ابحث عن أي موضوع يهمك
مع مرور الوقت تظهر بعض الأمور التي ليس لها أصل أو أساس في الشريعة الإسلامية. ومع ذلك، تجذب انتباه العديد من الأشخاص، وخاصة الأطفال والمراهقين، دون النظر في مدى مطابقتها للقواعد الشرعية ونحن في هذا المقال عبر موقع مخزن المقال، سنستعرض مفهوم التولبا وحكمها في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى توضيح الأثر السلبي لهذا الفعل بالتفصيل.
فيما يتعلق بحكم التولبا في الدين الإسلامي، فإنها تعتبر ممنوعة وغير جائزة. إذ تمنع الشريعة الإسلامية أي فعل أو نشاط يمكن أن يلحق ضررًا بالإنسان سواءً كان هذا الضرر نفسيًا أو جسديًا أو ماليًا أو غيره. وبالنظر إلى أن التولبا تشمل خيال تواجد أشخاص وهميين غير حقيقيين، والانخراط معهم والتفاعل معهم كما لو كانوا حقيقيين، فإن ذلك يمكن أن يتسبب في ضرر نفسي كبير، وقد يؤدي إلى الوقوع في أمور محرمة.
إضافة إلى ذلك فإن التولبا وممارستها قد تؤدي إلى مشكلات نفسية مثل العزلة عن الأشخاص الحقيقيين الذين يحيطون بالشخص القام بالتولبا.
وقد يصل الأمر إلى حد الإضرار الجسدي أو حتى الانتحار في بعض الحالات. لذلك، ينبغي على الشخص المسلم العاقل تجنب مثل هذه الأمور والحفاظ على سلامته ونفسه.
ظاهرة التولبا عادة ما تظهر من تلقائ نفسها في فئة الأطفال أو الأشخاص في مرحلة المراهقة حيث يبدأ الفرد في هذه الحالة بخلق أصدقاء وتخيل وجود أشخاص غير حقيقيين يتفاعل معهم، يتحدث إليهم، ويشعر وكأنهم أصدقاؤه الحقيقيين:
التولبا هي ظاهرة تتمثل في خلق أصدقاء خياليين غير حقيقيين وتصوّرهم في حياة الفرد، يتفاعل الشخص مع هؤلاء الأصدقاء الوهميين وكأنه يرى وجودهم ويتواصل معهم. في بعض الحالات، يمكن أن يصبح هؤلاء الأصدقاء الوهميين أقرب إلى الشخص من الأشخاص الحقيقيين الذين يحيطون به، ولهذا يجدر بنا التأكيد والتنويه بأن التولبا ليست واقعية وإنما هي مجرد خلق وهمي يتم صنعه من خلال خيال الشخص الموهوم أو المريض.
التخيل والاستحضار في العقل يعدان أموراً جائزة، شريطة أن لا تتضمن الأفكار والتصوّرات الفاحشة أو المحظورة. ومع ذلك، يجب أن يكون الانغماس المستمر في هذه الخيالات بحذر، حيث يمكن أن يُشغل الإنسان عن أداء العبادة والذكر، كما إنه من الواجب أن يقتصر الفرد على التفكير والعبادة بدلاً من الانغماس المستمر في الأفكار الوهمية،أما عن تخيل وجود صديق دائماً والشعور بوجوده في كل مكان يعتبر أمرًا غير جائز، حيث يمكن أن يؤدي إلى تضييع الوقت وتكبد عواقب سلبية.
ظاهرة التولبا قد تظهر عند الأطفال في مراحل مبكرة من حياتهم، وعادةً ما يلجئون إليها لتلبية احتياجاتهم العاطفية والاجتماعية وللحصول على الحنان والدعم الذي يمكن أن يفتقرون إليه في الواقع. وفي بعض الحالات، يمكن أن تستمر هذه الظاهرة مع الأفراد في مراحل متقدمة من حياتهم بينما في حالات أخرى، قد لا يظهر هذا السلوك في الصغر ولكن يظهر في سنوات المراهقة وبعد بلوغ سن الرشد.
ومع ذلك التولبا يمكن أن تكون خطيرة وتحمل مخاطر نفسية واجتماعية كبيرة. حيث إن لها تأثير كبير على الصحة النفسية للشخص، وتسبب في العديد من الاضطرابات التي تزداد خطورتها مع تقدم العمر، تشمل هذه الآثار عزل الفرد عن الأسرة والمجتمع، وتقصيره في أداء واجباته نحوهم،وزيادة على ذلك يمكن أن يؤدي الانغماس الزائد في التولبا إلى اضطرابات عقلية خطيرة تصل حد الجنون.
في الأعوام الأولى من حياتهم، يمكن للأطفال أن يمتلكوا أصدقاءً خياليين يصبحون أقرب إليهم من أي شخص حقيقي آخر فيبدأ الأطفال بالتحدث مع هؤلاء الأصدقاء الوهميين، ويلعبون ويلهون معهم، وقد يرافقونهم حتى أثناء النوم. هذا الصديق الخيالي يُعرف بالتولبا.
مع مرور الوقت ونضوج الأفراد، يمكن أن يبدأ هذا الصديق الخيالي في الاختفاء تدريجيًا، ولكن بعض الأشخاص قد يستمرون في العيش في عالم الخيال حتى في سنوات الكبر، وهذا ما يجعل بعض الأشخاص يعتقدون أنهم مصابون بالسحر أو يُرافقهم جن ويجلسون معه، ومع ذلك، هذا ليس صحيحًا على الإطلا،. فالتولبا ليس سحرًا ولا جنًا، بل هي حالة نفسية طبيعية تحدث في مرحلة الصغر وتصبح مقلقة عند الكبر، حيث تتسبب في أضرار وأعراض نفسية خطيرة.
تتشكل التولبا تدريجيًا ككيان خيالي، وعندما يكبر الإنسان، يمكن أن يصبح هذا الكيان مستقلاً ويتفاعل مع وعي الشخص، ويمكن للتولبا أن تملك شخصيتها وتجرب مشاعرها بناءً على تصور الشخص. وإذا لم يتم التعامل معها بحذر، قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية خطيرة، وليس لها أي علاقة بالسحر. إنها حالة نفسية يجب على الأفراد مقاومتها، وإذا تم تجاهلها، فقد تتحول إلى مشكلة نفسية تستوجب العلاج.
قبل بدء النقاش في كيفية تنفيذ عملية التولبا، يجب التأكد من عدم الخلط بين التولبا والمس، حيث أن بعض الأشخاص الذين حاولوا إنشاء التولبا انتهوا بالإصابة بحالات تأثر نفسي بسبب الإعتقاد الخاطئ بأن الجن العاشق الذي يصيبهم هو جزء من التولبا.
تؤكد الأخصائية في علم النفس ساندرا سبانيولي، على فوائد الصداقة الخيالية في تطوير الأطفال، وتعزز من مهارات التواصل والإبداع لديهم.، فمن خلال خلق أصدقاء خياليين، يستطيع الأطفال التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل والتغلب على مخاوفهم ونقاط الضعف حيث: