ابحث عن أي موضوع يهمك
تُمثل سورة هوّد إحدى السور القرآنية رفيعة القدّر، فقد كانت السورة القرآنية المتسببة في ظهور الشيّب بيّن خصلات شعر النبي محمد ت صلى الله عليه وسلم ـ وذلك لما ذُكر فيها من أمور تثير الخوف والقلق حول يوم القيامة والبعث والأمم السابقة لنا، وهناك عدة سور قرآنية تُمثل أخوات سورة هوّد نظراً لتشابهها في الموضوعات المتضمنة بها، وتلك الصور هي النبأ، الواقعةـ التكويّر، المرسلات، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “قال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت. قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت”.
جاء عن الصحابي عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال من قرأها أو تمت قراءتها عليه فإنه كثير الأعداء، وتقيّه منهم، كما رويّ عن جعفر الصادق ـ رضي الله عنه ـ أنه قال أن من يقرأها له عمر طويل، ويرزقه الله من الزروع والثمار وحُسن اليقين، ويمنحه الله ـ عز وجل ـ الأجر والثواب بقدّر من آمنوا بنوح ـ عليه السلام ـ ومن كذّبوا به، كما يكون عند الله تعالى من الشفعاء يوم القيامة، كما روىّ أن من يقرأ سورة هود وهو على سفر فإنه يصل إلى مستقره بأمان وينال هدى من الدنيا.
وحال رؤية الشخص لنفسه يقوم بتلاوة سورة هود وآياتها في المنام أو يرى أن هناك شخص ما يقوم بقرأتها عليه، فإن رؤيته إشارة إلى تديّنه الشديد وحُسن أخلاقه، وأن الله تعالى سيجعل له عمراً مديداً في الدنيا ويرزقه الكثير من الخيرات.
ورّد عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :”من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثّه الله يوم القيامة في زمرة النبيين وحوسب حساباً يسيراً، ولم تُعرف له خطيئة عملها يوم القيامة”، إلا أنه حديث ضعيف السّند، وقد ذُكر في كتاب فضائل القرآن أنه أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن زّر الرازي، أنه حدثنا الحسين بن الحسن العطار، عن ابن الأشعث أنه قال: “سمعت عمران الجوني يقول:” بلغنا النبي ـ صلة الله عليه وسلم ـ “اقرؤوا سورة هود يوم الجمعة”.
كما جاء عن أبي جعفر ـ عليه السلام ـ أنه قال : “من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه اللّه تعالى يوم القيامة في زمرة النبيين ، ولم تعرف له خطيئة عملها يوم القيامة”.
يُستحب أن يقوم المسلم بقراءة سورة هود للتخلص من مخاوفه وعلاجها في نفسه، ويُستحب أن يقوم بكتابة السورة كاملة بمياه الورد مخلوطة مع الزعفران على وورقة بيضاء، ثم يعمل على محوّها بستة أكواب من المياه، ويتم تناول المياه الناتجة على مدار اليوم مرتين، إحداهما على الريق والثانية قبل النوم لمدة ثلاثة أيام، وذلك لما جاء على لسان الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ أنه قال “من كتب هذه السورة على رق ظبي ويأخذها معه أعطاه اللّه قوة ونصرا ، ولو حاربه مائة رجل لانتصر عليهم وغلبهم وإن صاح بهم انهزموا ، وكل من رآه يخاف منه”، وكذلك قولّه:” أن من كتبها بزَعفران وشَرِبها ثلاثةَ أيّام بُكرةً وعَشيّةً، قوي قلبه، ولم يفزعْ مدّةَ حياته ليلاً ولا نهاراً، ولو كان في الظلمات السبع ولو قاتله الجِنّ بأهوال مناظرهم واختلاف أجناسهم لم يفزعْ منهم بإذن الله تعالى”.
ورّدت العديد من الأقاويل التراثية التي تشير إلى أن قراءة سورة هود ثلاثة عشر مرة تفيد في قضاء حاجات الشخص وأمنياته، فمن يقرأها ويقرأ القرآن الكريم عامةً بنيةً صافية وقلب مخلص فإن الله ـ عز وجل ـ سيقضي له ما يريد من أمور.
لقراءة سورة هود العديد من الفضائل الروحانية التي تسمو بنفس المسلم وتعيّنه على النقاء والراحة، فقد رويّ عن النبي محمد ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه قال : “من قرأ هذه السورة أعطي من الأجر والثواب بعدد من صدّق هودا والأنبياء عليهم السّلام ومن كذب بهم ، وكان يوم القيامة في درجة الشهداء ، وحوسب حسابا يسيرا”.
ذهب بعض العلماء إلى أن قراءة الآية السادسة من سورة هوّد بعدد سبع مرات، هي معجزة تمنح المسلم ما يريده من رزق وما يزيد عنه، والتي قال الله تعالى بها: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ).
تمنح قراءة سورة هود يومياً المرء المسلم حسنات وفيّره، كما تفيده في معرفة أحداث يوم القيامة وأهواله، حتى تكون له موعظة حسنة للتوبة والرجوع عن المعاصي ، وقد قال النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال :”من قرأها أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وبهود وصالح وشعيب ولوط وإبراهيم وموسى عليهم السّلام وكان يوم القيامة من السعداء”.
تُعد سورة هوّد من السور المكيّة التي تنزلت على النبي محمد في مكة المكرمة عدا الآيات الثانية عشر، السابعة عشر، الرابعة عشر بعد المائة التي تنزلّه في المدينة المنورة، ويبلغ عدد آيات سورة هود 123 آية، وتتواجد في الترتيب الحادي عشر في المصحف الشريف، كما تقع في الجزء الثاني عشر منه، وقد جاء ترتيب نزولها بعد سورة يونس.
ورّد في سورة هود العديد من قصص الأنبياء، ومن بينهم قصة نبي الله هوّد، وتبدأ بحروف متقطعة وهي “الر”، ذكرت سورة هود العديد من أحداث وتفاصيل الأمم السابقة لنا وقصص العديد من الأنبياء، وتتمثل فائدتها في معرفة قلوب المسلمين بقصص السابقين وتحذيراً لهم من الكفر والشرك والمعاصي تجنباً لغضب الله تعالى.
عُرفت سورة هوّد وأخواتها (التكوير ـ الواقعة ـ النبأـ المراسلات ) عما ورّد بهم من أهوال وأحداث يوم القيامة يشيب لهم رأس المؤمن.
تضمنّت سورة هود العديد من المقاصد الإيمانية، والتي يُمكن إيجاز بعضها في الآتي:
رويّ عن الإمام الترمذي قوله:( قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: يا رسول الله قد شبت قال: شيبتي «هود» و«الواقعة» و«المرسلات»و«عم يتساءلون»و«إذا الشمس كورت»).