فضل قراءة سورة ابراهيم يتجلى في العديد من الأمور الحياتية لا سيما في الرزق، فهذه السورة من السور ذات الأثر العظيم حيث إنها تحتوي في طياتها على العديد من الحكم والمواعظ، فعبر موقع مخزن سنشير إلى فضلها وإلى أهم المعلومات عنها.
فضل قراءة سورة ابراهيم
لقد اشتملت سورة إبراهيم على العديد من الفضائل، فمن أبرزها ما يلي:
- تذكير العباد بنعم الله – عز وجل- عليهم وبأهمية شكره عليها، حيث إن من يكفر بها له أشد العذاب.
قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [إبراهيم، 5].
- التشجيع على الإيمان بالله – تعالى- وبرسالة أنبيائه، وذلك من خلال ضرب الأمثلة وقصص الأقوام السابقين وبيان جزاء المؤمن والكافر.
- الحث على التفكر والتأمل فهناك أدلة في الآيات تؤكد على وحدانية الله – سبحانه وتعالى-.
- تعلم الصبر عند البلاء واللجوء إلى الله – عز وجل- والدعاء.
- تذكر الآخرة وعذاب القبر، حيث قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ قالَ : نزلَت في عذابِ القبرِ ، يُقالُ لَهُ : مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : ربِّيَ اللَّهُ ، ونبيِّي محمَّدٌ ، فذلِكَ قَولُهُ : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ”.
سورة إبراهيم
سنشير في النقاط التالية إلى أهم المعلومات عن سورة إبراهيم:
- سورة إبراهيم هي واحدة من السور المكية، حيث إنها نزلت على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة.
- ولكن قيل إن هناك 3 آيات مدنية أي أنهما نزلوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة وهما:
قال تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا عَن سَبِيلِهِ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)) [إبراهيم].
- وهي السورة 14 في ترتيب المصحف الشريف، حيث إنها تقع في الجزء 13 بينما في الحزب 26 من القرآن الكريم.
- كما أنها من السور التي تبدأ بحروف مقطعة، إذ إن أول آية فيها هي “الر” أي حروف ألف لام راء.
- ويُجدر بالإشارة إلى أن سورة إبراهيم نزلت بعد سورة الشورى وقبل سورة الأنبياء، ولقد ذُكر بأنها نزلت بعد سورة نوح لا سيما بعد الإسراء وقبيل موعد الهجرة.
سبب تسمية سورة إبراهيم
إن سبب تسمية سورة إبراهيم بهذا الاسم يعود إلى تناولها لقصة سيدنا إبراهيم – عليه السلام- بالكامل، حيث إنها عرضت موقفه من نعمة الله – تعالى-، والذي تمثل في معرفته أن نعمة الله تتجلى في نعمة الإيمان، فهو خير نموذج لمن قدر نعمة الخالق – عز وجل-، ويتبين ذلك في قوله تعالى (لْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)) [إبراهيم].
سبب نزول سورة إبراهيم
إن علم أسباب نزول السور القرآنية علم ضخم وواسع حيث إنه يعد بمثابة القاعدة الأساسية في علم تفسير كتاب الله، فنظرًا لأن سورة إبراهيم تعد من السور الطويلة والتي اشتملت على العديد من المواقف والأماكن فلا يُمكن حصر سبب نزولها في سبب واحد، ولكن هناك سببًا شائعًا عن أحد آياتها كما سنبين في النقاط التالية:
- يقول ابن جرير عن عطاء بن يسار أن الآية 28 من سورة إبراهيم وهي قوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) نزلت في الذين قُتلوا يوم بدر.
- ويؤكد قوله بإن الله – تعالى- قال عنهم (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا).
مقاصد سورة إبراهيم
هناك العديد من المقاصد التي تناولتها آيات سورة إبراهيم، ففي النقاط التالية سوف نشير إليها بالتفصيل:
- تتحدث السورة عن أن هدف القرآن الكريم وكذلك السنة النبوية هو مساعدة العبادة على الخروج من الظلمات إلى النور، إلى جانب إنذارهم بعاقبة الكفر والضلال، فلقد أرسل الله – عز وجل- جميع الرسل والأنبياء لأجل تأكيد هذا المقصد.
قال تعالى (الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم، 1].
- ترشد إلى توحيد الله وحده لا شريك له، فإن الله – عز وجل- بعث الأنبياء بلغة قومهم حتى يفهم البشر الدعوة وبالتالي تقوم عليهم الحجة.
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [إبراهيم، 35].
- بيان بأن القرآن الكريم ما هو إلا غاية البلاغ إلى الله – سبحانه وتعالى- حيث إنه كفيل بتوضيح الصراط الدال عليه والمؤدي إليه.
- كما ذكرت السورة بعض النصائح والمواعظ حتى ينتفع الخلق منها ويتركوا الكفر والمعصية.
قال تعالى (اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)) [إبراهيم].
- توضيح تثبيت الله – عز وجل- لعباده الموحدين والمؤمنين في الدنيا والآخرة، في حين إضلال الذين أعرضوا تمامًا عن ذكره بسبب اتباعهم لأهوائهم.
قال تعالى (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [إبراهيم، 27].
- ذم من قاموا بتبديل نعمة الله كفرًا وقادوا من معهم إلى دار البوار كما فعل من قبلهم وقادوا أتباعهم إلى النار.
قال تعالى (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) [إبراهيم، 33].
- تقديم نموذج لسيدنا إبراهيم – عليه السلام- في حمد الله على النعم، حيث إن الله – عز وجل- أمر المؤمنين بشكل محدد من أشكال الشكر ألا وهو البر بعباده والصلاة والإيمان قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
- التأكيد على أن الإنذار والتبشير هما أبرز العوامل التي تدعوا إلى إخلاص العبادة والتوحيد، وهما أيضًا سبيل الرشاد والهدى.
مناسبة سورة إبراهيم لما قبلها
ترتبط سورة إبراهيم بالسورة التي قبلها أي سورة الرعد في العديد من الوجوه، فمن أهمها:
- ذُكر في سورة الرعد أن القرآن الكريم كتاب حق أنزله الله – عز وجل- باللغة العربية وذلك في قوله تعالى (وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ)[الرعد، 37].
- كذلك ذُكر في سورة إبراهيم الحكمة من كون القرآن الكريم قد نزل عربيًا، في قوله تعالى (الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [إبراهيم، 1].
- في كلتا السورتين أشار الله – عز وجل- إلى قصص بعض الرسل السابقين، ليؤكد على أنهم لا يأتون بشيء من عندهم مطلقًا فهو كله من عند الله.
- كما أنه في كلتا السورتين أيضًا أمر الله – تعالى- سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- بالصبر والتوكل عليه – عز وجل-.
- وهناك توضيح في السورتين لمصير كل من المؤمنين والكافرين.