يتسائل بعض المرضى حول ما إن كان من الممكن علاج تليف الكبد بالعسل وإن كان تناوله يفيد في ذلك الشأن، حيث تعد تلك الحالة المرضية من الحالات التي يصعب علاجها بعض الشيء مما يجعل المريض بها يبحث عن الطرق المختلفة لعلاجها، وفي مخزن سوف نتعرف على مدى فعالية العسل في علاج تليف الكبد.
يعتبر تشمع الكبد والمعروف كذلك بتليف الكبد Liver cirrhosis، هو حالة مرضية بها يتم استبدال الخلايا السليمة للكبد بنسيج آخر ندبي، وهو ما يحدث تدريجيًا، كما يتطور على مدى العديد من السنوات ببطء، ومن ثم يعد من الضروري جدًّا أن يتم علاجه بالمراحل المبكرة، لأنّ حدوث التراكم في النسيج الندبي يتسبب في توقف وظائف الكبد، ومن ذلك المنطلق يشار لإمكانية علاج الأمراض والمشاكل الصحية التي تتسبب في تليف الكبد باستخدام العسل، بالرغم أنّ فعالية هذا الأمر تتطلب مزيد من الأبحاث والدراسات السريرية حتى يتم التأكد تمامًا من مدى تأثيراتها السريريّة، لذلك يمكن أن يخفف العسل من بعض الأعراض والأمراض التي تتسبب في تليف الكبد، ومع ذلك يوجد حاجة إلى إجراء دراسات سريرية أكثر للتأكد من مدى فعالية وسلامة ذلك.
الكبد عضو في حجم كرة القدم ويؤدي وظيفة هامة جدًا في الجسم، فهو يصفي وينقي الدم من المواد الضارة والسموم، وينتج إنزيمات تسهل عملية هضم الطعام، ويخزن المواد الغذائية والسكر، كما يساهم بمحاربة العدوى، ومن الخصائص التي تميز الكبد أنه بكل مرة يصاب بها يتولى مهمة بإصلاح نفسه من خلال تشكيل أنسجة ندبة شديدة القوة، وحين تراكم أنسجة ندبة كثيرة لا يستطيع الجهاز العمل على نحوٍ صحيح، ويصاب الجسم بمرض تليف الكبد على مر فترة كبيرة من الزمن نتيجة التعرض إلى العدوى أو إدمان الكحول المزمن، ويعتبر مرض تليف الكبد من الأسباب الرئيسية في الموت بمختلف أنحاء العالم، لذا يجب أن يتم تشخيص المرض وسرعة علاجه، وبشكلٍ خاص أن أعراض تليف الكبد لا تكون واضحة وأحيانًا لا تظهر على الشخص المصاب.
التضرر الكبدي الذي ينتج عن حالة تليف الكبد من غير الممكن شفاؤه، لكن إن تم تشخيص المرض في وقتٍ مبكر ومعرفة السبب يسهل حينها علاجه والوقاية من انتشار التليف، ويوجد الكثير من الحالات المرضية والأمراض التي قد تلحق الضرر بالكبد وتتسبب في التليف، كما هناك العديد من الأسباب وراء تليف الكبد ومن بينها ما يلي:
تناول الكحول بكثرة.
التهاب الكبد المزمن الفيروسي، والتهابات الكبد B وC وD.
تراكم الدهون بالكبد.
مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
داء ترسب الأصبغة الدموية مع تراكم الحديد بالجسم.
التليف الكيسي.
الرتق في القنوات الصفراوية.
أمراض الكبد التي تنتج عن الجهاز المناعي في الجسم.
التهاب الكبد المناعي.
داء ويلسون، والذي يحدث نتيجة تراكم النحاس بالكبد.
اضطراب نقص ألفا-1 أنتي تربسين.
الاضطرابات الوراثية بوظائف الجسم مثل أيض السكر، أو وجود الجالاكتوز بالدم.
داء اختزان الغلايكوجين.
متلازمة ألاجيل.
التشمع الأولي الصفراوي الذي ينتج عن تدمير القنوات الصفراوية.
من غير الممكن أن يتم تحديد الأعراض المصاحبة لتليف الكبد وغالبًا ما يتم تجاهل هذه الأعراض أو تشخيصها أو حتى نسبها لأمراض محتملة أخرى، وذلك نتيجة عدم الوضوح في أعراض تليف الكبد بل وقلتها في حال وجودها، فهي تظهر حين يكون الضرر في الكبد شديدًا، وتصبح الأعراض مع تقدم مراحل المرض أكثر وضوحًا وتتضمن ما يلي:
تورم الكاحلين والقدمين والساقين وذلك نتيجة لتراكم السوائل.
انتفاخ البطن نتيجة تراكم السوائل بالبطن.
مضاعفات تليف الكبد
يعتبر تليف الكبد أحد المراحل المتأخرة للإصابة بالتندب الكبدي، والذي ينتج عن إصابة الكبد بحالات وأمراض مختلفة، التهاب الكبد أهمها هو والإدمان على الكحول، ويشار لأن أعراض تليف الكبد لا تكون واضحة ولكن يكون هناك العديد من المضاعفات الواضحة المصاحبة للمرض، ومن أبرزها ما يلي:
تضخم الطحال: وهو حالة الارتفاع في ضغط الدم الذي قد يسبب تورمًا بالطحال، وهو ما يتسبب في انخفاضًا بالصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء.
النزيف: ينتج عن ارتفاع ضغط الدم حدوث تضخم الأوردة وهو ما يتسبب في نزيفًا خطيرًا، وعدم مقدرة الكبد على صناعة عوامل تجلط الدم التي تساهم في وقف استمرار النزيف.
حالات العدوى: حين الإصابة بتليف الكبد فإن الجسم يفقد مقدرته على مكافحة العدوى وأبرزها الصفاق الجرثومي.
اعتلال الدماغ الكبدي: وهو حالة تراكم السموم في المخ وهو ما قد بتسبب في الغيبوبة، بسبب عدم مقدرة الكبد على تنقية وتصفية الدم من السموم.
فرط ضغط الدم البابي: إن التليف يبطئ عملية تدفق الدم بالكبد، مع زيادة الضغط بالوريد الناقل للدم من الطحال والامعاء إلى الكبد.
أمراض العظام: المصاب يكون معرض أكثر للكسور، لأن المريض يفقد قوة العظام.
الإصابة بسرطان الكبد: عادةً ما تتزامن حالات الإصابة بتليف الكبد مع مرض سرطان الكبد لدى أشخاص كثيرون.
متلازمة الاعتلال الفجائي: بالمراحل المتأخرة من المرض يحدث لدى البعض فشل بالعديد من أعضاء الجسم.
علاج تليف الكبد
إن علاج تليف الكبد يعتمد على السبب الذي يكمن وراء حدوث التليف، إذ أن الطبيب يلجأ إلى علاج السبب الأساسي من أجل الحد من أعراض تليف الكبد، ويشمل ممارسة التمرينات الرياضية لكي يتم تخلص من الوزن الزائد مع اتباع نظام غذائي صحي وتناول الأدوية التي تعزز من التحكم بنسبة السكر في الدم، والتوقف عن شرب الكحول، وقد يقوم الطبيب بوصف الأدوية المعروفة باسم مضادات الرجفان والتي من شأنها تقلبل حدوث تندب الكبد، ومن أبرز العلاجات الموصوفة التالي ذكره:
علاج أمراض الكبد المزمنة: والتي تتضمن مثبطات ACE، ومنها lisinopeil وbenazepril وramipril.
علاج فيروس التهاب الكبد الوبائي C: ويتضمن إنترفيرون ألفا، وتوكوفيرول.
علاج التهاب الكبد غير الكحولي الدهني: ويتضمن PPAR- alpha.
عملية زراعة الكبد: مع التقدم في أعراض تليف الكبد يصبح المريض في حاجة لعملية زراعة الكبد، والتي تعتبر من العمليات الصعبة، لذا ليس كل مريض يكون مرشح جراحيًا.
العلاج تليف الكبد في المنزل
إلى جانب الأدوية والعلاجات الطبية المختلفة، لا محالة أن الطبيب سينصح المريض بتغيير الكثير من السلوكيات التي يتبعها في حياته إلى جانب تعديل بعضها، حتى يُلائم حالته الصحية، ولكي يتماثل بالشفاء على أتم نحو، وفي التالي بيانٌ لأهمها:
فقُّد الوزن الزائد مع ومتابعته: حيث إن فقدان الوزن يعد جزءًا هامًا في عملية شفاء المريض بتليف الكبد، وهو ما يرجع لدوره الفعال في تحسُّن الأعراض التي يشعر بها المريض.
اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط: فقد أوضحت الأبحاث التي اهتمت بالبحث حول ذلك الأمر بأنَّ هذه الحمية من شأنها مساعدة الحالات المتعلقة بتليف الكبد وعلاجها.
شرب القهوة: لأنها تمتلك الكثير من الخواص الوقائية لمرضى الكبد، كما تساهم في تحفيز عملية إنتاج إنزيمات الكبد التي أحيانًا ما تساعد في الشفاء من تلف الكبد، خاصةً إن تمَّ استهلاكها على نحوٍ منتظم.
الحفاظ على نمط حياةٍ هادئ ومستقر والبعد عن الكسل: إذ يُنصح المصاب المريض بتلف الكبد بأن يبقى نشطًا، حيث يوجد للكسل آثار تزيد من فرص الإصابة بالعديد من الحالاتٍ المرضية المرتبطة بتلف الكبد.
تجنُّب الإكثار من تناول الطعام الذي يحتوي على السكريات المضافة: حيث ارتبطت السكريات الغذائية مثل السكروز والفركتوز بتطوُّر حالة من تلف الكبد وهي حالة تلف الكبد غير الكحولي الدهني، لما لها من بعض الآثار بتراكم الدهون بالكبد.
مراقبة ارتفاع الكوليسترول بالدم: حيث إنَّ العديد من أنواع تليف الكبد تتسبب في أن يصعب على جسم المريض إدارة مستويات الكوليسترول وحده، وهو ما يؤدي لزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
تناول مكملات أوميغا 3: حيث من الممكن أن تفيد في حالات تليف الكبد.
استخدام مكملات فيتامين هـ: وذلك لأن البعض من حالات تليف الكبد قد يفيد بها استخدام مكملات فيتامين هـ، لذا من الضروري أن يتم سؤال الطبيب عن تلك المكملات قبل الشروع في استخدامه.
الابتعاد عن مهيِّجات الكبد: إذ يوجد بعض المواد تساعد في زيادة الضغط الذي يحدث على الكبد والتي تشمل ما يلي: