ابحث عن أي موضوع يهمك
وردت الكثير من الأحاديث النبوية المطهرة بفضل قراءة سورة الواقعة، ومنها ما يلي:
يوجد الكثير من الأسرار والفضائل لسورة الواقعة، وقد وَرَد بها أحاديث عدة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، وفيما يلي بيانها:
تتضمن سورة الواقعة ذكر وقائع وأهوال يوم القيامة
ورد عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنه قال: (قال أبو بكرٍ رضي الله عنه: يا رسولَ اللهِ، قد شِبْتَ! قال شَيَّبَتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتِ، وعمَّ يتساءلون، وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ)، والمقصود هنا ليس كثرة الشَّيب في رأس النبي، حيث كانت شعرات الشَّيب في ذَقنه ورأسه صلى الله عليه وسلم معدودةً؛ ولكن يقصد كَثْرة ما ورد بتلك السُّور من وقائع وأهوال يوم القيامة.
حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءتها بالصلاة
ثبت عن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يقرؤها بالفجر، إذ قال رضي الله عنه: (كان يقرأُ في الفجرِ الواقعةَ ونحوَها من السُّوَرِ).
ثبت عن عُقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال
(حين نزَلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ}، قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (اجعَلوها في ركوعِكم).
قراءة سورة الواقعة للغِنى والرزق
وردت بعض الأحاديث عن سورة الواقعة والتي لم تصحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن بينها حديثٌ مشهور حيث قال (مَن قرأَ سورةَ الواقعةِ في كلِّ ليلةٍ لَم تُصبهُ فاقَةٌ أبدًا)،
يذكر أهل العلم حديثاً ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم بفضل سورة الواقعة، وأنّ في قراءتها كلّ ليلةٍ حماية من الفقر لصاحبها، لكنّ اتفق العلماء على ضعف هذا الحديث، حيث لم يصحّ بأي طريقٍ عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وبالوقت نفسه يذكر أهل العلم جواز أداء ما ورد بالأحاديث الضعيفةٍ من عبادات، فإنه لا يدخل بباب البِدع مثلما قيل، دون الظن بأنّ ذلك واجبٌ أو مستحبٌ طالما لم يرد بقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو في فعله.
لم يَرد دليلٌ عن استحباب أو فضل قراءة سورة الواقِعة بِالتّحديد قبل النوم، ولَكِن قراءة المسلم لها بأي وقتٍ وإن كان ذلك قبل النوم، فإنه يحصل على ثواب تلاوة القُرآن، وفيما يتعلق بما ورد بفضل قراءتها في كُلّ ليلة وأنّها تُبعد الدين والفقر، فإنه حديثٌ ضعيف لدى أهل الحديث، ويُعمَل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال عند العلماء، لذا فلا يشير ذلك لاستغناء المسلم عن قراءتها أو قِراءة القُرآن، ولكن يجب المُداومة على قراءته، والتحذير من التفريط بقِراءته أو هجره، ومما ورد بفضل قراءة بعض السور قبل النوم؛ فكان لسورة المُلك.
وقد ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ عُثمان بن عفان رضي الله عنه أتى يزوره بمرض موته، فوجده يشتكي ذُنوبه، ولم يكن له ولا لبناته عطاءٌ من بعده، فسأله إن كان هناك وصيّة له، فقال: (لا، فقال له: أتوصي ببناتك إليّ، فقال إنّه قد أوصاهنّ بِقراءة سورة الواقعة في كُلّ ليلة؛ لأنّه سمع من النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول أنّ من قرأها كلّ ليلة لم تُصبْه فاقة أبداً)، وهو ما قال ابن حجر عنه إنّه لم يرقَ لدرجة الصحّة، وقد روي ذلك الحديثٌ البيهقيّ بكِتابه شُعب الإيمان، وحكم الشيخ الألبانيّ عليه بالضعف بكِتابه السلسلة الضعيفة، والعديد من العلماء الآخرين.
نزلت سورة الواقعة عقب سورة طه بالفترة الواقعة ما بين الهجرة للحبشة وبين حادثة الإسراء والمعراج، فهي سورة مكيّة، وعدد آياتها يبلغ ست وتسعون آية، ويرجع سبب تسميتها بذلك الاسم لما ورد بالآية الأولى منها بقول الله تعالى (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ).
والواقعة هو اسم من أسماء يوم القيامة، وقد وردت الآيات بالسورة الكريمة عبر أسلوب الترغيب من خلال ذكر جزاء المؤمنين، وأسلوب الترهيب من خلال ذكر جزاء الكافرين.
وقد وقعت بالقرآن الكريم عقب سورة الرحمن التي تركزت موضوعاتها حول ذكر آلاء ونعم الله تعالى على عباده وخلقه، ووجوب حمدهم وشكرهم لله على نعمه التي أنعم عليهم بها، ثمّ وردت سورة الواقعة من أجل بيان جزاء من شكر وآمن، ومن جحد وكفر.
تدور الآيات الكريمة بسورة الواقعة عن بعض مشاهد يوم القيامة، وأصناف البشر والخلق بذلك اليوم العظيم فالبعض من المقربين، فيهم أصحاب اليمين وآخرون أصحاب الشمال، ثمّ تعرض الآيات ما وعد به الله وأعده لكل صنف من تلك الأصناف سواء أكان من النعيم المقيم أو العذاب الأليم.
وهذا بدار السّلام من التي يعمّها السلام، تسلّم الملائكة عليهم كما ويسّلم بعضهم على بعض، ويبلغهم من ربهم جلا وعلا السّلام، والدليل على خلقه تعالى الخلق، وبعثهم للحشر يليه الحساب ثم الجزاء، ومن هذه الأدلة خلق الله والنار والماء والزرع والحرث، وما جعل الله من النعم العديدة فيها، وأهمية مسّ المصحف فقط حال الطهارة، وما يصيب الإنسان حين الموت من السكرات.
يوجد العديد من الدروس التي يُستفاد منها من تلك السورة العظيمة، والتي تتمثل فيما يلي:
لم يرد بها تحديد وقت يكون مستحب قراءتها به.