكتيريا لدى حاملي المرض لعدة سنوات حيث يُطلق عليها حينها حاملو التيفوئيد المزمن، إذ تستمر عملية انتقالها عبر البراز وتكون قادرة على إصابة الآخرين بالعدوى على الرغم من عدم معاناة من يحملها بالأعراض.
أسباب أخرى
السفر إلى الأماكن التي يتفشى فيها المرض.
العمل كعامل أحياء دقيقة حيث إنه يتعامل بشكل مباشر مع بكتيريا السالمونيلا التي تسبب حمى التيفود.
وجود علاقة مع شخص مصاب بالمرض أو أصيب به في وقت ليس بعيد.
عوامل خطر التيفوئيد
تتمثل عوامل الخطر الشائعة للإصابة بحمى التيفوئيد فيما يلي:
العيش في الدول النامية حيث تصيب حمى التيفود بشكل سنوي ما يقارب من 26 مليون شخص حول العالم حيث إنها تعد متفشية في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية وشبه القارة الهندية وأفريقيا.
يعد الأطفال أكثر عُرضة للإصابة بالتيفوئيد ولكنهم يعانون من أعراض أقل شدة مقارنةً بالبالغين.
فسيولوجيا حمى التيفود
سنوضح في النقاط التالية الطبيعة الفسيولوجية للتيفوئيد أو خطوات الإصابة به بصفة عامة:
تحتل بكتيريا السالمونيلا التيفية الأمعاء الدقيقة حيث تدخل بشكل مؤقت إلى مجرى الدم من خلالها وذلك عقب تناول الطعام أو المياه الملوثة.
يحمل هذه البكتيريا خلايا الدم البيضاء إلى الطحال والكبد ونخاع العظم، إذ تتكاثر وتعود إلى الدخول مرة أخرى إلى مجرى الدم.
تبدأ أعراض المرض في الظهور على المصاب، ففي هذا الوقت تغزو البكتيريا كل من الجهاز الصفراوي والمرارة والأغشية اللمفاوية للأمعاء وتتكاثر بشكل أكبر إلى أن تنتقل إلى القناة المعوية ثم تخرج من خلالها عبر البراز.
الجدير بالذكر أنه في حالة عدم حصول المرضى على العلاج فإنه يستمرون في المعاناة من الحمى لعدة أسابيع وحتى لشهور ومن المحتمل أن تتطور لديهم بعض المضاعفات، حيث إنه يموت نتيجة هذه المضاعفات نحو 30%.
تشخيص الإصابة بالحمى التيفية
يتم تشخيص حمى التيفوئيد من خلال فحص الطبيب للتاريخ الطبي للمريض ومعرفة أعراضه ورحلات السفر التي قام بها، حيث يتحقق من التشخيص عبر زراعة جرثومة السلمونيلة المعوية من النمط المصلي التيفي في عينة من سائل أو نسيج جسم المريض، ومن الجدير بالذكر أنه يُمكن تشخيص الإصابة بالمرض من خلال استخدام عينة الدم أو البول أو نخاع العظم أو البراز.
حيث توضع العينة في بيئة مشابهة لسرعة نمو البكتيريا ويتم فحص النمو البكتيري أسفل المجهر، علمًا بأن مزرعة نخاع العظام تعد أكثر الاختبارات دقة على الإطلاق في تشخيص حالة السلمونيلة التيفية، وهناك اختبارات أخرى تساعد على تأكيد التشخيص مثل اختبار الكشف عن الأجسام المضادة للتيفود واختبار الحمض النووي للبكتيريا.
هل مرض التيفود خطير
يعد مرض التيفود من الأمراض الخطيرة لأنه قد يخلف عنه العديد من المضاعفات الوخيمة والتي من أهمها:
الثقوب المعدنية والتي تحدث في حالة عدم العلاج في الأسبوع الثالث من العدوى بسبب تسرب محتويات الأمعاء الدقيقة أو الغليظة إلى حيث التجويف المعوي مؤدية إلى الشعور بالألم الشديد في البطن والتهاب الدم والغثيان.
التهاب عضلة القلب.
التهاب السحايا.
التهاب الرئتين.
التهاب الكلى أو الكبد.
التهاب البنكرياس.
التهاب شغاف القلب.
بعض المشكلات النفسية كالهلوسة والهذيان والذهان.
الوقاية من التيفوئيد
يُمكن الوقاية من الإصابة ببكتيريا السلمونيلة التيفية من خلال اتباع ما يلي من النصائح:
الحذر بشأن ما يتم تناوله
عدم شرب الماء من البئر أو الصنبور.
تجنب استخدام مكعبات الثلج أو المصاصات إلا في حالة التحقق من كونها مصنوعة من المياه المغلية أو المعبأة.
غلي الماء غير المعبأ قبل الشرب لمدة دقيقة.
تناول المشروبات المعبأة واستخدام الزجاجات محكمة الإغلاق.
تناول الحليب المبستر والقهوة الساخنة والشاي الساخن.
الابتعاد عن الأطعمة النيئة وكذلك الفاكهة والخضراوات التي لا يُمكن تقشيرها.
تجنب المشروبات والأطعمة التي يتم شرائها من الباعة الجائلين.
تناول البيض المطبوخ جيدًا.
تجنب التوابل التي يتم صنعها من المكونات الطازجة.
ممارسة النظافة الجيدة
عدم لمس الوجه.
غسل اليدين باستمرار واستخدام الكحول.
تجنب الاتصال مع المرضى بشكل مباشر.
الحصول على المطعوم
أخذ مطعوم التيفوئيد المضعف والذي يكون جرعة واحدة قبل أسبوعين من السفر.
الحصول على مطعوم التيفوئيد الميت وهو عبارة عن لقاح فموي يُمنح في 4 جرعات بفاصل يومين ويتم وصفه قبل السفر بأسبوع.