مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

فضل صيام يوم في سبيل الله

بواسطة: نشر في: 7 يناير، 2023
مخزن

فضل صيام يوم في سبيل الله

بيّن لنا النبي الكريم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فضل قيام المسلم بالصيام ولو ليوم واحد في سبيل الله وأجر هذا العمل الطيب وذلك في حديث الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) متفق عليه.

وقد فسّر فقهاء المسلمين المقصود بالمباعدة عن النار في الحديث بأن الله ـ عز وجل ـ يُنجي الصائم من عذاب النار ويُعافيه منه، ولا يُقصد بالخريف في الحديث الشريف فصل الخريف فقط، وإنما يقصد بذلك العام كاملاً، أي جميع فصول السنة، وذلك من باب إطلاق الجزء على الكل، فالخريف أحد فصول السنة ومباعدة النار سبعين خريفاً تعني مسافة السير سبعين عاماً، وهي كناية عن المباعدة العظيمة التي يُبعدها الله ـ عز وجل ـ للصائم عن النار في سبيل الله.

وقد جاء في شرح تخصيص فصل الخريف بالذكر في الحديث الشريف بين فصول السنة الأربعة، فقد جاء أن السبب في ذلك كوّن الخريف أذكى فصول السنة، وذلك لكونه فصل جني المحاصيل وجاء عن الطيبي أنه فصل نضح المزروعات وحصاد الزروع وسعة العيش في الدنيا.

وجاء في رواية أخرى للحديث عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ باعدَ اللَّهُ منهُ جَهَنَّمَ مَسيرةَ مائةِ عامٍ)، وقد قام العلماء بالجمع بين هذه الروايات للتفرقة بين أجر صيام الواجب وأجر صيام التطوع، فقالوا أن لمن يصوم يوماً تطوعاً في سبيل الله ـ عز وجل ـ ينال مباعدته عن النار بمقدار سبعين خريفاً أي سبعين عاماً، بينما تكون المباعدة بين الصائم والنار مئة خريف فهي لمن يقوم بصيام الواجب (أي صيام شهر رمضان الفضيل).

وجاءت رواية ثالثة عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ على لسان أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي قال: (من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ جعلَ اللَّهُ بينَهُ وبينَ النَّارِ خَندقًا كما بينَ السَّماءِ والأرضِ)، ويُفسر الحديث الشريف على أنه من يصوم يوماً في سبيل الله سواء كان ذلك في خلال الجهاد، أو تأدية مناسك الحج والعمرة، أو طلب العلم، أو طلب مرضاة الله ـ عز وجل ـ فإن الله سيجعل بينه وبين النار حاجز كبيراً قوياً بعيداً للغاية عن النار مثلما بين الأرض والسماء.

حديث صيام يوم في سبيل الله

رغّب النبي محمد ـ صلى الله ـ عليه وسلم ـ المسلمين في الصيام تطوعاً ابتغاءً لمرضاة الله تعالى، وذلك في حديث الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا) متفق عليه، وقد اختلف علماء المسلمين في تفسير الصيام المقصود في الحديث الشريف على القولين التاليين:

  • القول الأول:
  • أ ن الصيام المقصود في الحديث الشريف هو صيام المسلم خلال الجهاد في سيل الله تعالى، وذلك ما جاء في قول أبو الطاهر الذهلي وأول ما يتبادر إلى الأذهان، وأيّده في هذا القول أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ في أن الحديث مختصاً بالصائمين من المرابطين أي المجاهدين في سبيل الله، وذلك شريطة ألا يؤثر الصيام في قدته الجسمانية والذهنية في أداء المهام المكلف بها، وأن لا يحدث له أي ضرر بالصيام أو يضيع حقاً لأحد.
  • القول الثاني:
  • أن الصيام المقصود في حديث النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الصيام في سبيل الله ابتغاءً لمرضاته، وطلباً للثواب وفضل الجزاء، ليندرج في الحديث كل من صام لله سواء كان مقيماً أم مسافراً بشرط أن يكون قد قصد الصوم في سبيل الله تعالى، ويخرج من معنى هذا الحديث أي من صام بغرض الرياء أو السمعة بين الناس ونيّل إعجابهم وثنائهم، وقد اندرج تحت هذا القول في جميع ما يؤديه المسلم من طاعات في سبيل الله ليتقرب إليه سبحانه، وكأن الغرض المقصود هنا هو حُسن نية وقصد الصائم وإخلاص نيّته في الصوم لله تعالى.

صيام التطوع

  • يُعد صيام التطوع من العبادات التي شرّع الله ـ عز وجل ـ فيها تطوع المسلم ليتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة، حيثُ لا يطلع على صوم المسلم سوى الله تعالى، فيكون فعله ابتغاءَ لمرضاته، فيُحقق من خلاله المسلم العبودية إلى الله ـ عز وجل ـ بأعلى درجاتها ويفوز بنصره وعونه، وقد ورد في فضل صيام التطوع العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والتي من بينها دخول الجنة من باب الريان وهو باب يدخل منه الصائمون فقط إلى الجنة، فقد قال النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ((إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ)،

فضل صيام التطوع في الإسلام

إن لصيام التطوع في الإسلام العديد من الفضائل الحسنة التي تعود بالجزاء الطيب على المسلم ممن صام إيماناً واحتساباً في سبيل الله، ومن بينها:

  • تُعد عبادة الصوم ذاتها من مكفرات الذنوب التي تقي المسلم من الوقوع في الذنب والانغماس في المتع والشهوات الدنيوية الزائلة، لترتفع بذلك أعماله الصالحة ودرجاته في جنة الخلد، وذلك ما جاء في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ)، كما أن الصوم من وسائل شكر الله ـ عز وجل ـ على ما ينعم به علينا من نعم في الدنيا.
  • يأتي الصيام يوم القيامة شفيعاً لأصحابه من ذنوبهم ليقيهم دخول النار، فقد قال النبي محمد ـ صلى الله ـ عليه وسلم ـ (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ و الشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ).
  • يضاعف الصيام حسنات المسلم ويرفع قدره في الجنة، وذلك ما جاء في حديث الصحابي أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال ـ : “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي”.
  • إن الصيام سياحة، حيثُ أن اعتياد المرء المسلم على الصيام والمداومة عليه من الصفات الطيبة التي أثنى عليها الله ـ عز وجل ـ في القرآن الكريم، فقد وصف سبحانه الصائمين بالسائحين، وذلك في قوله : (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)

أمثلة على صيام التطوع في الإسلام

من أبرز الأمثلة على صيام التطوع في الإسلام:

  • صيام الأيام الست من شهر شوال.
  • صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء.
  • صيام يوم عرفة.
  • صيام الإثنين والخميس من كل أسبوع.
  • صيام الأيام البيض من كل شهر هجري.
  • صيام يوم وإفطار يوم.

أسئلة شائعة

ما هو اجر من صام يوما في سبيل الله؟

جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)، أي أن صيام يوماً في سبيل الله يباعد بين المسلم وبين دخول النار بمقدار سبعين عاماً سيراً على الأقدام.

فضل صيام يوم في سبيل الله

الوسوم

جديد المواضيع