تعتبر شبة الجزيرة العربية هي الدولة السعودية الأولى التي أنشأت من قبل الشيخ محمد بن عبد الوهاب التيمي والأمير محمد بن سعود، وشملت منطقة الحجاز ومعظم مناطق منطق نجد ومعظم الجزيرة العربية، واستمرت هذه الدولة فيما يقارب قرن من الزمان، حتى سقطت بعد سيطرة إبراهيم باشا عليها، وفي سياق الحديث نسلط الضوء من خلال موقع مخزن ، على ذكر الحاله الاقتصاديه في شبه الجزيرة العربيه قبل قيام الدوله السعوديه، وكذلك الحياه السياسية لشبة الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى، فتابعوا السطور القادمة.
الحاله الاقتصاديه في شبه الجزيره العربيه قبل قيام الدوله السعوديه
من الجدير بالذكر ان الدولة السعودية ساهمت بشكل واضح في تقدم شبة الجزيرة العربية، وذلك بعد ان كانت شبة الجزيرة العربية يكسوها الفقر والضعف، في كافة نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وكذلك السياسية.
كما كان يعم على شبة الجزيرة العربية التفكك الثقافي والديني، حيث كانت عبارة عن صحراء جرداء تخلو من كافة مطاهر الحياه الحضارية، وفي ذلك الوقت لم يتم التنقيب عن البترول بعد، وكانت الفوضى والعشوائية سائدة بشكل واضح.
وكانت الحياه غير مستقرة، فكانت تسودها حياه البادية التي تتصف بالتنقل والترحال وعدم الاستقرار في مكان محدد بحثا عن قوت يومهم والماء العذب لهم ولأغنامهم، التي كانت وسيلة مواصلات في تلك الوقت.
كما كان النظام السائد هو النظام القبلي، وذلك حتى قيام الدولة السعودية الأولى، فساعدت على توحيد شبه الجزيرة العربية وجعلتها بناء واحد متكاتف ومتكامل، مما ساعد على دعم وتطور شبه الجزيرة العربية، وتجدر الإشارة انه تم الاتفاق على قيام الدولة السعودية، عقب الاتفاق بين محمد بن سعود بن محمد مقرن والشي محمد بن عبد الوهاب.
الدولة السعودية الأولى
تأسست الدولة السعودية الأولى عام 1157 هجرية وانتهت بعام 1233 هجرية، الموافق لعامي 1744 و1818م، وتأسست هذه الدولة في شبة الجزيرة العربية، وذلك بعد صدور الاتفاق المعلن بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي والأمير محمد بن سعود لتأسيس حركة سياسية ضخمة على أراضي الجزيرة العربية.
وبجانب العديد من الكيانات السياسية الصغيرة الأخرى المتواجدة بمدينة نجد، فتشكلت وحدة سياسية واحدة في ظل هذا النظام الموحد.
وظلت هذه الدولة قائمة حتى دخول العثمانيون المملكة العربية السعودية من خلال إبراهيم باشا، الذي كان واليا على مصر في ذلك الوقت.
كما استطاع إسقاط تلك الدولة والاستيلاء على الدرعية عاصمة الدولة وذلك في عام 1818 م الموافق 1233ه.
ومن الجدير بالذكر ان الدولة السعودية الأولى حكمها أربعة من الحكام، وكان لها دور سياسي واساسي في تحسين اقتصاد وسياسة شبة الجزيرة العربية.
بالإضافة الي تأثيرها اجتماعيا وثقافيا، وكذلك وحدت الكيانات النجدية الصغيرة وامتدت الي معظم أنحاء الجزيرة العربية، مما نتج عن ذلك ازدهار الاقتصاد بشكل واضح وخلق مجتمع مترابط ومتكاتف.
حكام الدولة السعودية بالترتيب
استمرت الدولة السعودية الأولى أقل من مائة عام، وتعاقب هذه الفقرة حوالي أربعة حكام، جميعهم من آل سعود، وهذه الحكام هم:
محمد بن سعود آل مقرن الدولة السعودية الأولى قرابة عشرين عاما، وذلك ابتداء من عام 1744م.
عبد العزيز بن محمد آل سعود، ودام حكمة حوالي ثمانية عشر عاما.
سعود بن عبد العزيز آل سعود واستمر حكمه حوالي احدى عشر عاما.
عبد الله بن سعود آل سعود، وهو آخر حكام الدولة السعودية الأولى وكان اكثرهم فقرا على المدينة، وحكم الدولة السعودية لمدة أربعة سنوات فقط.
الحياه السياسية لشبة الجزيرة العربية قبل قيام الدولة السعودية الأولى
من الجدير بالذكر ان شبه الجزيرة العربية مرت بتقلبات سياسية كان لها تأثيرها على منطقة الشرق الأوسط بصورة مباشرة، وعلى العالم أجمع بشكل غير مباشر.
وظهر ذلك منذ فترة حكم الخلفاء الراشدين وبدء توسع الفتوحات مرورًا بالدولتين الأموية والعباسية.
وعلى الرغم من انتقال عاصمة الخلافة الإسلامية لخارج شبه الجزيرة، إلا أنها مع ذلك كانت لها تأثير سياسي قوي بحكم موقعها ومكانتها الدينية.
و في بدايات القرن السادس عشر حكمت الدولة العثمانية شبه الجزيرة العربية، واستمرت لنحو أربعمائة عام قبل أن تقوم الدولة السعودية الأولى.
اختلفت الحالة السياسية في مناطق شبه الجزيرة العربية اختلافا واضحا، وذلك بحسب موقعها الجغرافي، فمثلًا كانت منطقة الحجاز هي الأهم نظرًا لمكانتها الدينية وقد شكلت الأهمية القصوى لدى العثمانيين.
بينما لم تحصل الدولة العثمانية نفس الدرجة من الاهتمام لبقية أراضي شبه الجزيرة، بما يشمل هضبة نجد التي كانت تتعرض لبعض المنازعات الداخلية المستمرة.
ولكن بصورة عامة خضعت أغلب الأراضي، مثل نجران وجازان والأحساء وغيرها إلى حكم أسر مختلفة من أبناء شبه الجزيرة العربية.
ومن ثم فكانت حالة شبه الجزيرة من الداخل في ضعف شديد وواضح، وذلك بسبب الانقسام الداخلي وضعف نفوذ العثمانيين في العمق، وانتقل ذلك الضعف ليشمل الحالة الاجتماعية والثقافية وكذلك الحياه الدينية، فيما عدا منطقة الحجاز، حيث تسببت الفوضى والتفكك في انتشار البدع والأفعال المخالفة للدين الإسلامي.